هل يستبدل الذكاء الاصطناعي دور المصمم؟
التعريف بالذكاء الاصطناعي
يُعتبر الذكاء الاصطناعي ( Artificial Intelligence) أحد علوم الحاسوب التي شاع ذكرها في الفترة الماضية من عصرنا الحالي المرتكز على التكنولوجيا الحديثة، ويُمكن تعريف الذكاء الاصطناعي (AI) بأنه قدرة الحواسيب الرقميّة على القيام بمهام مُعينة تُحاكي بها الكائنات الذكيّة؛ مثل القدرة على التفكير أو التعلُم أو أي عملية ذهنية معقدة بوسع الانسان فقط أن يقوم بها بحيث تُقدم خدمات مُختلفة من التعليم والإرشاد وبسرعة ودقة أكبر.
كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تطور العمارة؟
كانت تعتبر العمارة قديماً حرفة مهمة ومعقدة بعض الشيء، وكان أي عمل معماري يحتاج إلى مدة طويلة لكي يصبح على أرض الواقع، ولكن مع التطور الحديث الذي يشهده القرن الحالي ودخول التكنولوجيا إلى حياتنا ومساهمتها في الكثير من المجالات ومنها الهندسة المعمارية، أصبحت العمارة تشهد نقلة نوعية مهمة من حيث الوقت والجهد والنوعية وحتى تعريفنا للهندسة المعمارية بدأ يأخذ منحاه الجديد، وبدأ دخول الأنظمة الحديثة التي تعتمد النمذجة ثلاثية الأبعاد مثل:
- 3DS Max.
- Civil 3D.
- AutoCAD.
- CATIA.
- Chief Architect.
- Revit.
- Rhino .
- Sketchup.
مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في العمارة
1- ساهم الذكاء الاصطناعي في توفير الوقت والجهد في زيارة موقع البناء، حيث ساهمت أنظمة حديثة مثل نظام IOT بنقل الصورة الواقعية إلى العالم الرقمي ومنه فيستطيع المصمم أخذ صورة واقعية عن الموقع وجمع المعلومات اللازمة عنه.
2- توافر أنظمة الذكاء الاصطناعي من قبل شركات متخصصة عملت عبر خوارزميات متطورة على مساعدة المصممين في إنشاء تصميمات متعددة جاهزة، مثل نظام CAD من قبل شركة Autodesk.
3- وفرت أنظمةالذكاء الاصطناعي أسلوب عرض جديد يخدم به العملاء، حيث يمكن للعميل مشاهدة التصميم بكل تفاصيله وإبداء رأيه قبل الشروع بتنفيذ التصميم بدلاً من الاعتماد على الرسم الحر والتخيل.
4-سمح الذكاء الاصطناعي بإنشاء أشكال معقدة كانت تبدو مستحيلة، وذلك عبر استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والتي بدورها طورت العديد من التفاصيل المعمارية مثل Grotto لـ Hansmeyer و Dillenburger والتي بنيت من الحجر الرملي باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومثال أخر Armadillo Vault
5- دخول الذكاء الاصطناعي إلى إنشاء المباني (الأبنية الذكية) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تصنيعها بدايةً من الإنشاء وصولاً إلى الأثاث الذكي الذي يعتمد أنظمة حديثة في تشغيله.
لكن هل يستبدل الذكاء الاصطناعي دور المصمم؟
وفق إحصائية نشرتها صحيفة التلغراف من دراسة أجرتها جامعة أكسفورد قدرت احتمالية أن يستبدل الذكاء الاصطناعي 700 وظيفة موجودة حالياً في العالم، ولكن المعماريون تمتعوا بأقل نسبة من معدلات الاستبدال إلى الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ففي الوقت الحالي حسب الدراسات لا يمكن أن يستبدل دور المصمم بروبوت يقوم بعمله، ولكن يمكن للذكاء الاصطناعي والأنظمة الحديثة أن تساهم بالقضاء على الأنشطة المتكررة المتعبة وإنتاج مواد حديثة أكثر وفيها متانة أكبر وتكلفتها أقل، وربما التغييرفي بيئة العمل الجماعية والحاجة الأقل للعمال والمعماريين.
في النهاية، لا يزال الإبداع والابتكار وحتى المفاوضات وإدارة فرق متعددة التخصصات هي أدوات وملكات عالم العقل البشري وحده، وبفضل الذكاء الاصطناعى، أصبح لدى العالم القدرة على تصميم مساحة للعيش فيها وترك العمل الشاق للآلات.