يجيب العلم عن التساؤلات ويحل المشكلات التي تعترضنا يومياً بدءاً من حياتنا الشخصية إلى أكبر مشكلات الكوكب، لكن عندما لا تصل إجابات العلم إلى حل، يبدأ دور الفلسفة.. هكذا كانت انطلاقة كل الثورات الفكرية والإنجازات العظيمة، جميعها ناتجة عن جرأة العقل، جرأته في طرح السؤال قبل جرأته في الإجابة

طريقة التفكير.. هو ما تقدّمه الفلسفة، ومن ثمّ تتركنا لحرية الاختيار

نستعرض في هذا المقال بعض جوانب دراسة الفلسفة ومجالات عملها وما يفيد دارسيها

عدد سنوات الدراسة

تتراوح مدة دراسة الفلسفة من ثلاث إلى أربعة سنوات بحسب نظام كل جامعة وكل بلد، تتضمن الدراسة الجامعية مجموعة من العلوم، ولعلّ أشهرها علم الماورائيات، علم المعرفة، وعلم الأخلاق والجمال، و العديد من جوانب التفكير والدراسة الأخرى.

بعض المواد التي تتم دراستها عادةً

تشمل الفلسفة علوماً متنوعة ومجالات كثيرة تختلف بحسب كل جامعة ودرجة التخصص الموجوة في كل منها، لكن تشترك جميعها في تدريس نقاط أساسية في موادها الجامعية ومنها:

  • الميتافيزيقيا
  • الفلسفة القديمة
  • فلسفة القرون الوسطى وعصر النهضة
  • الفلسفة اليونانية
  • الفلسفة الإسلامية
  • التصوّف
  • فلسفة الجمال
  • الإنثروبولوجيا الفلسفية
  • مبادئ علم الاجتماع
  • المنطق الحديث
  • المنطق الكلاسيكي
  • المنطق الرياضي
  • الفلسفة السياسية
  • علم الكلام
  • علم الأخلاق
  • الكتابة الأكاديمية والبحث العلمي

ماذا بعد التخرج؟

بعد التخرج يقف الشخص أمام قائمة طويلة من الخيارات، كون شهادة الفلسفة تخول الخريج للعمل في كل المجالات تقريباً، لكن في كثير من الحالات تُدرس الفلسفة إلى جانب تخصص دراسي آخر، فقد يرغب أحد بدراستها لتطوير نفسه وتحسين طريقة تفكيره وإدارته لعمله، أو يختار دراسة تخصص جديد لرغبته في التعمّق بموضوعٍ بعينه، لكن بالطبع هناك من يدرس الفلسفة ويلتزم بها وحدها ويسعى لتطويرها باستمرار، فتكون دراسة الماجستير طريقه لذلك، ومن تخصصات الماجستير الشائعة التالي:

ماجستير الفنون في الفسلفة Masters in Philosophy،ماجستير فلسفة الفيزياء Masters in Philosophy of Physics، ماجستير فلسفة اللغة Masters in Philosophy of Language،ماجستير الميتافيزيقيا Masters in Metaphysics

مجالات العمل

الفلسفة هي أحد العلوم القليلة في زمننا هذا التي تهتم بذات الإنسان وتراعي فرديته واختلافه بعيداً عن المعاملة الآلية التي يتلقاها في معظم المجالات الأخرى، لكنّها مع ذلك أساسية ويؤدي تطبيقها الصحيح إلى نتائج المعاملة الآلية دون مسحٍ لشخص الإنسان، فهي التي تعلمنا أساليب التفكير والنقاش وتحديد الأهداف وطريقة التخطيط والتنفيذ، ومن لا يحتاج هذه المهارات؟!!

لهذا السبب لا يمكن حصر الفلسفة في مهن محددة، فكثير من خريجي الفلسفة عملوا في الإخراج السينمائي وشاركوا في مشاريع كبيرة مثل منصة LinkedIn و Wikipedia وشركات مثل Paypal، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر لكم بعضاً من أكثر المجالات استقطاباً لخريجي الفلسفة:

في مجال التعليم

يمكن لخريج الفلسفة أن يعمل كمدرّسٍ في مدرسة، أو كمحاضرٍ في الجامعات إذا كان حائزاً على شهادات الدراسات العليا، أو في تقديم الورشات التدريبية خارج الهيئات الدراسية، كما يمكن أن يكون مدرباً للمناظرة أو حتى مناظراً نظراً لمهارات التحليل والنقاش التي يمتلكها خلال دراسته وعمله.

في مجال الكتابة والإعلام

يتجه الكثير من خريجي الفلسفة إلى الكتابة والتأليف، فنجد عدداً كبيراً منهم كروائيين أو صحفيين أو متحدثين بأسماء هيئات معينة غالبيتها مؤسسات مجتمعية وثقافية وتوعوية.

في مجال الاستشارات

تُمكّن شهادة الفلسفة حاملها من العمل في تقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية إذا كان متخصصاً بتخصص فرعي في هذا المجال، وبهذا يكون مستشاراً يقدّم الإرشادات مباشرةً لأصحاب السؤال، وقد يكون مستشاراً بشكل غير مباشر وذلك عندما يشارك في وضع الخطط ضمن المنظمات المجتمعية والثقافية أو حتى ضمن الشركات الاقتصادية، أو في قسم الموارد البشرية الخاص بكل مؤسسة

في المجال السياسي

تخّول الفلسفة خريجها بقوة للعمل في السياسة، فقد يكون مستشاراً أو متحدثاً رسمياً باسم هيئة ما أو وزيراً أو سفيراً أو رئيس حكومة، لأن جوهر الفلسفة في النهاية يسعى لتحسين وإدارة حياة المجتمع، وهي التي وضعت أسس المجتمعات وتقسيماتها على مر الزمن

في المجال الاقتصادي

يحتاج رجل الأعمال إلى القدرة على تحديد أهدافه ومدى إمكانية تحقيقها ووضع الخطط للوصول إلى ذلك المراد، ويحتاج إلى مهارات النقاش والتفاوض، ومهارات الإدارة الصحيحة العادلة، والمهارات التحليلية لمعرفة أسباب ونتائج كل ما يعمله، وبالتالي تلافي الأخطاء وتقليل الخسائر وزيادة الأرباح، وهذه المهارات هي بالضبط ما تقدمه الفلسفة.

ماذا نفعل خلال الدراسة؟

الفلسفة متشعبة جداً وتختلف من جامعة إلى أخرى، وعلى الطالب أن يكون مُلِماً بجميع مناحي الفلسفة واتجاهاتها ليحصل على صورة كاملة، تتيح فترة الدراسة الجامعية الوقت لتنمية مهارات تفيد الطالب في زيادة معارفه وتدعم مستقبله المهني:

  • تقوية اللغة الانكليزية، لأن غالبية مصادر التعلم مكتوبة بالانكليزية
  • قراءة الكتب الفلسفية لمختلف الفلسفات
  • القراءة عن النظريات السياسية وتطور المجتمعات
  • التدرب على المناظرة والنقاش والتحليل
  • القراءة عن تطور اللغات والنظريات العلمية والرياضية

مواضيع هامة وشيّقة في مجال الفلسفة

  • أهم منصات الكورسات في الفلسفة وعلم النفس

  • أفضل الدول لدراسة الفلسفة