اسم المنحة: منحة الحكومة الإيطالية MAECI
الاختصاص: هندسة الاتصالات
بلد الدراسة: ايطاليا
حدثنا عن البدايات، كيف بدأت البحث وما الخطوة الأولى التي اتخذتها؟
منذ كنت على مقاعد الدراسة في البكالوريوس في السنين الأولى، لم يكن هاجسي فقط أن أتخرّج فحسب، كنت مهووساً بتحصيل معدّل عالي كل سنة دراسيّة لكي أزيد فرصي المستقبليّة بإكمال الدراسات العليا في جامعات دوليّة عالية المستوى، الأمر الذي يتطلّب دعماً مادياً وخصوصاً كما هو معلوم أن تكاليف الدراسة في الخارج للطالب السوري باهظة جداً مقارنة بصرف العملة.
وفعلاً تخرجت من جامعة حلب بمعدّل عالي، وكنت على أمل أن يتم إيفادي من قبل الجامعة إلا أنّ الإيفاد كان حصراً للطالب الخرّيج الأول وكان الفارق بيني وبينه في هو مجرد فواصل عشريّة في المعدّل، الأمر الذي لم يجعلني أستسلم وأتراجع عن تحقيق حلمي.
إذاً الخطوة الأولى والأهم هي تحصيل المعدل العالي.
كيف كان طريق البحث؟ ما هي العقبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟
كنت أتابع جميع صفحات المنح الدراسية على مواقع التواصل الاجتماعي وفعّلت خاصيّة الإشعارات والتنبيه بأي منشور جديد لكيلا يفوتني أي إعلان. وجهّزت ملفاً يضم جميع الأوراق اللازمة العامة التي تتطلبها المنح من مصدّقة دراسيّة وكشف علامات مترجمة للغة الإنكليزية ورسائل توصية، رسالة الدوافع والسيرة الذاتية.
قدّمت على الكثير من المنح الدراسيّة على مدار ثلاث سنوات بعد تخرجي أذكر منها منح ايراسموس بجميع برامجها، المنحة التركيّة، منحة جامعة برادفورد البريطانية، جماعة برلين التقنية والكثير غيرها. تلقيت الكثير من الرفض، والبعض منهم كان يضع اسمي بقائمة الاحتياط.
لكن مع ذلك لم أستسلم وشعرت أنّ ملفي ليس مؤهلاً بعد للقبول، وبدأت أبحث عن تلك الفجوة لكي أرمّمها. قمت بزيادة مؤهلاتي على صعيد العمل الأكاديمي حيث عملت معيداً في جامعة حلب في قسم هندسة الاتصالات.
إلا أنّ السبب الأساسي في الرفض باعتقادي هو عدم تقديم شهادة لغة انكليزيّة معتمدة، فبدأت بالتركيز على هذا الجانب من خلال التحضير لامتحان التوفل TOEFL والحصول على شهادته.
ما هي أبرز المعايير التي كان من الضروري بالنسبة لك توفرها في المنحة ولماذا؟
لم تكن منحة الحكومة الايطالية معقّدة الطلبات كثيراً، حيث طلبت (بالإضافة إلى الأوراق الأساسية التي تطلبها جميع المنح) إثبات خبرة عمل. إلا أنّ الشرط الأهم والمختلف عن غيرها من المنح كان تحصيل الطالب بنفسه على قبول دراسي من أي جامعة حكومية إيطالية بشكل مستقل عن المنحة وبوقت سريع (حوالي الشهر على ما أذكر) وإلاّ فإن الطالب سوف يخسر تمويل المنحة، فراسلت وقتها أهم ثلاث جامعات إيطالية ذات الترتيب الأعلى دولياً وهي (Politecnico Milano) التي طلبت إرسال أوراقي بالبريد حصرا وكان الوقت ضيقا جدا لذا استثنيتها. وجامعة Sapienza Università di Roma التي لم يتوفر فيها البرنامج الدقيق لتخصصي. وجامعة بولونيا Bologna universitàالتي كانت الأسرع في الرد والقبول.
برأيك ما هي أبرز نقاط القوة لديك والتي ساعدت في قبول طلبك؟
كانت منحة الحكومة الايطالية تنافسيّة وعدد المقبولين فيها محدود جداً (حيث تم قبول فقط تسعة طلاب من كل سوريا عام 2017) وكنت قد حصلت على الترتيب الثاني من بين الطلاب المقبولين.
أعتقد أن أبرز نقاط القوة لديّ كانت شهادة الخبرة الأكاديمية في الجامعة، وحصولي على شهادة التفوق الدراسي من جامعة حلب، علاوة على القيام بامتحان التوفل قبل ٤ شهور فقط من قبول المنحة، حيث كانت أول منحة أقدم عليها بعد حصولي على التوفل الأمر الذي جعلني أضع أملاً كبيراً بها.
كيف كانت البداية بعد وصولك إلى البلد الأجنبي هل واجهت مصاعب مثلًا؟
البداية كانت صعبة بالطبع، فيما يتعلّق بالبحث عن سكن وصعوبات تتعلق باللغة الايطالية التي كنت لا أعرف منها سوى Ciao .
وأيضا نظام الامتحانات في الجامعة كان مختلفاً عن الجامعات السورية حيث كان يعتمد كثيراً على الامتحانات الشفوية بعكس النظام الأكاديمي السوري الذي يعتمد على الامتحانات الكتابية. لكن بعد مرور أول فصل دراسي هذه الصعوبات بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً.
ما هي أجمل المحطات خلال دراستك ضمن المنحة؟
أجمل المحطات هو التعرف على الثقافة الايطالية عن قرب ولمس لطافة وبساطة الشعب الايطالي الرائع. وطبعا إضافة اللغة الايطالية كلغة جديدة إلى أرشيفي.
وأضف لذلك اكتساب صداقات جديدة من جنسيات مختلفة، حيث كان برنامجي دوليّاً يضم أكثر من أربع عشرة جنسية من كل دول العالم.
كيف أفادتك المنحة بعد انتهائها؟
تخرجت منذ شهر ونصف تقريباً، المنحة قدّمت لي فرصة عمري التي لا يمكن أن أنساها، جعلتني أحب اختصاصي أكثر، رسّخت لي مفاهيم كثيرة مبنيّة سابقاً في دراستي وعلّمتني مفاهيم جديدة وحديثة، عدّلت أسلوبي بالدراسة ونظرتي للامتحانات. ومنحتني فرصة البحث العلمي ضمن بيئة أكاديميّة عالية المستوى. إضافةً إلى أنّها أكسبتني خبرة حياتيّة وتجربة فريدة على صعيد مهارات التواصل مع جنسيات وثقافات وأديان مختلفة. وها أنا الآن أتابع حلمي وشغفي في دراسة الدكتوراة البحثية في نفس الجامعة.
ما هي النصائح التي توجهها لمن يسعى للحصول على منحة دراسية؟
أهم نصيحة أوجهها هو السعي والصبر.
- أن تسعى ولاتتململ بمجرد تلقي ايميلات الرفض فالحصول على منحة ليس بالأمر السهل.
- وأن يكون لديك الصبر ولكن بدون سعي فأنت أيضا في المسار الخاطئ.
- والسعي يكون أولا بالحصول على شهادة لغة دولية معترف بها، واكتساب مهارات تتعلق بمجال دراستك وإضافتها إلى ملف سيرتك الذاتية.
- والأهم أن تعتمد على نفسك أولاً وآخراً في التقديم وكتابة دوافعك وسيرتك الذاتية الخاصة بك، إيّاك وسياسة النسخ واللصق أو الاتكاليّة في التقديم، كما قال لي بروفسور إيطالي (سوّق لنفسك جيدا!)
Sell yourself Successfully! - ولا شيء أهم من مستقبلك لتضع كل وقتك وجهدك فيه فالمنح تنافسية وهناك الآلاف المؤلّفة من يقدّم على نفس المقعد.