الكثير من الطلاب أمضى وقتاً طويلاً في البحث عن فرصة للتعلم في الخارج والمعظم لم يحالفهم الحظ
إذا كنت واحداً منهم فربما فاتك شيئاً ما أو ارتكبت خطأ عند التقديم على المنحة ولم تدرك ذلك
تجربة صديقنا محمد حواصلي الذي حصل على المنحة التركية سنة 2015 تختصر معاناة ثلاثة سنوات تكللت أخيراً بالنجاح.
كيف؟!
تابعوا هذا المقال لتعرفوا المزيد وتحصلوا على المعلومات التي تحتاجونها وتتجاوزوا الأخطاء والعقبات في المرة القادمة التي ستتقدمون بها إلى منحة ما .
كيف بدأت رحلتك ولماذا قررت البحث عن منحة لتكمل تعليمك في الخارج؟
رحلتي بدأت في السنة الأخيرة من المرحلة الجامعية أدركت حينها أن الجامعة لن تجعل مني مهندسا أو طبيبا أو حقوقيا أو إقتصاديا …إلخ نعم هذا يحدث على الورق فحسب أما عن حقيقة الأمر فلا أحد قادر على ممارسة العمل الذي يحلم به ولم أتخيل الشركات تنتظر لحظة تخرجي لتوظفني , لأني ببساطة و بطبيعة الأمر أفتقد الخبرة العملية فأنا لازلت خريج “طازج” ومن ناحية أخرى فكمية المعلومات المفيدة التي حصلت عليها ليست بالقدر الكافي الذي يخولني أن أتصدر مجلساً في الحياة الأكاديمية كدكتور جامعي أو باحث علمي .
ما هي الآلية أو الطريقة التي اتبعتها لتسهل عليك عملية البحث عن المنح ؟ وهل قمت بالتقديم على منح أخرى قبل المنحة التركية ؟
بداية أنشأت ملف إكسل بسيط وضعت فيه معلومات عن المنح التي أجدها وأوقات التقديم وتاريخ الإنتهاء والشروط والأوراق المطلوبة لكل منها ومع مرور الزمن أخذ الجدول يكبر شيئا فشيئا وبدأت بإرسال طلبات التقديم واحدة تلو الأخرى. سأذكر بعضها على سبيل التعداد لا الحصر :
منح Erasmus Mundus بأنواعها سواء برامج التبادل العلمي أو برامج المنح الكاملة ومنها AVEMPACE1,AVEMPACE2,AVEMPACE+, PEACE1, PEACE2, Hermes, EMJMD.وقدمت على برامج منح الحكومات مثل منحة الحكومة الماليزية و الحكومة البريطانية والحكومة التركية و الحكومة النروجية وحكومة النمسا وبعض البرامج الأخرى كمنحة معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبو ظبي و منحة جامعة الملك فهد بن عبد العزيز في السعودية و منحة مؤسسة الأصفري ومؤسسة آغا خان ومنحةDAAD الألمانية ومنحة القادة الألمانية و منحة البحث العلمي TUBİTAK التركية و منحة التميز في جامعة شيفلد البريطانية .
أخذت رسائل we regret to inform you that your application has been rejected تتوالى علي واحدة تلو الأخرى وبعضها يذكر سبب الرفض فأقوم بكتابته بملفي الإكسل لأحاول تداركه ريثما تفتح المنحة مرة أخرى.
ما هي العقبات التي اعترضت طريقك وكيف تجاوزتها ؟
في السنة الأولى في هذه الرحلة(عام 2013) لم أحصل على أي قبول لعدم وجود شهادة كفاءة دولية باللغة الإنكليزية فقمت بعدها بحضور كورس تحضيري لإمتحان التوفل وخلال ستة أشهر أجريت الإمتحان و حصلت على الشهادة وسبب آخر لعدم القبول ربما يكون في هشاشة الطلب فقد كنت مبتدئا في موضوع المنح ولذلك قمت بإغناء الطلب من خلال القيام ببعض الكورسات التخصصية في مجالي الدراسي وبعض الأعمال التطوعية و قمت بجمع عدة رسائل توصية من دكاترة في جامعتي وأعدت محاولة التقديم في العام التالي الذي تفاجأت فيه بقبول من معهد مصدر في أبو ظبي ولكن إجراءات الفيزا لم تنجح و بقبول من جامعة شيفلد البريطانية مشروط بالحصول على شهادة آيلتس وبآخر من جامعة الملك فهد ين عبد العزيز مشروط بشهادة توفل بمعدل أعلى من معدلي الذي حصلت عليه. بسبب ظروف خاصة بإعتبار أن منحة شيفلد تؤمن تكاليف دراستك كاملة ولكن لا تشمل تكاليف المعيشة فتجاهلت هذه الفرصة (طبعا الآن والله ندمان ياسيدي ) وكذلك لم أقم بإعادة فحص التوفل فخسرت الفرصة الثالثة التي كانت من جامعة الملك فهد .
أخبرنا كيف حصلت أخيراً على القبول في المنحة التركية ؟
في عام 2015 جاءني الرد بـاثنتي عشر رسالة رفض من برامج منح مختلفة وبرسالة قبول واحدة تبدأ بـ Congratulation, we pleased to inform you that your application has been ACCEPTED. كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها رسالة كهذه خلال ثلاث سنوات من البحث وكانت منحة من الحكومة التركية Türkiye Bursları لدراسة الماستر في تخصص الإلكترون والإتصالات في جامعة Kocaeli üniversitesi
ما هي النصائح التي ترغب بتقديمها للطلاب الذين يحاولون الحصول على منحة الآن وما هي برأيك أهم الشروط التي يجب توافرها لدى أي طالب عند التقديم؟
هناك حقيقة ثابتة أنه يوجد منح دراسية في جميع المجالات والمستويات الدراسية يكاد يصعب عدها وحصرها لكثرتها تفتح أبوابها في كل عام لتستقبل الطلاب من جميع أنحاء العالم وتتيح لهم فرصة إكمال تعليمهم الدراسي وتختلف هذه المنح في الجهة المانحة و الشروط والميزات ونظام الدراسة . هناك عدة محركات بحث خاصة بالمنح الدراسية التي يمكنك الإشتراك بقائمة بريدها الإلكتروني وهي ستتولى جمع المنح الملائمة لك بناء على عدة أسئلة تسألك بها عن رغباتك وتخصصك ونوع المنحة التي تبحث عنها وترسل لك أسبوعيا المنح المتاحة في أنحاء العالم (الروابط تجدونها في نهاية المقال) والآن يتوفر على الفيس بوك عشرات الصفحات التي تنشر دوريا معلومات تفصيلية عن المنح المتاحة في الوقت الحالي وكيفية التقديم عليها مدعومة بفيديوهات تساعدك خطوة بخطوة على التقديم (سأذكر بعضها في نهاية المقال ) .
ما أريد قوله هنا أن المنح الدراسية موجودة بشكل كبير ولكن ببساطة عليك تحقيق شروطها فمثلا شهادة اللغة الدولية (توفل أو آيلتس) كلنا يعلم أهميتها وضرورتها فإذا كانت المنحة مشروطة بشهادة لغة (وهو غالبا كذلك) فلا تتعب نفسك بتعبئة الطلب والإنتظار كمن ينتظر معجزة لن تتحقق وهذه السنة كما نعلم فإن منحة الحكومة التركية إشترطت على المتقدمين الحصول على شهادة لغة دولية إذا كانت الجامعة التي إختارها الطالب تتطلب ذلك فبطبيعة الأمر فإن الطالب ببساطته سيقوم بإختيار الجامعات التي لا تتطلب شهادة اللغة التي لا يملكها وبالتالي لك أن تتصور حجم الضغط على مثل تلك الجامعات فمثلا في العام السابق مثلا تجاوز عدد المتقدمين للمنحة التركية من السوررين فقط المئة ألف متقدم فتصور لو أن نصفهم إختار نفس الجامعات التي لا تتطلب شهادة لغة و بالتالي الفرصة ضيئلة جدا جدا للقبول لذلك أنصحك بالإسراع والتسجيل على أقرب إمتحان لغة سيجري هذا العام وأن تبدأ بالتحضير له.
الأمر الثاني الذي أود الحديث عنه هو عن رسالة الدوافع (Motivation Letter) فهناك ملاجظة هامة جدا لا تكثر من الإستجداء في رسالة الدوافع وذكر وضع بلدك والحروب القائمة فيه والوضع الإقتصادي السيئ وووو فالذي يقرأ رسالة الدوافع ويقيمها يعرف وضع بلدك جيدا وبينتظر بطبيعة الحال في هذه الرسالة أن يعرف من أنت وما أهدافك وخططك ومالذي قمت به لتحققيها . وهنا أيضا أشير على ضرورة إختصار الرسالة فلا تكتب قصة حياتك فلا يهم القارئ في أي حي تسكن وكم عدد إخوتك وأسمائهم. إختصر قدر الإمكان بحيث تذكر المهارات التي لديك والشهادات التي حصلت عليها إن وجدت وقدرتك على التعلم ورغبتك الجادة في الحصول على المنحة ومعرفتك بالدولة والجامعة التي إخترتها أي عليك أن تقنع القارئ بأنك الشخص الأفضل الذي يستحق هذه المنحة عن غيرك من المتقدمين .
هناك ملاحظة أخرى أريد أن أشير عليها تتعلق بإختيار الجامعات المشاركة في برنامج المنحة التركية خاصة وهي : لا تجعل جميع إختياراتك تتركز على المدن الكبرى في تركيا لأنه غالبا معظم المتقدمين سيختارونها وبذلك فرصتك في المنافسة ستكون أقل و تأكد من كون الفرع الذي تريد دراسته موجودا وتصفح محتوياته وذلك من موقع الجامعة الرسمي.
هل تنصح بالدراسة في تركيا ؟ ولماذا ؟
بالنسبة لي شخصيا فتركيا بلد مناسبة جدا للدراسة وخصوصا كطالب عربي وذلك لسبب هام جدا وهو الثقافة المشتركة في كثير من جوانب الحياة بيننا وبين تركيا كشعب فضلا عن كونها بلد تنموي صاعد في الفترة الحالية ولا يخفى على أحد قوتها الإقتصادية وتطورها في جميع المجالات الصحية والمعمارية والتجارية والثقافية والعلمية حيث يكفيك أن تعلم أن هناك في تركيا ما يقارب 200 جامعة تستقطب ما يقارب 75 ألف طالبا أجنبيا حسب آخر إحصائية ويعود السبب بذلك لكثرة المنح التركية وهي السبب الرئيس في زيادة عدد الطلاب الأجانب، حيث بدأت تركيا بمنح الطلاب الأجانب منحًا تعليمية واسعة وشاملة في مطلع عام 2012. تشمل هذه المنح تكاليف الدراسة والإقامة والتأمين الصحي وراتبًا شهريًا ونشاطات للطلاب وخصومات على وسائل المواصلات و رحلات ترفيهية كما أن التسجيل بها يعد أمرًا سهلًا وممكنًا من كل أنحاء العالم والسبب الآخر هو جودة التعليم العالية: حيث احتلت الكثير من الجامعات التركية المراتب الأولى في ترتيب الجامعات الأكثر جودة على الصعيد العالمي، وكانت جامعتا الشرق الأوسط التقنية ومرمرة من تلك الجامعات وفي النهاية جميعنا قرأ في بلده إعلانات الشركات السياحية برحلاتها إلى “تركيا جنة الأرض” وهنا فعلا تتأكد من ذلك فطبيعتها الساحرة وتمازج جبالها ببحارها و غاباتها يذهل العقول .
لا أذكر حاليا صعوبات واجهتها في تركيا أصعب من البرد فكن على استعداد ولا تقلق فالمنحة تؤمن لك تأمينا صحيا إن تطلب الأمر وما سوى ذلك يمكن التأقلم عليه .
وفي النهاية أود أن شكر حسن صبركم متمنيا لكم تحقيق ما تتمنونه من غايات وأهداف.
اقرأ أيضًا:
- أهم الخطوات لكتابة رسالة التوصية Recommendation Letter
- أهم الخطوات لكتابة رسالة دوافع ناجحة
- القبول الجامعي .. تعريفه وكيفية الحصول عليه؟
- المنحة التركية .. دليل كامل عن المنحة الأهم للطلاب العرب
الملحقات :
- بعض محركات البحث الأجنبية التي تساعدك للبحث عن المنح بشكل إحترافي:
- Scholarships :موقع يتيح لك البحث عن المنح المتوفرة.
- studyandscholarships :موقع يمكنك من البحث عن المنح الموجودة وفلترتها بحسب التاريخ والبلد ومستوى الدراسة.
- Topuniversities :البيئة المناسبة للطلاب، يحيطهم بأخبار الجامعات والمنح، ويزودهم بالأدوات والمعلومات التي تهم حياتهم الدراسية.