المسابقات المعمارية هي المنصة الصحيحة لاختبار حدود إبداعكم، وللتصميم بعقل حر لتقديم الأعمال من وجهة نظركم الخاصة دون قيود تنظيم أو رمز يحد من إبداعكم ويقلل من شغفكم وحماسكم.
في هذا المقال عدد من النقاط البسيطة التي ستساعدكم على زيادة فرصكم وتحقيق أقصى استفادة من المسابقات المعمارية.
إليكم أهم الخطوات والمهارات للاشتراك في هذه المسابقات:
اختيار المنافسة المناسبة
لا عجب أن معظم المهندسين المعماريين لا يذهبون إلى أبعد من ذلك في المنافسة في المسابقات المعمارية بعد فشلهم في الحصول على أي جائزة في مسابقة سابقة، إذا لم تختاروا المنافسات المناسبة بحكمة، فسوف تفشلون، وإذا لم تكونوا على معرفة بالمتطلبات قبل التسجيل، فمن المحتمل أن تفشلوا أيضاً، حددوا المسابقة بناءً على هذه المتطلبات؛ الجدول الزمني وقدرتكم على ملاءمتها في الجدول الزمني الخاص بكم، ومتطلبات التقديم، والرسوم وقدرتكم المالية على مطابقتها (تتطلب بعض المسابقات نموذجاً مادياً ثلاثي الأبعاد وبعض المسابقات الأخرى تتطلب الطباعة والشحن) وأخيراً مجال الخبرة.
اختيار أعضاء الفريق
فريقكم هو كل شيء، استثمروا الوقت وابذلوا جهداً في هذه العملية حيث ستعتمدون على الفريق بعد ذلك. عليكم أن تقرروا نوع التعاون الذي تسعون إليه، فقد يكون قائد فريق واحد (المسؤول عن المسابقة) وفريق من صغار الموظفين للعمل تحت إشرافكم، أو يمكن أن يكون قادة فريق جماعي يتكون من 3 أو 4 بدون أي موظفين مبتدئين، أو قد يكونا معاً، أهم شيء عند تجميع فريق هو القيمة التي سيضيفها كل مشارك، يجب أن يقدموا نوعاً مختلفاً من الخبرة للمشروع النهائي، قد يكون التصميم المفاهيمي، التصور، المناظر الطبيعية، الحفظ، التصميم ثلاثي الأبعاد، إلخ …
مجال الاتصالات
بعد اختيار الفريق، يجب أن تكونوا قادرين على التواصل معهم بالأدوات المناسبة، وقد يتكون فريقكم من أعضاء من دول مختلفة سيتواصلون عبر الإنترنت، ويجب أن يتمكن جميع أعضاء الفريق من حضور الاجتماعات (عبر الإنترنت أو شخصياً)، ومشاركة البيانات من خلال منصات الإنترنت (Google Drive، Dropbox، إلخ ..) والتنسيق من خلال مجموعات الشبكات الاجتماعية (Facebook، google، إلخ ..).
إن قدرة الفريق على التواصل مع عدم وجود خلل أو انقطاع ستوفر الكثير من الوقت وستزيد من فرص تقديم المنافسة كما هو مخطط لها.
الجدولة المناسبة
بمجرد بدء المسابقة، يجب وضع جدول زمني مدروس جيداً ومفصل للتأكد من أن لديكم وقتاً كافياً لمراحل المنافسة، وتجنب إرهاق نفسكم لأكثر مما يمكنكم التعامل معه وفهم ما يمكنكم تحقيقه بشكل واقعي في كل مرحلة.
كما يجب على أعضاء الفريق التحقق من جداولهم القادمة للتأكد من أن لديهم وقتاً كافياً للعمل في المسابقة، ويجب أن يكون كل مشارك قادراً على توفير موقف واضح لوقت فراغه، والقدرة على العمل وفقاً للإطار الزمني للمسابقة لأعضاء الفريق الآخرين، لتوزيع المهام حسب الوقت المتاح لهم.
دراسة وثائق المسابقة
ملخص المسابقة هو الوثيقة الرئيسية والرسمية التي يقدمها منظمو المسابقة، لكنها ليست الوثيقة الوحيدة، يتجاهل العديد من الأشخاص الملفات المدعومة وتحديثات مواقع الويب والأسئلة والأجوبة وردود البريد الإلكتروني. في الواقع، قد تكون المستندات الأخرى أكثر أهمية من موجز المسابقة، فقد تكون هناك معلومات مضللة أو شروط غير متوافقة سيتم توضيحها إما مع الأسئلة والأجوبة أو بأي شكل آخر من أشكال التحديث مثل موقع ويب المسابقة أو البريد الإلكتروني، لذا فإن فهم ومراجعة جميع الوثائق بشكل دوري أمر لا بد منه.
قضاء المزيد من الوقت في الأبحاث
تزيد الأبحاث دائماً من مخزون المعرفة التي يمتلكها الشخص، بينما يأتي العمل الإبداعي دائماً بعد بحث منهجي منظم وموجه جيداً، لا يمكنكم الاعتماد على الموهبة والإلهام فقط، ستزودكم الأبحاث بالأدوات المناسبة إلى جانب مهاراتكم الإبداعية على أن تكونوا قادرين على تقديم منتج عالي الجودة. يجب أن يبدأ باكتشاف الموضوعات وتوزيع المهام وجمع البيانات المطلوبة والتوثيق وأخيراً فهم واكتساب المعرفة.
جلسات العصف الذهني
من المرجح أن تبرز جلسة العصف الذهني الأفكار العظيمة لرؤية الضوء، وسيكون لحضور جميع الأعضاء والمساهمة في الجلسة تأثير كبير طوال المسابقة بأكملها، كما سيحصل الأعضاء أيضاً على فرص أكبر لتطوير أفكارهم من خلال الاستماع فقط لأفكار الآخرين.
إذن كيف تسير الأمور، اجمعوا الفريق بأكمله معاً في غرفة أو في محادثة افتراضية، شاركوا بأفكاركم على لوحة بيضاء أو شاشة مشتركة عبر الإنترنت، واشرحوا باختصار ما تعتقدون أنه ممتع، سيطرح الآخرون أفكارهم ويطورونها بناءً على ما سمعوه من الآخرين، توصلوا إلى نتيجة معاً، خططوا مسبقاً للخطوة التالية واتركوا الاجتماع بمهام مفهومة جيداً لجميع أعضاء الفريق، إليكم أهم شيء، ألا تغادروا جلسة العصف الذهني أبداً بدون استنتاج متفق عليه.
استيفاء المتطلبات
يتعمق الكثير من الأشخاص في الأفكار التي طوروها في المنافسة وبتدفق مفاهيمهم الرائعة، حتى أنهم قد ينسون المتطلبات الرئيسية المترابطة لتقسيم المتطلبات البرامجية والسمات الوظيفية اللازمة لتشغيل المبنى بكفاءة وسهولة، وقد يزيد هذا أيضاً الأمور سوءاً مع نسيان الأشخاص للمتطلبات الرسومية التي أشار إليها منظمو المسابقة.
عليكم أن تفهموا أنه إذا لم تمتثلوا للمتطلبات الوظيفية، ولم تلتزموا بالقواعد الرسومية والأبعاد، فستفشلون بالتأكيد، وسوف يستبعدون مشروعكم أيضاً قبل رؤية التصميم الخاص بكم، يجب عليكم تطوير مشروعكم بطريقة لا تخرق القواعد المنصوص عليها في الملخص.
العرض التخطيطي
اتركوا انطباعاً أولياً رائعاً لجذب أعين المحلفين، إذا كنتم تريدون أن ينتقل مشروعكم إلى المرحلة التالية، فيجب أن يكون جميل بشكل واضح، تخيلوه في حدث لجنة التحكيم، حوالي 500 مشروع مقدم إلى المسابقة، ويجب تحديد 30 مشروعاً للانتقال إلى المرحلة النهائية، ما هو الوقت الذي سيقضيه المحلفون في مشروعكم؟
عملية التقييم واسعة النطاق حقاً ولتحديد 30 فكرة من أصل 500، إنها عملية مرهقة ذهنياً، اعرضوا مشروعكم بطريقة تجذب انتباه المراقبين، وقضاء المزيد من الوقت في التصور والعرض التقديمي لمشروعكم بشكل صحيح.
مفهوم التصميم
يجب أن يكون جوهر المشروع، والفكرة الكامنة وراء تصميمكم واعتباراتكم، فريداً، ومفسراً بشكل صحيح ومقدم بأناقة.
يجب أن يستغرق مفهوم التصميم الجيد وقتاً في التطوير خلال المراحل المختلفة للمشروع، وفي النهاية يجب أن يصل إلى مستوى من التوضيح يسهل فهمه، وجميلاً من الناحية الجمالية، ويظهر كياناً متميزاً وملاءمة وابتكاراً.
أهم النصائح للمشاركة في المسابقات المعمارية العالمية
- قوموا بواجبكم المنزلي: بمجرد تحديد المنافسة المناسبة لكم، ابدأوا بتحليل الموجز، إذا تم تحديد موقع المشروع والبرنامج، فابحثوا فيهما بنفس الدقة التي تتمتع بها أفضل اللجان “الواقعية” لديكم. قد تكون بعض الأبحاث حول منظمي المسابقة مثمرة أيضاً؛ يمكنكم في كثير من الأحيان معرفة ما تم تكليفهم به مسبقاً والبدء في فهم أولوياتهم من حيث نهج التصميم والاحتياجات البرنامجية.
- قاعدة الثلاثين ثانية: هذا يعني أن هيئة المحلفين سيكون لديها وقت محدود لإلقاء نظرة نقدية على كل لوحة عرض، لذا فإن التأثير الفوري أمر بالغ الأهمية. هناك طريقة رائعة لتحقيق ذلك وهي من خلال صورة مركزية قوية، إذا تمكنت هذه الصورة من توصيل المبادئ الأساسية لمفهومكم بطريقة قوية، فستضعها هيئة المحلفين في قائمتهم المختصرة في وقت قصير.
- امزجوا وسائطكم: يمكن أن تكون المخططات والارتفاعات أدوات فعالة بشكل رائع لتوصيل تصميماتكم للعملاء. ومع ذلك، عند عرض مشاريعكم أمام هيئة محلفين مميزة، فكروا في خلطها لجذب انتباههم. اصنعوا نموذجاً، التقطوا بعض الصور المضاءة جيداً، ثم أضيفوا المزيد من التفاصيل باستخدام البرنامج الذي تختارونه؛ ينتج عن ذلك صور مع عنصر إضافي من الملمس والأهمية النسبية مما يمنح عرضكم التقديمي ميزة غير عادية.
- ادعوا ضيفاً من النقاد: تميل المواعيد النهائية للمسابقة إلى أن تكون ضيقة، ويقضي المشاركون فترة مكثفة للتعرف على مفهومهم والمنافسة حول أفضل طريقة لتقديم المنتج النهائي. من السهل الاقتراب من المشروع بحيث يكون المفهوم أكثر وضوحاً بالنسبة لكم مما قد يكون لهيئة المحلفين، الذين يحصلون على فرصة واحدة فقط لفهمه. لذلك، قد يكون من المفيد للغاية دعوة ناقد ضيف “بعيون جديدة” للإدلاء بأفكاره حول اقتراحكم قبل التقديم.
ألقوا نظرة فاحصة على قائمة المحلفين، إذا كانت تتضمن أشخاصاً خارج مجال الهندسة المعمارية، فابحثوا عن شخص مشابه لإلقاء نظرة على تصميماتكم. سيكون لديهم منظور مختلف تماماً عن أولئك الموجودين في الصناعة، وقد يعطونكم فقط نظرة ثاقبة لم تفكروا فيها من قبل.
- فكروا بشكل أكبر: كثيراً ما ينجذب المحلفون إلى المقترحات التي قد تبدو، عند المشاهدة الأولى، غريبة إلى حد ما. غالباً ما تسعى اللجان العامة الكبيرة إلى لفتات مفاهيمية جريئة، مع العلم أن التحسينات اللاحقة ستضمن إمكانية تأسيس المشروع على أرض الواقع.
- اجعلوا المسابقة موقفاً مربحاً للجانبين: الحقيقة القاسية هي أن 99٪ من المشاركات في المسابقة لن يصلوا إلى الدرجة النهائية في نظر لجنة التحكيم على الأقل. ومع ذلك، إذا اتبعتم جميع الخطوات المذكورة أعلاه، فيجب أن يكون لديكم الآن قطعة رائعة من مواد محفظة الأعمال.
ضعوا في اعتباركم دائماً أن مسابقات التصميم هي ممارسة جيدة وطريقة لإظهار موهبتكم وستستفيدون منها دائماً، جربوها ولن تندموا أبداً على تخصيص وقتكم لها.
ليس من غير المألوف أن يجذب مفهوم المنافسة، المعروض بشكل جميل على موقع الويب للشركة، اهتمام العملاء المحتملين. تأكدوا من تسويق إدخالاتكم بقدر من الحماس مثل مشاريعكم، على الرغم من أنها تظل على لوحة الرسم، إلا أنها تمثل أمثلة رائعة لطموحكم الإبداعي.