على الرغم من أن مقدمة أي كتابة غالبًا ما ترتبط بالبداية ، إلا أنها ليست بهذه البساطة عند التحدث عن مقدمة لورقة بحث. يمكنك هنا العثور على دليل حول كيفية كتابة مقدمة لورقة بحثية، كثيرًا ما يضيع الطلاب في تناسق أفكارهم. لكن باتباع الهيكل والقواعد البسيطة ، ستنجح في كتابتك وتحصل على العلامة المطلوبة
أهمية المقدمة
تعتبر المقدمة الجزء الأول الذي من المرجح قراءته أولاً من ورقة البحث. فكل ورقة بحثية تحتاج إلى سياق يوضح سبب إنشائها، وهذا ما يمكن القيام به في المقدمة، وقد تكون أصعب جزء في الورقة، ولهذا من الضروري أخذ الوقت الكافي للتأكد من كتابتها والحصول عليها بالشكل الصحيح المرغوب به، فهي التي ستحدد الأساس المنطقي المعتمد عليه البحث، ويجب أن تكون مفهومة ومثيرة للاهتمام من قبل القراء، وأن تكون ممتعة مما سيضمن استمرار الناس بالقراءة والتعرف على البحث. تقوم المقدمة بخدمة الغرض من توجيه القراء من مجال موضوع عام إلى مجال بحث معين، إذ يجب أن تتضمن ملخص المعلومات الأساسية حول الموضوع، الغرض من البحث على شكل فرضية أو سؤال، شرح الأساس المنطقي والمنهجي بإيجاز، إبراز الإمكانات المحتملة التي قد تكشفها الدراسة والطريقة التي قد ينتهي بها البحث في النهاية.
مراحل كتابة المقدمة
أولاً: التعريف بالموضوع
يعتبر أول عمل في المقدمة هو تعريف القارئ بالموضوع ولماذا هو ممتع أو مهم، والذي يتم عبر استخدام جملة افتتاحية ملفتة للانتباه وتنقل أهمية الموضوع بشكل واضح، كحقيقة أو سؤال أو بيان قوي أو إحصائية ملفتة للانتباه والاهتمام، أو حتى مقولة شهيرة أو حكاية مختصرة تدخل التساؤل والفضول في ذهن القارئ. مع ذلك، لا يجب أن يكون شيئاً مبدعاً أو مثيراً للإعجاب، بل الأهم أن يكون واضحاً لتوجيه القارئ نحو قراءة الموضوع.
ثانياً: تقديم خلفية أو تلخيص للبحث
والتي تختلف باختلاف الطريقة المتبعة في ورقة البحث. فإما أن تكون ورقة بحث جدلية: حيث يتم تقديم المعلومات الأساسية الأكثر صلة بالموضوع، دون التعمق الزائد. أو تكون تجريبية تصف البحث الأصلي المستنبط منه البحث، مع نظرة عامة على أكثر الأبحاث ذات الصلة بموضوع البحث والتي تم إجراؤها مسبقاً.
ثالثاً: وصف مشكلة البحث
الخطوة التالية هي ذكر ووصف المشكلة التي يناقشها البحث.
رابعاً: ذكر الفرضية وأهداف البحث
والذي يعتبر الجزء النهائي من المقدمة، أو يعتبر كملخص للبحث من أجل الانتقال إلى جسم البحث فعلياً. تعبر الفرضية أو الأطروحة عما يدور في البحث، وتدعم كل ما كُتِب من قبل، فهي تعتبر تجميعة منطقية ومختصرة لأفكار البحث، ويجب أن تكون مفهومة وتعطي معلومات عامة عن الموضوع وتعكس أهميته، ومن المفضل أن تكون جذابة ودقيقة قدر الإمكان.
خامساً: الاختتام بالخطوط العريضة
عند الانتهاء من جميع الأعمال المهمة، يأتي الوقت لمخطط هيكل الورقة البحثية، والذي يكون عبارة عن فقرة قصيرة من ثلاث أو أربع جمل، ويلخص هيكل البحث.
نصائح لكتابة مقدمة جيدة
- البدء على نطاق واسع ومن ثم ضيق: أي البدء بوصفٍ موجز لمجال وموضوع البحث الواسع ومن ثم التركيز على النقاط المرغوبة، مما سيساعد على وضع البحث في متناول جمهور أوسع، وليس فقط المتخصصين في مجال البحث.
- ذكر أهداف وأهمية البحث: قد تُرفَض الأوراق البحثية بسبب ” عدم إظهار أهمية الموضوع” أو “الافتقار إلى الدافع الواضح”، لذلك من الضروري ذكر ما يُراد تحقيقه من خلال هذا البحث ولماذا من المهم معرفة إن كان سيتحقق أو لا.
- الاستشهاد بالدراسات السابقة بدقة ولكن ليس بإفراط: بمجرد التركيز على موضوع البحث بشكل محدد، يجب ذكر أحدث الدراسات السابقة المتعلقة بالبحث وأكثرها صلة، ولكن ليس بشكل مفرط وطويل، خاصة في حال كانت فقرة مراجعة المقالات السابقة في قسم منفصل عن المقدمة “Literature Review”، حيث أنا هذه الفقرة تكون مخصصة لذكر الدراسات السابقة بالتفصيل.
اطلع على مقال قسم مراجعة الأدبيات من هنا
- تجنُّب وضع الكثير من الاقتباسات والاستشهادات لنقطة واحدة: لكن في حال كانت المراجع مهمة وتستحق الذكر، فمن المفضل مناقشتها بمزيد من التحديد.
- ذكر الفرضية أو سؤال البحث بشكل واضح: لأنها تساعد في إعطاء هيكل للورقة البحثية وتكون بمثابة عبارات إرشادية للقراء.
- وضع نظرة عامة للورقة البحثية: والتي تكون شائعة في مجالات أكثر من غيرها، فإذا كان مجال البحث مناسباً، يُفضَّل تقديم نظرة عامة قسماً تلو الآخر في الفقرة الأخيرة من المقدمة.
- إبقاء المقدمة قصيرة ومختصرة: الأفضل تجنب المقدمة الطويلة جداً وأن تكون بحدود 500 إلى 1000 كلمة.
- توضيح سبب استحقاق موضوع البحث للدراسة: لأن أحد أهداف المقدمة هو إظهار سبب أهمية موضوع البحث، فبدلاً من القول إن الموضوع مهم، يجب إظهار وتوضيح سبب هذه الأهمية.
- عدم ذكر التفاصيل: في حال كانت الورقة البحثية في مجال يلخص بشكل عام النتائج الرئيسية للدراسة قبل البدء في الأساليب، فيجب تجنب تفصيل النتائج في المقدمة، لأن هذه النتائج يجب ذكرها وتطويرها بشكل مفصل ودقيق في الأقسام الأخرى من الورقة البحثية ليتم فهمها بشكل صحيح، وهذا ما يؤدي إلى مقدمة أسهل في القراءة.
- التحقق من متطلبات المجلة الناشرة للمقالة: فالعديد من المجلات لها متطلبات محددة للمقدمة، كحد أقصى للكلمات أو محتوى محدد، مثل بيان أو فرضية أو ملخص للنتائج السابقة.
وبالختام، عند البدء في كتابة مقالة أو ورقة بحثية، فإن المقدمة هي أول ما يُخطَط له، فهي بمثابة خارطة توضح وتُسيّر الطريق للمقالة، من خلال تحديد خلفية، أهداف والفرضية القائمة عليها الدراسة، وكذلك سؤال البحث بشكل واضح، وهذا ما يمكن إرشاد الكاتب أثناء كتابة بقية المقالة، ويُسهِّل على القراء فهم محتوى البحث بشكل أفضل.