على الرغم من أنها لغتنا الأولى ودائمًا ما نعتز بذلك للعديد من الأسباب التاريخية والثقافية والدينية ولكنها لا تخلو من أخطاء نراها في تعاملاتنا اليومية مع اللغة سواء في الكتابة أو  اللفظ، في هذا الموضوع سنتعرف على عدة أخطاء شائعة في اللغة العربية والصواب من كل منها.

استخدام همزة القطع بدلاً من همزة الوصل أو العكس

واحدًا من أكثر الأخطاء شيوعًا في اللغة العربية هو التفريق بين كل من همزة القطع وهمزة الوصل اللتين تأتيان في بداية الكلمة، وعلى الرغم من أنه يبدو للكثيرين التشابه الكبير بين الحالتين ولكن في الحقيقة كثيرًا ما يؤدي الخلط بينهم إلى تغير المعنى كليًا، مثل المثال التالي:

الفعل “اكتب” يأتي بهمزة وصل وهو هنا فعل أمر، إذا كتبناه بهمزة قطع “أكتب” يتحول إلى فعل مضارع مصرف مع الضمير أنا مثل “أنا أكتب”، من هنا تأتي أهمية التمييز بين همزة القطع وهمزة الوصل ومعرفة متى وأين تكون كل منهم.

بالتأكيد الآن تتساءل كيف أفرق بين الحالتين، أبسط طريقة للتفريق بين كل من همزة القطع وهمزة الوصل هو إضافة حرف الواو إلى بداية الكلمة، وإليك المثال التالي:

  • مثل الفعل “استكبر” إذا لفظناه مع حرف الواو في البداية نقول “واستكبر” نلاحظ هنا أننا لم نلفظ أي حرف بين الواو والسين هذا يعني أننا لم نلفظ همزة الوصل أي عندما لا نلفظ الهمزة إذا أضفنا قبلها واو تكون همزة وصل تكتب ألف فقط بدون همزة فوقها.
  • أما الفعل “أضف” نلاحظ أنه إذا أضفنا الواو إلى بداية الكلمة تلفظ الهمزة “وأضف” وبالتالي تكون همزة قطع تكتب على شكل ألف فوقها همزة لأنها لفظت مع الواو.

كتابة الهمزة المتطرفة بشكل خاطئ

الخطأ الثاني في قائمتنا هذه هو كتابة الهمزة المتطرفة بشكل خاطئ، ونقصد هنا بالهمزة المتطرفة أي التي تأتي في نهاية الكلام، وسبب الخطأ الشائع هنا هو أن للهمزة المتطرفة عدد من الحالات بحسب الكلمة وتشكيلها وتحديدًا بحسب الحركة التي تكون قبلها، كما سنعرف في التالي:

  • إذا كان الحرف الذي قبل الهمزة عليه فتحة تكتب الهمزة على ألف، مثل “ملَأ” أو “أسوَأ”
  • إذا كان الحرف الذي قبل الهمزة عليه ضمة فإنها تكتب على واو مثل “تكافُؤ” أو “لُؤلُؤ”
  • إذا كان الحرف الذي قبل الهمزة عليه كسرة فإنها تكتب على ألف مقصورة مثل  “شاطِئ أو “يطفِئ”
  • إذا كان الحرف الذي قبل الهمزة ساكنًا أي عليه سكون تكتب الهمزة هنا على السطر مثل “سوْء” أو “دفْء”

كتابة الهمزة المتوسطة

وهي الهمزة التي تأتي في وسط الكلمة وكثيرًا ما تحدث فيها الأخطاء لأن لها عدة حالات قد تكتب فيها، وفي الواقع لها ثلاث حالات فقط، فهي إما تكون على ألف أو واو أو تكتب على النبرة، فكيف يمكن التفريق بين الحالات الثلاثة هذه؟

وهنا الأمر يعتمد على حركة الهمزة وحركة الحرف الذي قبلها، يتم المقارنة بينهم وتكتب بناءً على الحركة الأقوى من الاثنين، وبالتأكيد تتساءل كيف تعرف الحركة الأقوى، إليك هنا ترتيب الحركات في اللغة العربية:

  • أقوى الحركات في اللغة العربية هي الضمة وتوافقها الواو.
  • ثم الكسرة وتوافقها الياء أو النبرة
  • ثم الفتحة وتوافقها الألف.
  • وأخيرًا السكون وهي أضعف الحركات ولا يوافقها شيء (تكتب الهمزة على السطر).

وهذا يعني أنه عندما تقابلك همزة متوسطة كل ما عليك هو مقارنتها حركتها بحركة الحرف الذي قبلها ثم كتابتها أما على ألف أو نبرة أو واو بحسب الحركة الأقوى. وإليك مثال على ذلك:

  • شؤون هنا الحركتان متماثلتان، الحرفين حركتهم الضمة وبالتالي كتبت على واو.
  • فؤاد حركة الهمزة المتوسطة هي الفتحة والحرف الذي قبلها حركته الضمة والضمة أقوى من الفتحة فكتبت على الواو.
  • طارئة حركة الهمزة هنا الفتحة وحركة الحرف الذي قبلها الكسرة والكسرة أقوى بالتالي كتبت على نبرة 

وهكذا صار من السهل لك معرفة الشكل الصحيح لكتابة الهمزة المتوسطة.

التاء المربوطة والهاء المربوطة

أيضًا هذه واحدة من الأخطاء الشائعة بكثرة في اللغة العربية ونراه كثير في الكتابة العربية خاصة في منشورات السوشيال ميديا وحتى في الكتابات الرسمية أحيانًا.

ولأن هذا الخطأ في حال حصل يكون دائمًا في نهاية الكلمة فإنه يوجد خدعة بسيطة يمكن أن تساعدك في تحديد إذا كانت تاء مربوطة أو هاء وبالتالي تحديد الشكل الصحيح لكتابتها، وتقول هذه الخدعة 

  • إن الكلمة التي تحتار في نهايتها إذا ما كانت تاء مربوطة أو هاء أضف إلى نهايتها التنوين ومن خلال لفظها مع التنوين يتضح لك إذا كانت هاء أو تاء مربوطة، وإليك الأمثلة التالية للتوضيح 
    • كلمة “حقيبة” نضيف إلى نهايتها التنوين فتكون حقيبةً ونلاحظ من اللفظ إنها لفظت تاءً فتكون تاء مربوطة.
    • كلمة “وجه” بعد إضافة التنوين إلى نهاية الكلمة “وجهًا” نلاحظ أنه يبقى لفظها هاءً فتكون هاء.
    • كلمة “سعيدة” إذا أضفنا لها التنوين تكون “سعيدةً” تلفظ تاء فتكون تاء مربوطة.

وهكذا يكون من السهل معرفة إذا كانت نهاية الكلمة تاء مربوطة أو هاء.

تكرار كلمة كلّما مرتين في الجملة

(كلما) ظرف يفيد التكرار، ولا يأتي مكررًا في جملة واحدة. من الخطأ الشائع أن نقرأ أو أن نسمع مثل هذه الجملة: 

  • كلما فازت المدرسة بالجوائز كلما تحفزت همّتها .. وهذا خطأ 
  • والصواب هو حذف (كلما) الثانية، لأن الأولى تدل على التكرار. فتكون الجملة الصحيحة “كلما فازت المدرسة بالجوائز تحفزت همتها”

وبالتالي لا يجب أن نكرر كلمة “كلما” مرتين في جملة واحدة.

إضافة الياء عند تصريف الفعل مع الضمير أنتِ في المؤنث

كثيرًا ما نلاحظ في كتابة البعض كلمات من قبيل: قرأتي أو كتبتي أو تعالي وهذا بشكل رئيسي عند مخاطبة المؤنث وهو خطأ شائع والصحيح منه هو أن تكتب كلمات مثل هذه دون الياء في نهاية الكلمة وإنما نكتفي بالكسرة على الحرف الأخير من الكلمة، وهذا ينطبق على كل الكلمات من هذا القبيل عند مخاطبة المؤنث في الكلام.

أل بعض، أل غير

الخطأ الأخير في قائمتنا هذه من الأخطاء الشائعة في اللغة العربية استخدام كلمة “بعض” معرفة بأل التعريف مثل البعض ومثال على ذلك: 

  • كان البعض منهم يتقاسمون الفريسة وهنا العبارة خاطئة
  • والصّواب: “كان بعضهم يتقاسمون الفريسة،  فكلمة “بعض” لا تدخلها أل التَّعريف؛ لأنها في نية الإضافة. 

الأمر ذاته ينطبق على كلمة “غير” فلا تدخلها أل التعريف مثل:

  • إن المصطلحات الغير قانونية وهذا خطأ 
  • والصواب: إن المصطلحات غير القانونية

هذه كانت قائمة من سبعة أخطاء شائعة في اللغة العربية، أخبرنا في التعليقات إن كان هناك أخطاء أخرى تتذكرها وتراها عادة تتكرر أمامك  في اللغة العربية.