قد تمتلك موهبة الكتابة وتحلم بأنك يوماً ما ستكون كاتباً عظيماً ولكن هذا ليس سهل أبداً فالكثير من الظروف المحيطة قد تقف في طريقك لكن هناك عوامل أخرى يمكنك التحكم بها وتسخيرها لصالحك كما قد تمشي على خطى ملهم الكتاب والقراء على حد سواء على خطى الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب .

سنتحدث في مقالنا عن أربع نصائح ألهمنا إياها محفوظ من خلال مسيرته الأدبية والإنسانية الطويلة حيث ستساعدك هذه النصائح عزيزي القارئ على التحسين من كتاباتك وتهيئتك نفسياً وذهنياً لتصل لأحلامك

النصيحة الأولى:
– بداية طريقك ليست مهمة بقدر ما تحققه في النهاية:
ولد نجيب محفوظ في القاهرة عام 1911، وترعرع في أرقى أحيائها القديمة التي كانت مصدر إلهامه في كتاباته الأدبيّة، درس علم الفلسفة ثم حوّل مساره إلى الأدب مُتأثراً بكتابات طه حسين والعقّاد، إلا أنّ طابع الفلسفة بقي يؤثر على بعض رواياته، ذاق طعم الشّهرة والنجاح بعد روايته الثلاثيّة الشهيرة: (قصر الشّوق، والسكريّة، وبين القصرين)، هذه الملحمة العظيمة فتحت له أبواب النّجاح على مصراعيه، عانقت روايات نجيب محفوظ العالم الغربيّ وتمّت ترجمة بعض رواياته إلى لغاتٍ أخرى.
لا شك أن نجيب محفوظ عبقرية أدبية بكل معنى الكلمة و هذا باعتراف إقليمي و عالمي فمنذ كتاباته الأولى وحتى حصوله على جائزة نوبل في الآداب لم تتوقف الأقلام و لا الشاشات و لا الإذاعات عن الحديث عنه و هو الكاتب الظاهرة و المثير للجدل و المحفز للدراسة و البحث و القراءة العميقة.

النصيحة الثانية:
– لا تدع مشاكل الحياة والضغوطات تبعدك عن شغفك في الحياة :
عانى  نجيب محفوظ بعد ذلك من كثرة التنقلات الوظيفية وكغيره من الموظفين كان لابد له من العمل ليكسب لقمة العيش فشغل عدداً من المناصب الحكومية وتقاعد بعد ذلك ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
لم يكن هناك أي انتقاد لكتاباته ولم يأت على ذكرها أحد بشكل رسمي لمدة 15 عاماً وكان أول ناقد يتحدث عن رواية القاهرة الجديدة هو سيد قطب في مجلة الرسالة .
توقف نجيب محفوظ عن الكتابة بعد الثلاثية الشهيرة ، ودخل في حالة صمت أدبي، انتقل خلاله من الواقعية الاجتماعية إلى الواقعية الرمزية. ثم بدأ نشر روايته الجديدة أولاد حارتنا في جريدة الأهرام وتعتبر واحدة من أربع رواياتٍ تسببت في فوز نجيب محفوظ كما أنها كانت السبب المباشر في التحريض على محاولة اغتياله كما اعترض عليها الأزهر الشريف وطالب بوقف نشرها، إلا أن رئيس تحرير الأهرام الكاتب محمد حسنين هيكل أصر على استكمال النشر ومنعت طباعتها ككتاب واحد داخل مصر فطبعت في لبنان ومنع دخولها مصر، وعلى الرغم من ذلك فقد تم تهريب بعض النسخ إلى السوق المصري .
لقد تعرض نجيب محفوظ لمحاولة للاغتيال ومحاربة من جهات عدة لم يعجبها أسلوبه في نقد الظواهر الاجتماعية السلبية حينها لكن لم يمنعه شيء من الاستمرار في الكتابة ولم توقفه الضغوطات التي تعرض لها عن شغفه وحبه للكتابة.

النصيحة الثالثة:
– استخدم أسلوبك المميز ولا تجعل نفسك تقليدي:
استخدم نجيب محفوظ أسلوب مميز مختلف عن باقي الكتاب فكان في رواياته يعكس صورة مجتمع بأكمله بقصة حارة صغيرة أو منطقة معينة كما أنه كان يستعمل الرمزية في كتاباته ويدع للقارئ المجال ليستخدم عقله وخياله كما لم تكن كتاباته خالية من الثورية والانتقاد لكل ما هو مسيء ومخل في الطبيعة البشرية فكان ينتقد بطريقة غير مباشرة كل ما يمثل الاستعباد والانقياد وراء التخلف والجهل .

من أهم روايات نجيب محفوظ الشهيرة:
– حديث الصباح والمساء
– خان الخليلي
– ملحمة الحرافيش
– زقاق المدق
– بداية ونهاية
– رواية القاهرة الجديدة

يمكنكم الاستماع إلى هذه الروايات وغيرها عبر هذا الرابط : http://arabcast.org/?mod=search&q=نجيب محفوظ

النصيحة الرابعة :
– استمد من واقعك الأحداث , بمعنى آخر (كن واقعياً):
لم يبتعد محفوظ عن الواقع بالرغم من أن الشخصيات والأحداث من خياله الخصب لكنه كان يعرف عن ماذا يكتب ويعرف كيف يجذب القارئ العربي إلى كتاباته , فمن المعروف أن عالمنا العربي لا يحب الخرافات ولا تجذبه قصص ألف ليلة وليلة وخاصة وأنه غارق بمشاكل متنوعة تكاد لا تعد ولا تحصى كما عرف عنه ثقافته الواسعة في التاريخ والسياسة والاقتصاد و يمكن معرفة ذلك من خلال رواياته التي تجمع هذه الخبرات والمعارف فيها .

توفي نجيب محفوظ في بداية عام 2006 إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله المشفى .

الجوائز:


جائزة قوت القلوب الدمرداشية 1943

جائزة وزارة المعارف 1944

جائزة مجمع اللغة العربية 1946

جائزة الدولة في الأدب 1957

وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1962

جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1968

وسام الجمهورية من الطبقة الأولى 1972

جائزة نوبل للآداب 1988

قلادة النيل العظمى 1988

جائزه كفافيس 2004