كصيدلاني متخرج حديثًا أو كطالب صيدلة، ألم تفكر مليًا ما الذي ستفعله مستقبلًا في سوق عملٍ شحيح الفرص متخم بالخريجين؟ هل فكرت بطريقةٍ تضمن لك التميز في سوق العمل والحصول على فرصةٍ جيدة؟ عندما طرحت هذا السؤال على نفسي، شرعت في تقليب صفحات الإنترنت جيئةً وذهابًا، ولكنني لم أجد إجاباتٍ شافية.. كانت جلها نصائح عامة وكلامًا كما يقولون: “بتاع تحفيز وتنمية بشرية”.. لذا توجهت بسؤالي هذا إلى بعض الصيادلة الممارسين والمتميزين مهنيًا، واخترت لكم أبرز 5 نصائح لتكون صيدلانيًا متميزًا وناجحًا.
اقرأ..
لم أضع هذه النصيحة في الترتيب الأول عبثًا.. فهي أول ما نزل من القرآن الكريم وأول خطوة على طريق العلم. حقيقةُ الأمر أن أيَّ شخصٍ يقول لك: “أنا لا أحب القراءة”، لا يعوّل عليه.. فلا سبيل لتطوير نفسك في أي مجالٍ كان إلا بها. لذا، اقرأ باستمرار، سواءً ضمن مجالك أم خارجه، فالقراءة تساعدك على توسيع مداركك وفتح أفقك على مجلات وفرص جديدة. واكتساب مهارة القراءة يضمن لك القدرة على التعلم باستمرار، وهي أهم قدرة يمكن أن تمتلكها، إن لم تتعلم وتواكب، فأنت تموت مهنيًا!!
أذكر نصيحة أستاذي الجامعي حين قال:
“نصف ما تتعلمونه اليوم سيتغير بعد 5 سنواتٍ من الآن، أنتم تدرسون الطبَّ والكيمياء، وهي علومٌ متجددة، فكونوا مستعدين للتعلم والتطوير الذاتي”.
امتلك المهارات التقنية
لا أعلم كيف يمكن للمرء أن يمتلك شهادة في الصيدلة أو غيرها ولا يمتلك الحد الأدنى من الخبرة في التعامل مع الأدوات التقنية مثل برامج الحاسوب والانترنت! نعيش اليوم في عصر الميديا والمعلومات، ومن الأميةِ أن لا تتقن التعامل بعملة العصر هذه!
عليك الإلمام بالمهارات التالية بالحد الأدنى:
- البحث المتقدم على الإنترنت، وهذه أهمها، فأنت كصيدلاني، عليك أن تعلم كيف تصل إلى المعلومة الدوائية من مصادرها وكيف تبحث وتتابع الجديد في مجالك.
- استخدام برامج الـ Office بكفاءة، فهي مهارة أساسية بالنسبة للذين يودون العمل في أي شركةٍ كانت.
- اتقان استخدام وسائل الاتصال الجماعي مثل Zoom، Microsoft Team، ومنصات التواصل الاجتماعي وخدمات البريد الإلكتروني والتخزين السحابي.
طبعًا هنالك الكثير من المهارات التقنية الأخرى، لكنني اقتصرت على الأساسية فقط، والتي تعد من الأبجدية التقنية.
تواصل بشكلٍ فعال
تبدو للوهلة الأولى أنها نصيحة عامة وكلمة فضفاضة! لكن ما من شخصٍ سألته عن أسرار النجاح المهني، إلا وذكرها بصيغةٍ أو بأخرى. خصوصًا عندما تعمل في مهنةٍ طبية مثل الصيدلة، أنت بحاجة إلى التواصل بشكل يومي مع مختلف شرائح المجتمع، المتعلم والجاهل، المهذب والحشاش.. فلا بد من تدريب نفسك على الصبر وأخذ نفسٍ طويلٍ قبل كل كلمة تتفوه بها.
كيف أتواصل بشكل صحيح؟
- تعاطف: إن كنت تعمل في صيدليات المجتمع أم في المشافي، أظهر قدرًا من التفهم والتعاطف مع المريض والاهتمام به وسماع شكواه، من المؤكد أن هذا التصرف يزيد من قربك من المريض وكسب ثقته.
- تواضع: فالناس لا تأخذ نصيحةً من مغرور، ولا تثقُ بمتعجرف. لذا أظهر جانبًا من اللين عند مخاطبتك للناس حتى تُجلك الناس وتحترمك.
- اصبر: فصاحب الحاجة أرعنٌ كما يقال، لن تكسب ثقة مريضك إن لم تكن هادئًا متَّزنًا، جهز نفسك لتلقي جرعة من الوقاحة من بعض الناس، وجرعةٍ من “طق البراغي” عندما تعمل في شركة أو مؤسسة ما. تحلَّ بالصبر ما استطعت، أَعلم تمامًا مدى صعوبته واستحالته أحيانًا، لكن لا بد منه!
هذه بعض مهارات التواصل التي عليك امتلاكها، يبقى أن اذكرك بأن تلتزم بأخلاقيات المهنة وتحفظ أسرار مريضك وتحترم خصوصيته.
التزم الدقة والأمانة العلمية
بين يديك حياة مريض، إما أن تكون سببًا في شفائه أو سببًا في ألمه، لذا لا تبخل عليه بالنصيحة، قدم له التعليمات بدقة مهما أبدى قدرًا من اللامبالاة، فأنت تقوم بواجبك في النهاية. اجمع المعلومات حول كل دواء أو حالة طبية جديدة، وقدمها لمريضك بدقةٍ وإيجاز، فأنت مصدر المعلومة الأول والأوثق بالنسبة له. وخاطبه بلغته لا بلغةٍ طبية صرفةٍ ما أمكنك. تجنب الفتوى خارج اختصاصك، بل وجه مريضك نحو الطبيب وشجعه على أخذ استشارةٍ طبيةٍ حين تُسأل عن ما لا تعلم، فأنت مؤتمنٌ على حياته.
كن سبّاقًا
أَقدم دائمًا على تطوير قدراتك والبحث عن فرصٍ جديدة، وابتعد عن الروتينية منها. فالشركات الدوائية والمؤسسات الصحية اليوم تبحث عن مبتكرٍ يضيف لها ويغنيها، لا حاجة لهم بموظفٍ ينسخ ويقلد! تعلم مثلًا البرمجة وادخل مجال المعلوماتية الحيوية! تعلم عن المنهجية العلمية والبحث العلمي وانشر مثلًا ورقة بحثية! تقدم للحصول على شهادة تميزك عن أقرانك مثل البورد الأمريكي للصيدلة!
هذه الأمور والنصائح وغيرها غيضٌ من فيض، كلها تساعدك على كسب ورقة رابحة تميزك وتضمن لك النجاح المهني. يبقى عليك أن تأخذ بزمام المبادرة وتبدأ العمل مبكرًا، علَّك تبلغ مرادك مرادك في نهاية المطاف إن شاء الله.
مقال مرتبط: الصيدلة – دراستها ومستقبلها