أحد أكثر الأمور التي تميز بلداننا العربية وتشتهر بها هي المواقع الأثرية والمعالم التراثية التي لا يكاد يخلو منها بلد عربي واحد. من مصر إلى سوريا فلبنان مرورًا بالأردن وفلسطين وباقي الدول العربية، كلها تذخر بمواقع ومعالم تراثية قديمة بنيت على أيدي أمهر البنائين وفناني أعرق الحضارات القديمة في المنطقة منذ آلاف السنين.

سنتعرف هنا إلى أبرز خمسة من المواقع الأثرية في العالم العربي وما يميز كل منها.

مدينة البتراء

البتراء

وتعرف أيضًا باسم المدينة الوردية نسبةً إلى لون الصخور المنحوتة معالمها منه، حيث تعد بمثابة مدينة منحوتة من صخور ذات لون وردي. وكانت قد صنفت في العام 2007 بثاني عجائب الدنيا السبع.

المدينة الساحرة بمعالمها الأثرية كالواجهات والطرق التي تصل بين المعابد والقصور والأقواس محاطة بسلسلة من الجبال المتراصة، أشبه ما تكون بحاجز يحمي ما كانت قد أبدعته حضارة الأنباط التي كانت البتراء عاصمتهم قبل أكثر من ألفي عام. المدينة مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ويزورها سنويًا ما يزيد عن نصف مليون سائح.

معبد الأقصر

معبد-الأقصر

عند الحديث عن المعالم التراثية لا بد من ذكر أم الدنيا مصر. بالإضافة إلى الأهرامات وتمثال أبو الهول وغيرها الكثير من المعالم التي ما زالت شاهدة على براعة الفراعنة في الفن المعماري قديمًا، فأن معبد الأقصر أيضًا يعد أحد أجمل المعالم الأثرية المصرية، يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل ومدرج على قائمة التراث العالمي وكان يزوره سنويًا أعداد كبيرة من الزوار إلا إنه انخفضت أعداد السياح في السنوات الأخيرة نتيجة للاضطرابات السياسية والأمنية في مصر.

مدرج بصرى

مدرج بصرى

يعد واحد من أبرز المعالم الأثرية في سوريا والذي ما زال محافظ على رونقه وروعة بناءه، يسميه البعض المدرج الروماني كونه بني إبان عهد الإمبراطورية الرومانية في المنطقة، ويعد من المسارح الرومانية القليلة في العالم التي ما زالت سليمة ولم تتأثر بمرور الزمن، حيث يرجح إنه تم بناءه عام 102 ميلادي.

المدرج تم نحته من الحجر البازلتي الذي تشتهر فيه منطقة بصرى الشام، أما منصته تزينها المحاريب والأبواب المقنطرة التي تؤدي إلى كواليس المدرج الذي يتسع لنحو 15 ألف متفرج يمكنهم الخروج من المسرح خلال 10 دقائق فقط، وذلك لكثرة الأبواب والممرات التي تسهل الدخول والخروج.

قصر الجم

قصر الجم

وهو مسرح أثري في مدينة الجم التابعة لولاية المهدية في تونس، أدرج عام 1979 على قائمة التراث العالمي من قبل اليونسكو، وهو أيضًا من المسارح الرومانية. يعد ثاني أكبر المسارح الأثرية في العالم بعد مسرح كولوسيوم روما وأضخم المباني الأثرية الرومانية في أفريقيا ويتسع لنحو 35 ألف متفرج.

في عهد الرومان كان المسرح حلبة مصارعات ومصارعات وحوش وسباقات، أما اليوم فيعد المسرح وجهة للكثير من الفنانين والفرق الموسيقية العالمية إذ تقام فيه سنويًا الحفلات والمهرجات وعروض الأوبرا والسيمفونيات وعروض الجاز لكبار الفنانين والفرق العالمية. يزور المسرح سنويًا أكثر من مليون سائح من مجموع ستة ملايين سائح يزورون تونس كل عام.

معبد الكرنك

معبد الكرنك

عبارة عن مجموعة معابد وبنايات وأعمدة محاطة بسور وتصنف بأنها أكبر دار عبادة محاطة بسور على الأرض. بناه الفرعونيين القدماء قبل نحو 3200 عام قبل الميلاد كمجموعة مراكز عبادة للآلهة التي كانوا يؤمنون بها آنذاك. ما يميز هذا المعلم هو مشروع الصوت والضوء والذي يعقد فيه ليلًا حيث يقوم القائمون على المعبد بشرح تاريخ المعبد في سياق التاريخ المصري القديم للزوار والسياح عبر المؤثرات الصوتية والضوئية والبصرية. وكذلك يحوي المعبد نص لأقدم معاهدة سلام عرفتها البشرية تمت بين الفراعنة والحيثين في عهد الملك الفرعوني رمسيس الثاني.