عند تعلّم أي لغة يجب إدراك أن هناك أربع مهارات أساسية متداخلة فيما بينها على المتعلّم إتقانها جميعها إذا أراد أن يصبح ناطقاً ماهراً بها وهي القراءة والكتابة والاستماع والتحدث.

وتقسم هذه المهارات الأربعة إلى قسمين؛ إذ عندما تقرأ أو تسمع فأنت تتلقى اللغة، وعندما تكتب أو تتحدث فأنت تنتج اللغة.

وعندما تحترف جميع هذه المهارات يمكنك القول أنك أصبحت متقناً للغة معينة، ولكن العديد من الناس يتقن إحداها أو بعضها ويهمل البقية أو لم يتدرب عليها كفاية. وإن إيجاد مصادر تعلم لكل مهارة ليس كافياً وإنما يجب اتباع منهج صحيح لتفعيل هذه المصادر على النحو الأمثل؛ لذا سنرشدكم إلى أهم الطرائق لإتقانها جميعها.

مهارة الاستماع Listening Skill

الطفل الصغير يبدأ بتعلم اللغة عن طريق الاستماع إلى والديه والوسط المحيط من حوله، فمن هنا تكون الخطوة الأولى عن طريق البدء بتمييز اللحن والكلمات الخاصة باللغة.

يوجد كثير من المصادر للاستماع مثل الأغاني والأفلام والبودكاست والكتب الصوتية ولكن السؤال الأهم هو كيف نستخدم هذه الوسائل لتحقيق أقصى استفادة..

بدايةً؛ يوجد ربط بين هذه المهارة وسابقتها -التحدث- لأن الاستماع الجيد يؤدي إلى تحدّث جيد ومن ناحية أخرى فهو يزيد مخزون التراكيب اللغوية المستخدمة ضمن سياقها الصحيح ولفظها السليم، لذلك فإن إحدى الطرائق هي تقليد المؤدي ضمن الأغاني أو الأفلام.. إلخ في مقاطع صغيرة ووراءه مباشرة وإعادة سماعه مرة أخرى.

وإحدى التدريبات الشائعة للاستماع هي عند مشاهدة الأفلام مثلًا عليك تأخير مدة ظهور الكلام subtitle -وهنا يجب أن يكون من اللغة ذاتها وليس ترجمة إلى لغة تعرفها- عدّة ثوانٍ فقط؛ لكي يتسنى لك التركيز في الاستماع ومن ثم مشاهدة الكلام الذي سمعته.

واستمع إلى التسجيل الصوتي الواحد مرات عديدة مع إبقاء تركيزك كاملًا عليه.

مهارة القراءة Reading Skill

من البديهي جداً أنّ الكتب وسيلة جيدة للبدء في تنمية هذه المهارة، إضافةً إلى كونها وسيلة لاكتشاف الثقافة التي تقع وراء هذه اللغة، ولكن بفضل الإنترنت لم تعد هذه الوسيلة الوحيدة فقط.

إليك بعض مصادر القراءة للبدء بها..

قصص الأطفال: هذه الطريقة موجهة إلى المبتدئين لأنها تتميز بلغتها السهلة والبسيطة واحتوائها على صور؛ مما يساعد على فهم القصة دون الحاجة إلى فهم النص كاملاً.

الكتب المزدوجة اللغات: إن المستفيد الأكبر منها هم ذوي المستوى المتوسط؛ إذ تعرض النصوص في اللغة الهدف (المطلوب تعلمها) واللغة الأم للقارئ أو لغة أخرى يتقنها، تساعد هذه الطريقة على فهم بنية الجمل وتراكيبها وكيف تتغير من لغة إلى أخرى.

المجلات والجرائد والمدونات: يمكنك إيجاد العديد من المجلات والجرائد الإلكترونية لجميع اللغات وتمتاز بكونها محلية؛ أي أنك لن تطوّر لغتك فحسب، بل ستتعرف على ثقافة البلد -الناطق باللغة الهدف- وأوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية.. إلخ وهو أمر ضروري لفهم التراكيب اللغوية المحلية.

القواميس: تتوفر قواميس إلكترونية كما الورقية؛ للذين يفضّلون البحث السريع عن معاني الكلمات، ولكن يُنصَح أن تكون من وإلى اللغة ذاتها؛ أي مثلًا قواميس إنكليزي-إنكليزي وفرنسي-فرنسي.. إلخ، لمعرفة معاني المفردات عبر اللغة نفسها.

مهارة الكتابة Writing Skill

إن المهارة السابقة -القراءة- من المؤكد ستحفزك للجلوس على مكتبك وإخراج ورقة وقلم والبدء في الكتابة، وتعدُّ الكتابة هي الخطوة الأولى لإنتاج اللغة بدلًا من تلقّيها؛ إذ ينصح العديد من الناس بكتابة النصوص قبل التحدث لأن ذلك يساعد على تحضير الأفكار لما تود قوله.

إليك بعض الطرائق للمباشرة في الكتابة..

كتابة الرسائل: بإمكانك توجيهها إلى كائن حقيقي أو افتراضي من اختراعك! هذه الوسيلة هي لممارسة اللغة والتدرب على استخدامها، ويُنصح باختيار مواضيع محددة والكتابة عنها وإرسالها إلى متخصص باللغة لتصحيحها لك وإيجاد نقاط ضعفك في الكتابة.

حدد هدفك عبر Duolingo يوميّاً: يوجد العديد من التطبيقات للهواتف الذكية والمواقع لمساعدتك في ممارسة الكتابة؛ سواء عبر تمارين بسيطة أو كتابة فقرات كاملة، ولكن ديولينغو يتيح هذه الميزة لجميع اللغات وفقًا للمستوى الذي تصل إليه.

انشئ مدونتك الخاصة: تحتاج إلى مستوى متقدم أو فوق المتوسط لتستطيع إنشاء محتوى جديد باللغة الهدف وهي وسيلة جيدة لنقل ثقافتك بالبلد الناطق بها وللتعرف أكثر إلى متحدثين محليين.

مهارة التحدث Speaking Skill

تعدُّ هذه المهارة صعبة لدى كثير من الناس لأنه من السهل ارتكاب الأخطاء فيها وقد يعاني الخجولون منها خصوصاً؛ لذا بداية يمكن للشخص التحدث أمام المرآة ليصبح أقل خوفًا وترددًا للتحدث أمام أشخاص آخرين.

ومشكلة أخرى سيعاني منها متعلّم اللغة وهي اللفظ السليم أي لفظ أصوات الحروف بشكلها الصحيح وأقرب شكل لما يلفظه المتحدث الأصلي؛ ولحل هذه المشكلة عليه تسجيل النصوص بصوته وإعادة سماعها وإذا توفر إمكانية سماعها من متحدث أصلي أيضًا عند التدريب سيكون تكرار تسجيلها ذا فائدة أكبر.

ومن الوسائل الرئيسة لممارسة التحدث هي إيجاد شريك يود تعلم اللغة ذاتها أو متحدث أصلي بها ويتوفر الاثنان عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أو تطبيقات مخصصة  لكل لغة أو متعددة لغات مثل Hellolingo

وحضور الفعاليات والمناسبات التي تتيح لك التحدث بهذه اللغة أمام أشخاص غرباء. وأخيرًا؛ إن هذه المهارات الأربع متكاملة فيما بينها وإن إعطاء كل واحدة منها مدة 20 دقيقة يوميًّا ستكون كافية لإتقانها عبر اتباع منهج صحيح في التعلم.