مهارة حل المشكلات من أهم المهارات للناس الفعالين، وتتميز بارتباطها الكبير بأغلب جوانب حياتنا، ففي كل يوم تقريباً نحل مشكلة أو أكثر، ولذلك كلما طور الفرد طرقه في إيجاد الحلول ، وأطلق العنان لإبداعه، كلما صنع لنفسه حياة أسهل وأغنى، تتحول فيها الصعوبات إلى عطايا تزيد من ثقة الإنسان بنفسه وتصعد به نحو النجاح.
ما هي مهارة حل المشكلات؟
نواجه في حياتنا الكثير من المشاكل والصعوبات، وتتمثل مهارة حل المشكلات بالقدرة على تحليل الصعوبات وتحديد أسبابها بدقة، والتفكير في الحلول الممكنة لها ومن ثمّ اختيار أفضلها.
يمكننا القول أن المشكلات تتألف من عنصرين رئيسيين هما العائق والحل، ومهارة حل المشكلات ببساطة هي الانتقال من العائق إلى الحل.
لماذا تعتبر مهارة حل المشكلات من أكثر المهارات المطلوبة في سوق العمل؟
من المعروف اليوم أن القدرة على حل المشكلات جزء أساسي من عملية التوظيف، وقد تكون سر النجاح لقبولك في الوظيفة وتؤثر بشكل كبير على حياتك المهنية اللاحقة. فكّر بنفسك!، لو كنت المدير في شركة ما ستفضل أن توظف الشخص القادر على التصرف بنفسه وابتكار الحلول عوضاً عن الشخص العاجز الذي يلقي بالمسؤولية كلها على الآخرين.
حيث تصنف هذه المهارة كأعلى المهارات المطلوبة اليوم لأنها:
- لها صلة بأي دور وظيفي تقريباً.
- كثرة التحديات في العمل؛ مما يتطلب أشخاصاً قادرين على إيجاد الحلول الفعالة.
- تختبر قدرة الموظف على تقييم المواقف وتحليل المعلومات.
- أغلب وظائف اليوم تتضمن حل المشكلات ذات النوع الخاص (التقنية،البرمجية، الرياضية)،مما يزيد الطلب على الأشخاص الخبيرين بذلك سواء في مجال تخصصهم أو بالحياة العامة.
بالتالي نرى أنه مهما كان دورك، وبغض النظر عن القطاع الذي تعمل به، ستحدث التحديات والمشكلات التي تحتاج إلى حلها بانتظام، وستكون غالباً مقياس نجاحك في الوظيفة.
ما هي مراحل حل المشكلات؟
يقول ترافيس كالانيك وهو الرئيس التنفيذي ل Uber: “كل مشكلة ولها حل، ولكن علينا أن نكون مبدعين كفاية لنجده”.
حسناً، يمكننا تلخيص رحلة الإبداع للوصول إلى الحل بثمانية خطوات رئيسية نستعرضها عملياً عبر حلنا للمشكلة التالية:
“أنا أملك شركة لبيع القطع الإلكترونية ولها عدة أفرع، وتوقف البيع المباشر بسبب أزمة كورونا الحالية، وهناك خطر كبير متمثل في كساد البضاعة وتوقف النشاط”
تعريف المشكلة:
وذلك بالإجابة على عدة أسئلة تمكننا من تحديد وتوصيف المشكلة:
ما المشكلة؟ | توقف البيع وكساد البضاعة |
كيف اكتشفت المشكلة؟ | بإغلاق الأفرع وتوقف نشاط البيع |
متى بدأت المشكلة؟ وكم من الوقت استمرت؟ | بدأت منذ صدور قرار الحجر الصحي ولا نعلم إلى متى ستستمر |
توضيح المشكلة:
وهنا نجيب عن:
ما هي المعلومات المتوفرة للمساعدة في توضيح المشكلة وفهمها بالكامل؟ |
|
هل يمثل حل المشكلة أولوية قصوى؟ | نعم |
تحديد الأهداف:
وهي مرحلة مهمة جداً، يمكننا تعريفها ببساطة بأخذ إجابات الأسئلة هذه بعين الاعتبار:
ما هو الهدف النهائي أو الحالة المستقبلية المنشودة؟ | معاودة نشاط البيع من جديد |
ماذا ستنجز وتحقق أن تم إصلاح المشكلة؟ | بيع البضاعة و استمرار نشاط الشركة وأرباحها |
ما هو الجدول الزمني المطلوب لحل المشكلة؟ | خلال شهر يجب أن تحل المشكلة |
تحديد السبب الجذري للمشكلة:
ويتم ذلك بعدة خطوات:
تحديد السبب الجذري للمشكلة |
|
إعطاء الأولوية للأسباب التي يمكن معالجتها | لا يوجد بديل إلكتروني للبيع عن بعد |
وضع وتطوير خطة عمل:
وضع الإجراءات اللازمة للحل |
|
توزيع الإجراءات على الأشخاص المعنيين |
|
تنفيذ خطة العمل:
- هنا نتأكد أن الإجراءات تسير بشكل صحيح.
- نتحقق من انتهاء كل إجراء.
قيّم النتائج:
- هنا نرصد ونجمع بيانات الإجراءات المنفذة: مثلاً نتائج عمل الفريق البرمجي والخطة التسويقية التي وضعها فريق التسويق وهكذا…
- التأكد أن الأهداف المحددة تم تحقيقها ( إذا لم تحقق يجب إعادة تنفيذ الإجراءات).
- التحقق فيما إذا كانت هناك عقبات غير متوقعة(مثلاً غياب أحد أفراد الفريق، إضافة متطلبات جديدة ذات أولوية أكبر،ضعف التواصل عن بعد بين الفرق…)
التحسين المستمر:
حل المشكلة ليس الخطوة الأخيرة، بل يجب البحث دوماً عن فرص إضافية لتطوير الحل والتأكد من أن المشكلة لن تعود،وأنه تمت الاستفادة من كافة الأخطاء والتعلم منها.
هنا مثلاً يجب التأكد دوماً أن التطبيق يعمل دون أخطاء برمجية وأنه متوافر لكل العملاء وأن طرق الدفع سهلة وليس هنالك أي جديد يعيق عملية البيع.
بعض المفاهيم الخاطئة عن مهارة حل المشكلات
المفهوم الأول: حل المشكلات والتفكير النقدي هما فعلياً نفس المهارة :
يختلط هذا على أغلب الناس، ولكن في الواقع تعد مهارة حل المشكلات جزء فرعي من مهارة التفكير النقدي حيث أنها تتعامل مع القضايا العاجلة بينما التفكير النقدي يتناول القضايا الاستراتيجية طويلة الأجل.
المفهوم الثاني: الأشخاص الجيدون في حل المشكلات يتصرفون بشكل حدسي ويجدون الحلول بسرعة:
يعد الحدس جزءاً مهماً في حل المشكلات، ولكن كلما استغرق الإنسان وقتاً في البحث وجمع المعلومات عن المشكلة ومراجعة كافة الحلول الممكنة، كلما توصل إلى الحل المثالي.
المفهوم الثالث: إذا توصلت إلى حل جيد فأنت قادر على حل المشكلات بشكل جيد:
لا يمكنك أن تصبح خبيراً بعد حلك لمشكلة واحدة فقط!
بل يجب أن تحل العديد من المشكلات وتتابع جميع مراحل حل المشكلة إلى أن تصبح محترفاً.
كيف أطور مهارتي في حل المشكلات؟
نصائح لحل المشكلات من لوك إن مينا
عندما تحل مشكلة ما:
لحل المشكلات في العمل بوقت قصير:
يقول أنتوني روبنز: “كل مشكلة هي هدية…بدون المشكلات لن ننمو”
رحلة حياتنا عبارة عن تحديات مستمرة، ولكي نؤثر بشكل فعال في هذه الحياة يجب أن نستعد دائماً لتوظيف إبداعنا الإنساني وقدرتنا على التفكير والتحليل للتغلب على التحديات،فننضج وننمو ونضيف قيمة حقيقية إلى المجتمع الذي نعيش فيه.
لذلك من المهم أن نطور مهاراتنا في حل المشكلات لنحظى بحياة غنية فعالة.