كيف تختار من تكون أو ما ستكونه مستقبلاً ؟ بعيداً عن كل الظروف المحيطة بالفرد فإن قوة الإرادة والشغف بشيء ما قد يوصله إلى تحقيق الحلم المنتظر
إليكم ما يمكن أن نتعلمه من الدكتور التركي عزيز سنجار الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء:
وُلد عزيز سنجار سنة 1946 في بلدة سفور التابعة لمدينة ماردين الواقعة جنوب شرق تركيا بين أحضان عائلة فقيرة تعتمد في تأمين قوتها على الزراعة. يُعتبر عزيز سنجار الابن السابع لعائلته من بين ثمانية أبناء، كان والداه لا يجيدان القراءة والكتابة ولكنهما كانا على دراية تامة بأهمية وفائدة العلم لذا قاموا بالاهتمام بجميع الأبناء وحرصوا على أن يتلقوا تعليمًا جيدًا. أنهى سنجار مرحلة تعليمه الابتدائية والاعدادية والثانوية في مسقط رأسه وكان من الطلاب المميزين
قد تكون حياتك عزيزي القارئ الآن أفضل بكثير من حياة العالم سنجار أنذاك فلا شيء يمنع عن الاجتهاد والمحاولة المستمرة لتحقيق شيء ما يخطو بالإنسانية والعلم خطوة نحو الأمام
_إذاً النهايات العظيمة تأتي من البدايات المتواضعة
على الرغم من انجذاب سنجار إلى كرة القدم إلا أنه فضل إكمال مسيرته التعليمية علي الرياضة، إذ كان مُحترف في حراسة المرمى وتم دعوته من قبل الدولة ليكون أحد أعضاء الفريق القومي للمتدريبين الناشئين عندما كان يافعاً وفي عام 1963 تخرج من الثانوية العامة بعلامات تؤهله للدراسة في كلية الطب التابعة لجامعة إسطنبول، وبعد إنهائه لدراسة الطب عام 1969 عاد إلى بلدته سفور وعمل بها طبيبًا عامًا لمدة عامين، وفي عام 1971 ذهب إلى ولاية دالاس الأمريكية ليلتحق ببرنامج الدراسات العليا الخاصة بعلوم الأحياء الجزيئية في جامعة تكساس دالاس، وبعدها التحق بجامعة ييل ليعمل بها كدكتور أكاديمي مُحاضر وأكمل رسالته الخاصة بمرحلة الأستاذ المشارك بها وذلك في مجال “تحسين وإصلاح الحمض النووي”.
أكمل سنجار عمله في نفس الجامعة وأبقى على أبحاثه الخاصة بتصنيف الحجرات والساعة البيولوجية وعلاج مرض السرطان وكتب في هذه المجالات أكثر من 415 مقال علمي و33 كتاب بحث علمي.
_قد تهوى الفن أو الرياضة لكن ليس هناك أقوى من حب العلم
لم يكن اختيار العالم التركي، عزيز سنجار، أحد الفائزين بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2015، من باب المصادفة، لكنه كان واضحاً منذ البداية، إذ كان تركيزه منصباً على تحقيق حلمه بأن يصبح عالماً،. ووصف الأخ الأكبر للعالم التركي، طفولة أخيه بالقول : كان يدرس على ضوء مصباح، وينام 4 ساعات فقط في اليوم، ويقضي بقية وقته في الدراسة
وقد حافظ دائماً على المركز الأول خلال سنوات دراسته، وحتى تخرجه من كلية الطب، وكان يتمنى دائما أن يصبح عالماً، حتى أنه رفض عرضاً، بأن يصبح حارس مرمي في المنتخب التركي لكرة القدم.
_بالإرادة والاجتهاد تتحقق الأحلام
لم يتقوقع عزيز سنجار في العمل البحثي والأكاديمي، بل فتح في حياته نافذة عمل إنساني مع زوجته، حيث أسسا جمعية العلاقات التركية الأميركية في مقر إقامتهما في ولاية كارولاينا لمساعدة الطلاب الأتراك بشكل خاص والطلاب المغتربين بشكل عام. اختارته الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في أكتوبر/تشرين الأول 2015 للفوز بجائزة نوبل للكيمياء مع عالمين آخرين: السويدي توماس ليندال، والأميركي بول مودريك، لأبحاثهما حول إصلاح الحمض النووي البشري. وركزت تلك الأبحاث على طريقة قيام الخلايا بإصلاح الأحماض النووية، والحفاظ على المعلومات الجينية، وهي الأبحاث التي من شأنها -حسب الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم- ابتكار علاجات حديثة لمرض السرطان.
_الهدف الإنساني من أي إنجاز علمي هو الأهم والأسمى
الجوائز التي حصل عليها بالإضافة إلى نوبل:
جائزة جمعية العلوم القومية في أمريكا الخاصة بالباحثين الشباب عام 1984
جائزة جمعية علوم الأحياء الأمريكية عام 1990
جائزة المعهد الصحي القومي عام 1995
جائزة مؤسسة تركيا للأبحاث العلمية والتقنية “توبيتاك” عام 1997
جائزة الأكاديمية الأمريكية للعلوم عام 2004
جائزة أكاديمية العلوم التركية عام 2006
جائزة وهبي كوتش التركية 2007