” تعليم متميز, تعرف على ثقافات مختلفة, حياة اجتماعية غنية بالتجارب… إنها منحة Chevening واحدة من أهم الفرص التي تختصر رحلة علمية اجتماعية غنية بعامٍ كامل ” هذا ما قاله سفيان هيكل أحد الحاصلين على منحة Chevening بمجال الاقتصاد والتمويل وأحد أهم الأعضاء المسؤولين عن جمعية
Chevening Alumni Community الكائنة في سوريا سابقاً .
يقول هيكل في الحديث عن مراحل تجربته :
1- التحضير لمنحةChevening:
تخرجت من كلية الاقتصاد جامعة دمشق بدرجة امتياز سنة 2001، طمحت كأي شاب حديث التخرج بالبحث عن فرص للدراسة في الخارج, فكانت منحة Chevening الفرصة الذهبية التي قدَّمت في حينها برامج لدراسة الماجستير بمجال الاقتصاد والتمويل, جمعت جميع الأوراق المطلوبة وأضفت إليها كافة خبراتي بمجال الاقتصاد الأمر الذي أغنى من سيرتي الذاتية وجعلها متناسبة مع شروط قبول المنحة (بإثبات شخصية الطالب القيادية وقدرته على صنع القرار), وبعد فترة من التقديم تمت دعوتي لعمل المقابلة في السفارة البريطانية وهنا كانت المرحلة الفاصلة, تقدمت بثبات وتجاوزت ازدحام الشكوك ونسيت القلق الذي يدور في داخلي ونجحت بالتعريف عن نفسي بلغتي الإنجليزية التي كانت جيدة نوعاً ما, وبعدها حصلت على القبول للدراسة في جامعة بيرمنغهام في عام 2003.
2- مرحلة الدراسة في بريطانيا :
انطلقت لبريطانيا في أول العام الدراسي, وبدأ العام بالأسبوع التعريفي الذي تقدّمه الجامعات ليُعرِّفوا الطلاب الأجانب على الحياة ببريطانيا وليتم التواصل بين الطلاب أنفسهم.
بحيث تشكل نسبة الطلاب الأجانب في بريطانيا 90%, لذا أنصح كل طالب بحضور هذا الأسبوع ليبدأ به مسيرة العام الدراسي والذي يتكون من برنامج دراسي مقسم على الشكل التالي :
3 فصول, في أول فصلين يقوم الطالب بدراسة مواد الماجستير بالإضافة لامتحانين نصفي ونهائي، أما في الفصل الأخير يبدأ الطالب بالتحضير لرسالة الماجستير من شهر يونيو/حزيران إلى شهر سبتمبر/أيلول .
حيث أن الدراسة ليست بالسهلة بل تتطلب جهد ووقت كبير من كل طالب, لكن مع وجود عطل طويلة في بريطانيا بفترة أعياد الفصح و الكريسماس استطعت استغلالها لترميم جميع ما قصرت فيه دراسياً, وهذا ما أنصح به الطلاب.
اقرا أيضًا: الدراسة في بريطانيا – الدليل الكامل للدراسة والحياة هناك
3- الصعوبات والأنشطة في بريطانيا :
كانت اللغة والاختلاف بالثقافات من أبرز الصعوبات التي تواجه الكثير من الطلاب في المراحل الأولى, لكن مع مرور الوقت وبالاحتكاك بالحياة البريطانية استطعنا تجاوز هذه الصعوبات وخاصة عن طريق البرامج والانشطة التي تقدمها الجامعات البريطانية مثل برنامج host uk الذي أعطاني الفرصة بالذهاب الى اسكوتلندا في شمال بريطانيا باستضافة عائلة بريطانية لمدة أسبوع كامل, كانت من أجمل الأيام التي أحسست من خلالها بالمعنى الحقيقي لمقولة “تبادل الثقافات “, فاستطعت التوفيق بين ضغط الدراسة من جهة وممارسة حياة اجتماعية غنية بتجارب ومغامرات مع أشخاص من مختلف البيئات والثقافات من جهة أخرى والتي تعد انفتاح على أفكار وبيئات مختلفة تساهم في بناء وعي وشخصية الطالب بإلإضافة إلى الجانب العلمي والأكاديمي وهذا ما أنصح به كل طالب يرغب بالدراسة ببريطانيا .
4- ما بعد المنحة:
انتهى هذا العام وعدت إلى سوريا حاملاً لشهادة
Master of science in banking and finance (MSc) بالإضافة إلى الخبرات العلمية وحتى الاجتماعية من أفضل جامعات وأرقى مدن العالم الأمر الذي فتح أمامي الكثير من فرص العمل الجيدة سواء بسوريا أو بالإمارات وحالياً بأميركا .
نصيحتي الأساسية لكافة الطلاب الراغبين بالتقدم لهذه المنحة بالتركيز على إظهار الروح القيادية بشخصية الطالب ورغبته بإحداث تغييرات ايجابية بمجتمعه مهما كان تخصصه هذا ما يشكل 80% من اهتمام إدارة المنحة.
وأخيراً ابحث في ايجابيات الحياة في بريطانيا, وكن متوازناً لتقسيم وقتك بين الدراسة من جهة والحياة الاجتماعية من جهة, فلديك فرصة 12 شهر لتعش التجربة كاملة .