غالباً ما يقول الناس إنهم يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات، لسوء الحظ، يتعين علينا جميعاً اتخاذ قرارات طوال الوقت، بدءاً من القضايا الصغيرة مثل ما نتناوله على الغداء، وصولاً إلى القرارات التي تغير الحياة مثل مكان الدراسة وماذا يجب أن نعمل أو قرارات استراتيجية ضمن العمل.

يؤجل بعض الناس اتخاذ القرارات من خلال البحث اللامتناهي عن مزيد من المعلومات أو حث الآخرين على تقديم توصياتهم، بشكل عام، المتقدمون الذين يمكنهم إثبات القدرة على تحديد جميع الخيارات ومقارنتها من حيث التكلفة والفعالية يتمتعون بميزة على أولئك الذين لا يستطيعون.

ما هي مهارات صنع القرار؟

بأبسط معانيها، فإن اتخاذ القرار هو عملية الاختيار بين مسارين أو أكثر من مسارات العمل في العملية الأوسع لحل المشكلات، يتضمن اتخاذ القرار الاختيار بين الحلول الممكنة لمشكلة ما، حيث أنه يمكن اتخاذ القرارات إما من خلال عملية بديهية أو منطقية، أو مزيج من الاثنين.

تحدد الثقافة التنظيمية وأسلوب القيادة معاً عملية اتخاذ القرار في أي شركة، فقد تستخدم بعض الشركات نهجاً قائماً على الإجماع، بينما يعتمد البعض الآخر على مدير أو مجموعة إدارة لاتخاذ جميع القرارات الرئيسية للشركة، وتستخدم العديد من المنظمات مزيجاً من الأساليب المركزية والقائمة على الإجماع، و تعتمد كيفية مشاركة الموظف الفردي في عملية صنع القرار على منصبه في الهيكل العام للشركة.

عملية صنع القرار The Decision-Making

من الطرق الجيدة لاتخاذ القرار الأكثر صحة و دقّة هو اتباع عملية تضمن أنك تأخذ في عين الاعتبار جميع المعلومات ذات الصلة بالموضوع وتفكر في كل من النتائج الأكثر احتمالية.

تعد قائمة التحقق خطوة بخطوة، مثل هذه، ذات قيمة لهذا الغرض:

  1. حدد المشكلة أو التحدي أو الفرصة.
  2. قم بإنشاء مجموعة من الحلول أو الاستجابات الممكنة.
  3. قم بتقييم التكاليف والفوائد، أو الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بكل خيار.
  4. حدد حلاً أو استجابة.
  5. تنفيذ الخيار الذي تم الوصول إليه بدقة.
  6. قم بتقييم تأثير القرار وتعديل مسار العمل حسب الحاجة.

لن تجد نفسك دائماً تمر بجميع الخطوات الست بطريقة واضحة، فقد تكون مسؤولاً عن جانب واحد من العملية ولكن ليس الجوانب الأخرى، أو قد يتم دمج عدة خطوات، ولكن لا يزال يتعين على شخص ما متابعة كل خطوة بطريقة أو بأخرى، وعادةً ما يؤدي تخطي الخطوات إلى نتائج سيئة، فتذكر أن تضع استراتيجيات للتأكد من أنك لم تغفل معلومات مهمة أو أساءت فهم الموقف، وتأكد من الكشف عن أي تحيزات قد تكون لديك وتصحيحها.

أنواع مهارات اتخاذ القرار

حتى لو لم تكن لديك خبرة إدارية، فمن المحتمل أنك اتخذت قرارات في بيئة مهنية، نظراً لأن عملية صنع القرار ليست دائماً عملية إدارية، فقد لا تكون قد أدركت ما كنت تفعله، ومن الممكن أن تكون قد استخدمت الحدس “شعورك الغريزي” باتخاذ بعض قراراتك الهامة في الحياة.

لهذا عليك معرفة المهارات الصحيحة التي تساعدك على اتخاذ القرارات:

حل المشاكل (Problem-Solving):

يعد العثور على أفضل حل عند مواجهة مشكلة أمراً في غاية الأهمية، وسيساعدك اتباع نهج محسوب في الوصول إلى هناك، وإن امتلاك القدرة على حل المشكلات بشكل مدروس ومنطقي مع دمج وجهات نظر مختلفة أمر ضروري، ويتيح لك ترك مشاعرك عند الباب أيضاً النظر إلى المشكلة من كل زاوية.

التعاون (Collaborative):

ستكون هناك أوقات تحتاج فيها إلى مدخلات الآخرين للوصول إلى قرار، وستحتاج إلى إدراك متى تحتاج القرارات إلى التعاون ثم رعاية اجتماعات الفريق للتوصل إلى أفضل قرار، وتعد القدرة على توصيل أهدافك بوضوح والترحيب بالتعليقات أمراً أساسيا لبيئة تعاونية.

الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence):

إن امتلاك الذكاء العاطفي بشكل مرتفع يعني أنك تدرك مشاعرك وتتحكم فيها وأنه يمكنك التعبير عنها بطريقة صحيحة ومدروسة، ومن المهم ألا تدع عواطفك تسيطر عند اتخاذ قرار مستنير، وعندما تعمل مع الآخرين للوصول إلى قرار مركزي في عملية اتخاذ القرار، فمن المهم بشكل خاص التحكم في عواطفك حتى تتمكن من نقل آرائك بشكل فعال.

التفكير المنطقي (Logical Reasoning):

من أجل التوصل إلى قرار مستنير، ستحتاج إلى إلقاء نظرة على جميع الحقائق المقدمة لك، وهذا هو المكان الذي يأتي فيه المنطق.

إن تقييم جميع مزايا وعيوب أفعالك هو جوهر كل قرار يتم قياسه، فسوف تحتاج عواطفك إلى الجلوس في المقعد الخلفي حتى تتجنب المساومة على اتخاذك للقرار العقلاني، وعلى سبيل المثال، إذا تم اتهام زميل تربطك به علاقة عمل وثيقة بمضايقة موظف آخر، فمن الضروري أن تزيل مشاعرك من أجل المضي قدماً بشكل عادل.

المزيد من مهارات اتخاذ القرار

  1. إجراء استطلاعات الرأي و بناء المشورة.
  2. الإبداع والتفكير الإبداعي.
  3. المرونة في القيادة.
  4. تحديد المشاكل و الاستراتيجيات.
  5. الخبرة التكنولوجية وإدارة الفريق.
  6. استكشاف الأخطاء وإصلاحها.

صنع القرار الفعّال

يجب أن تكون القرارات قابلة للتنفيذ، سواء على المستوى الشخصي أو التنظيمي، لذلك، عليك أن تلتزم بالقرار شخصياً وأن تكون قادراً على إقناع الآخرين بمزايا القرار، وبالتالي، فإن عملية صنع القرار الفعًالة تحتاج إلى ضمان قدرتك على القيام بذلك.

ما الذي يمكن أن يمنع اتخاذ القرار الفعال؟

  • المعلومات المطلوبة غير كافية.
  • الكثير من المعلومات تؤدي إلى تشتت الذهن و خطأ القرار.
  • الكثير من الآراء الغير مؤهلة يؤدي الى الحيرة و الضياع.
  • المصالح المكتسبة لأنها تقوم بتحييد إتجاه القرار الصائب بسبب غلبة المصلحة.
  • القضايا العاطفية تعمل على التأثير على القرار بشكل كبير.

التغلب على مشكلات اتخاذ القرارات

يمكن التغلب على مشكلات اتخاذ القرارات باستخدام عملية صنع القرار المنظمة (Structured Decision-Making)

  • تقليل القرارات الأكثر تعقيداً إلى خطوات أبسط.
  • انظر كيف يتم التوصل إلى أي قرارات.
  • خطة صنع القرار للوفاء بالمواعيد النهائية.
  • قم بتطوير العديد من التقنيات المختلفة لصنع القرار، بدءاً من القواعد الأساسية البسيطة إلى الإجراءات المعقدة للغاية، حيث تعتمد الطريقة المستخدمة على طبيعة القرار الذي يجب اتخاذه ومدى تعقيده.

كيف يمكنك معرفة ما إذا كانت مهاراتك في اتخاذ القرار تتحسن؟

هذا يمثل واحدة من الصعوبات الأخرى في تطوير الكفاءة في صنع القرار، فإن النتائج الجيدة أو السيئة لا تعني بالضرورة اتخاذ قرارات جيدة أو سيئة، باستثناء الحالات التي يمكن فيها تحديد سبب واضح ومباشر.

فقد تتأثر نتائج القرار بظروف عشوائية وأحداث غير متوقعة ومعرفة غير كاملة، مع الجداول الزمنية للقرار التي تمتد إلى ما بعد بضع سنوات، فيصبح من الواضح أنه حتى انتظار تأثيرات القرار قد يجعل تقييم تحسين المهارات مشكلة.

بعض النتائج التي يمكن أن تشير إلى استمرار تحسين المهارات نذكرها في ما يلي:

  • قياس التقدم نحو الأهداف طويلة المدى، دليل على نتائج أفضل باستمرار على الرغم من الإخفاقات العرضية.
  • التنبؤ الناجح لنتائج اختبارات مهارات اتخاذ القرار مع خيارات أقل خطورة.
  • زيادة الموضوعية واستخدام المعلومات والأدلة.
  • استخدام الفشل كفرص للتعلم.
  • زيادة القدرة على تحفيز الالتزام والعمل المطلوب.
  • الاستخدام الروتيني لعملية صنع القرار وتحسينها.
  • زيادة القدرة على تخيل وتوقع العواقب المحتملة.
  • استخدام أكثر فاعلية للنصيحة والمشورة والتدريب.
  • القدرة على استخدام تقنيات مختلفة لمواقف القرار المختلفة.

عليك أن تعلم أنه يلجأ بعض الناس إلى اتخاذ القرار من خلال التصويت أو وضع دبوس في قائمة أو رمي عملة معدنية، فتذكر أن المهارة الحاسمة في اتخاذ القرار ليست تقنيات التعلم، ولكن معرفة كيف ومتى تطبق المبادئ الأساسية وإعادة تقييم وتحسين أساليبك باستمرار، و إذا كنت أنت أو الفرق التي تشارك فيها تحقق نتائج جيدة باستمرار، فأنت تتخذ القرارات بشكل جيد.