في حياة اليوم التي تمجد الممتلكات على الإنسان وتجعل مما تملكه وتقتنيه مكافئ لقيمتك ومكانتك، تأتي فلسفة الزهد أو minimalism كصفعة لثقافة الاستهلاكية فتعيد الأمور لنصابها على الأقل في حياة من اتبعها. لكن ماهي هذه الفلسفة وكيف نطبقها ونبدأ بها اليوم؟


مامعنى المينيماليزم

هي أسلوب وطريقة في العيش تقوم على قاعدة واحدة وهي Less is More أي كل ما قل ما نملكه زادت قيمته، فهي أداة للتخلص من الفائض والزائد عن حاجتنا وغير المفيد في حياتنا لنفسح مجال للتركيز على مايهم بحق؛ أي تخلق وضوح وعمدية في العيش وتسعى لتوفير الوقت والطاقة والمال من الأمور التافهة لنملكه ونصرفه على الأمور الثمينة والقيّمة بالنسبة لنا مثل العائلة والعلاقات والمهنة والعمل.

كيف تتأكد وتعرف أنك بحاجة لها

إذا كانت أغلب إجاباتك على الأسئلة التالية هي بنعم فأنت حكماً ستستفيد من هذه الفلسفة بل تحتاجها:

  • هل لديك مشاكل مالية أو ديون؟
  • هل تشعر بالتوتر والقلق بشكل دائم أو أن حياتك بمعظمها مشتتة؟
  • هل ترغب في توفير المال لغاية مستقبلية أو للتبرع فيه لصالح مؤسسة أو مشفى أو أي قضية تدعمها؟
  • هل ترغب في تفعيل جانبك المهتم بالبيئة بشكل أكبر؟
  • هل تعاني من الفوضى في المنزل بشكل شبه دائم بغض النظر عن كمّ الوقت الذي تخصصه للترتيب والتنظيف؟
  • هل تحتاج وقت أكثر في يومك أو هل يضيع وقتك دون أن تشعر؟ (فكما تعلم الممتلكات الكثيرة تتطلب وقت أكثر من أجلها من حيث التسوق والترتيب والتنظيم الدائم)

أهميتها

  • تزيل القلق والخوف والتوتر من الحياة الى الحد الأدنى؛ تجعلك تتخذ القرارات المتعلقة بالعمل والعلاقات والعائلة وكل شيء في الحياة بحيث يكون قرار عن عمد وبقصد وليس وليد اللحظة أو نتيجة التأثر بثقافة الاستهلاك التي تجعلنا نسعى ونجهد ونشقى لنضيف لحياتنا أمور قد لا نكون بحاجتها في المقام الأول.
  • تقليل الديون والمشاكل المالية، فأنت لن تصرف مزيداً من المال على أمور غير مفيدة لمجرد أن عليها عروض أو تنزيلات.
  • وقت أكثر في الحياة للإبداع وللاهتمام بما نحب وبمن نحب، وفرصة للبدء بحياة صحية كذلك.
  • تحولك من شخص مشغول لشخص مركز، فقد يقل عدد الأمور أو المهام التي تقوم بها لكن ما تقوم به بحق يستحوذ كامل تفكيرك وتركيزك.

مبادئ التقليل minimalism

  1.  التخلص من الممتلكات المادية والمقتنيات؛ والمقصود هنا تلك التي لم نعد بحاجة لها ولا فائدة لها بعد اليوم، مثلاً ثياب لم نعد نرتديها واحتفظنا بها لاعتقادنا أننا قد نرغب بارتدائها لاحقاً -ولم يتحقق هذا الاعتقاد ولن يتحقق صدقوني!
  2. توسيع الدائرة لتشمل عقليتنا؛ فنقطع كل ما يسبب لنا توتر وإزعاج ويستهلك وقتنا بسبب تفكيرنا الزائد به. باختصار الاهتمام بما نتعرض له من أخبار ومعلومات وأشخاص، مشتتات بكلمة أُخرى؛ فنلغي متابعتنا لصفحات معينة أو نخفف علاقتنا مع ذلك الصديق الذي لا يعرف إلا التحدث بسلبية.
  3. تبني القصدية أو العيش عن عمد، والتمسك بما يهمك فعلاً وله قيمة عندك سواء علاقاتك أو مهنتك أو هواية ما حتى وإن لم يلق رواجاً لدى الآخرين.

كيف نبدأ

  • خزانتك: تبرع بالثياب التي لم تعد ترتديها أو التي لم تعد تناسب مقاسك.
  • ديكور المنزل: غالباً ما نقع في فخ شراء الكثير من إكسسوارات المنزل لمجرد أنها تناسب لون الأريكة مثلاً ولكننا حقيقة لسنا بحاجة لها، لذلك من المفيد تجميع ما أصبح يشكل زحمة في المكان والتبرع به أو بيعه مثلاً. وفي مرحلة متطورة سنصل للتخلص من الأثاث الزائد ولكنها مرحلة صعبة في البداية لذا نعمل عليها حتى نصل بالتدريج.
  • الألعاب: أي أب أو أم سيفهم حقيقة الصراع مع الألعاب وكثرتها؛ يقول جوشوا صاحب مدونة  The Minimalist أنه قد عقد اتفاقية مع ابنته فكلما اشتروا لعبة جديدة تختار لعبة من ألعابها القديمة التي لم تعد تلعب بها أو أصبحت أكبر من أن تلعب بها؛ فهناك من لا يملك ألعاباً إطلاقاً وهي حصلت لتوها على واحدة جديدة؛ فنجح بتعريفها بهذا المفهوم وإدخاله لحياته باكراً بطريقة لطيفة ومن مبدأ إنساني.
  • أشياء أخرى تشمل: الطعام المعلب منتهي الصلاحية الذي لم تنتبه لتكدسه، الأجهزة الإلكترونية المعطلة أو القديمة غير المستخدمة، الكتب غير المرغوبة وغير المستفاد منها.

وتقدم كورتني كارفر تحدي رائع للبدء اليوم اقرأ المزيد عنه: Project 333

عادات لتبدأ باتباعها مع هذه الحياة الجديدة

  • القيام بالمهام بشكل مفرد single tasking عوضاً عن ال multitasking 
  • ممارسة اليقظة والوعي الكامل أثناء القيام بالأمور أو مايسمى mindfulness، من الطرق لذلك وببساطة أن نقوم بأمر ما ونحن نفكر فيه مثلاً أن تقوم بغسل وجهك وأنت تقول لنفسك وتفكر بأنك الآن تغسل وجهك. باختصار هي تمارين لتجعلك حاضر في اللحظة الراهنة.
  • تمرن واعتد الاستمتاع بالأمور الصغيرة والتفاصيل الصغيرة للحياة؛ كأن تقف أثناء ذهابك للعمل لتشم رائحة الورود في حديقة جارك، أو أن تأخذ لحظة من وقت العمل لتتأمل ماحولك فإن كنت في مقهى فلتتأمل الجو المحيط؛ انتمِ أكثر للحظات الحالية بدل أن تبقى رهين التفكير المستمر في المستقبل أو الماضي.
  • قلّل (وليس اقطع نهائياً) بل قلل فقط من الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك حتى بعد أن قمنا بتنظيفها من المحتوى السام والمستنزف.
  • تعوّد رفض الطلبات التي ستزعجك أو الأمور التي لا تناسبك -قل لا أكثر بدلاً من أن تقبل الأمور مراعاة لمشاعر الآخرين وينتهي المطاف بإرهاق نفسك!
  • اخترع روتين خاص لجزء من يومك. هناك أشخاص لديهم روتين صباحي للفترة من استيقاظهم وحتى ذهابهم للعمل، آخرون لديهم روتين أثناء الكتابة، البعض لديه روتين للاهتمام بالبشرة.. أياً كان المهم أن تجد روتين يخفف من القرارت التي عليك اتخاذها يومياً
  • قسّم أغراض مكتبك إلى مجموعتين الأولى هي الأغراض الدائمة وهذه أنت بحاجة لوجودها دوماً كاللابتوب وأوراق الملاحظات والأقلام والمجموعة الثانية هي الأغراض العابرة كقائمة مهام اليوم أو ملف أنت بحاجته لعمل اليوم فقط أو أوراق لم تقرر بعد في أي ملف ستذهب؛ وبعدها يكون المكتب فقط للأغراض الدائمة أما العابرة فضعها على طاولة أخرى بجانبك بحيث تصنفها وتتخلص منها في نهاية العمل ويبقى مكتبك منظماً.

فيديوهات يوتيوب مساعدة

Minimalist Home Tour | Joshua Fields Millburn

10 MINIMALIST HABITS in 2021| simple + slow living

The Disciplined Pursuit of Less

Minimalist House Tour

What minimalism really looks like…

Minimalist Apartment Tour

My Minimalist Workspace

My Minimalist Home

وأخيرا تذكروا أصدقائي أن اتباع هذه الفلسفة وأسلوب الحياة هذا ينعكس لدى كل شخص بطريقة مختلفة وبشكل مغاير للآخرين، فاحرص على أن تكون تجربتك فريدة وخاصة بك ومريحة لك أنت؛ فالخطوات الأولى ستكون صعبة قليلاً في هذه الرحلة ولكنها مع الوقت ستصبح أسهل وتقودك لحياة مرضية أكثر.