حين وصولنا إلى المرحلة الجامعية تتفتّح في أذهاننا الكثير من الخطط المستقبلية، والحصول على منحة دراسية هي من أول الخطط التي يحلم بتنفيذها أغلبنا وهذا ما يتطلب السعي واستغلال حياتنا الجامعية للتحضير لكافة الأوراق الضرورية ومن بينها رسائل التوصية، فما هي رسالة التوصية وما هي أبرز نقاطها؟

تُعتبر رسائل التوصية جزء أساسي للحصول على أي منحة دراسية، بحيث يُطلب كتابتها من قبل أشخاص مُشرفين في مجالك الدراسي الأكاديمي أو المهني أو التطوعي، والهدف منها إظهار رأي كاتب الرسالة بعملك وشخصيتك وما حققته خلال تواجدك معه.

إذ يمكنك طلب رسالة التوصية من أحد الأساتذة الجامعيين الذي أشرف على تدريسك خلال وجودك الجامعة، والذي يعرفك أو يعرف تاريخك الأكاديمي وشيء عن شخصيتك، ليقوم بكتابة رسالة توصية يوضح فيها بعض التفاصيل عن أنشطتك الدراسية وحياتك الجامعية عموماً ويوصي بك من هذا المنظور.
أو من الممكن كتابة الرسالة من مديرك في العمل، أو المسؤول عنك في العمل التطوعي.

ومن الأفضل حصولك على رسالة أكاديمية ومهنية وتطوعية لأنها قد تزيد من فرص حصولك على المنح في بعض الأحيان

يقدم قسم الدراسة الجامعية على موقعنا قائمة بأهم المنح الدراسية

كيف تكتب رسالة توصية ناجحة؟

شكل رسالة التوصية

لا يوجد شكل أساسي يعتمده جميع المقدمين بحيث يمكن أن تختلف من طالب لآخر، ولكن يُفضل أولاً كتابة موقع الجامعة التي درست بها وبالجهة المقابلة يتم ذكر المعلومات التي تتعلق بالدكتور الذي سيوصي بك

(الاسم، رقم الهاتف، البريد الإلكتروني الذي ستتواصل إدارة المنحة مع الدكتور الأكاديمي من خلاله، تاريخ كتابة الرسالة).

دائماً يفضل أن تكون لغة الرسالة الإنكليزية، أو لغة البلد التي ترغب بالدراسة بها. ويجب أن تكون الرسالة ذات لغة وصياغة رسمية واضحة وأكاديمية قدر الإمكان، ومكتوبة بصياغة وصورة احترافية لأنها ستعكس صورة عنك حتى لو لم تكن أنت من كتبها.

ملاحظة: يجوز بدء رسالة التوصية بعبارة To whom it may concern ولكنها غير مقبولة من بعض الجامعات المحلية في وطننا العربي وقد يرفض أن يقوم الأستاذ الأكاديمي بتوقيعها مراعاةً للقوانين التنظيمية السائدة. لذلك من الضروري أن تقوم ببعض البحث والاطلاع أولاً وتعرف الصيغ والتعابير الشائعة في البلد أو الوسط الذي ستقدم له الرسالة.

مضمون الرسالة

بشكل عام يجب أن يقوم كاتب الرسالة بالتعريف عنك باسمك الكامل ومن ثم ذكر المجال الذي تعرف عليك من خلاله وإظهار مدى تميزك في ذلك المجال من جميع الجوانب سواء الدراسية أو الاجتماعية من خلال تعاملك مع زملائك والمشرفين.

لا بد من إظهار كافة المعارف والمهارات والقدرات المتعلَقة بالطالب. ويمكن إجراء بعض المقارنات لإبراز قدراتك في إطار من التميز عن باقي زملائك. مثلاً (تخرج الطالب “اسم الشخص” بمعدل تجاوز فيه معدلات باقي زملائه في التخصص – حلقات البحث التي قام بها الطالب غنية وأكثر تميزاً عن غيرها ..) ويمكن ذكر أشياء أخرى من هذا القبيل.

كميزة إضافية لرسالة التوصية يمكن ذكر المقررات التي قام الدكتور بتدريسك إياها وذكر معدلاتك بهذه المقررات (ممتاز – جيد جداً). ولكن ليس بالضرورة.

يمكنك تنبيه المشرف الذي يكتب لك الرسالة ليبدأ الرسالة عموماً وكل فقرة فيها بتعابير وجمل قوية تشير إلى نشاط الطالب وتميزه.

خاتمة الرسالة

يجب الحرص على إغلاق الرسالة بطريقة إيجابية تُحفز إدارة المنحة على قبولك (ولكل هذه الأسباب سينجح هذا الشخص في الدراسة بجامعتكم، وإضافة الكثير إلى المجال ..)، ومن ثم يقوم الدكتور بالتحية وذكر اسمه مع التوقيع في نهاية الرسالة.

وأخيراً عندما تطلب من أي شخص أكاديمي كتابة رسالة توصية عنك، يلزم أولاً أن تكوِّن صورة كاملة لحياتك الشخصية وخبراتك ومهاراتك أمام الشخص الذي سيكتب عنك، وفي بعض الحالات يقوم الطالب بكتابة رسالة التوصية بنفسه ومن ثم يقوم الدكتور أو الشخص الأكاديمي بتوقيعها وختمها فقط.

اقرأ أيضاً:

وبجميع الحالات ومهما اختلفت الأساليب يجب أن يكون الصدق سيد الموقف بعدم المبالغة وبعدم الإيجاز أيضاً، فكل ما عليك إذاً أن تترك انطباعاً جيداً لك في حياتك الجامعية والمسارعة لطلب رسالة أو رسالتين للتوصية قبل فقدان التواصل مع الأكاديميين.

لا بد ذكر أن كثيراً من المشرفين لا يقومون بكتابة رسالة التوصية للطلاب، بل قد يستعينون بنماذج أونلاين جاهزة مع بعض التعديل عليها، أو يطلبون من الطالب كتابتها ومن ثم يقومون بالمصادقة عليها.
لا عيب في هذه الطرق إن كان المشرف لا يرغب بالكتابة، ولكن من المهم أن يقرأها بتمعّن لأنه بالنهاية سيقوم بالختم عليها ومصادقتها بشكل رسمي مما يعني أنه موافق على الكلام المذكور فيها.