في صيف 1956 افتتحت زلفا شمعون، عقيلة الرئيس اللبناني وقتها، افتتحت رسميًا الدورة الأولى لمهرجان بعلبك وكان بذلك أول مهرجان موسيقي ينظم في منطقة المينا. وما زال المهرجان الموسيقي الأقدم في العالم العربي إلى اليوم يستقطب سنويًا كبار المغنين والموسيقيين في أمسيات فنية ساهرة.

وعلى الرغم من إن الموسيقى في عالمنا العربي قد لا تتمتع بذات المكانة التي تمتلكها عند الغرب، بالإضافة إلى الأوضاع الثقافية والاجتماعية والسياسية وحالة عدم الاستقرار في الكثير من أجزاء منطقتنا، إلا إن ذلك لم يجعل المهرجانات تقتصر على مهرجان بعلبك، بل توالي افتتاح العديد منها وبعضها ذاع صيته وصار يصنف من ضمن أضخم مهرجانات العالم كما سنرى في هذه القائمة.

مهرجان موازين – الرباط

بحسب جمعية “ثقافات المغرب” الجهة المنظمة لهذا المهرجان، فأن الهدف منه هو تعريف الجمهور المغربي بالثقافات الموسيقية المختلفة من أنحاء العالم. المهرجان أضخم مهرجانات منطقة المينا ويصنف من بين أضخم مهرجانات العالم بإجمالي عدد حضور يزيد سنويًا عن 2.5 مليون متفرج من أنحاء المغرب، إضافة إلى السياح من دول عدة حول العالم يحضرون سنويًا في أخر شهر مايو للعاصمة المغربية لحضور أمسيات المهرجان على مدار تسعة أيام.

يحيي الحفل حشد من الفنانين والمغنين والفرق الموسيقية العالمية يمثلون أشهر الثقافات الموسيقية من حول العالم، بالإضافة إلى فنانين مغاربة ومواهب شابة صاعدة.

مهرجان قرطاج – قرطاج

يبدو إن المغرب العربي يسعى لإغناء ذائقته الموسيقية بإيقاعات مختلفة من حول العالم ويقوم بذلك عبر المهرجانات. فبالإضافة للمغرب فتونس أيضًا لها نصيبها من المهرجانات الموسيقية في منطقة المينا بمهرجان قرطاج الذي يعد من المهرجانات الأقدم في المنطقة بالإضافة لمهرجان بعلبك في لبنان، قرطاج ينظم منذ عام 1964 على مدرج مسرح قرطاج الأثري في صيف كل عام ويستمر لمدة شهر.

بالإضافة للأمسيات الموسيقية التي يحييها نجوم كبار وعالميين، ينظم المهرجان فعاليات مسرحية وعروض أوبرا وعروض رقص متنوعة.

مهرجان فاس – فاس

كما قلنا فأن الجمهور في بلدان المغرب العربي له ذائقته الموسيقية الخاصة. مهرجان فاس في المغرب واحد من المهرجانات المرموقة في منطقة المينا بسبب طبيعة الموسيقى الروحية التي يقدمها أشهر الفنانين وفرق الموسيقى الدينية في العالم من مختلف الثقافات، بالإضافة إلى شهادة الأمم المتحدة فيه بأنه أحد الفعاليات التي ساهمت في ترسيخ فكرة حوار الحضارات على المستوى العالمي.

الصيت الذي لاقاه مهرجان فاس حول المدينة إلى مركز عالمي ومثال للتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، ووصل الأمر إلى حد إقامة ندوة سنويًا في أكثر من عشرين ولاية أمريكية باسم “رسالة فاس” يقدم في الندوة برنامج المهرجان ويشرح الرسالة وقيم التعايش والسلام التي يسعى المهرجان لترسيخها عبر الموسيقى.

مهرجان RedFest DXB – دبي

يعد من أحدث المهرجانات الموسيقية في منطقة المينا إذا بدأ تنظيمه عام 2014، المهرجان يحيه الموسيقيين العالمين بالدرجة الأولى من أمثال المغنية الكندية Keisza ومغنية الراب Iggy Azale وفرقة The Script الإيرلندية الشهيرة.

بسبب طبيعة الأجواء الدافئة في دبي فأن المهرجان ينظم خلال فصل الشتاء وليس الصيف كما معظم المهرجانات ويستمر ليومين فقط خلال شهر فبراير.

مهرجان البستان – برمانا

إلى جانب مهرجان بعلبك الدولي فأن مهرجان البستان من المهرجانات العريقة في لبنان ومنطقة المينا عمومًا، ويقام سنويًا في أخر الشتاء وبداية الربيع خلال فبراير ومارس. عروضه الموسيقية لا تتمتع بالكثير من التنوع فغالبية العروض تقتصر على موسيقى الحجرة وهي نوع من الموسيقى الكلاسيكية التي يؤديها عدد صغير من العازفين دون قائد، بالإضافة لعروض الأوبرا والرقص والمسرح وفعاليات تثقيفية في المواضيع الموسيقية.

هذه كانت أبرز خمسة من المهرجانات الموسيقية في منطقة المينا، بالتأكيد هناك مهرجانات أخرى في منطقتنا تستحق أن تكون ضمن هذه القائمة ولكن لا يتسع المجال لذكرها جميعها.