تقتصر نتائج أبحاث بعض المجالات على الإحصاء والتحليلات البيانية أو على نماذج اقتصادية أو إحصائية أو رياضية أو على معادلات معتمدة على برمجيات ونماذج محددة، وهنا لا حاجة للتجربة على الواقع. إلا أن هناك تجارب مخبرية محتاجة لصياغة النتائج على أرض الواقع، ومن هنا يخطر على بالنا أسئلة مهمة عن ماهية المرحلة التنفيذية، أهميتها، مراحلها والنصائح التي يجب اتباعها لإنجاحها وضمان الحصول على نتائج صحيحة وفعالة قدر الإمكان، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال.
أهمية المرحلة التنفيذية (التجربة المخبرية)
تعد الأبحاث والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث ذخيرة المعلومات التي يحتاجها الباحث والتي تفيده وتعطيه تصوراً عاماً عن الخطوات والطرق التي يجب اتباعها، الأدوات والأجهزة المستخدمة، الأخطاء التي يجب تجنبها، والنتائج التي من المحتمل الحصول عليها من أجل ضمان الحصول على النتائج المرغوبة في حال الرغبة بإعادة التجربة أو استخدام البروتوكول نفسه أو استكمال التجربة نفسها.
يعد القسم النظري من البحث مسؤولاً عن وضع فرضيات ومسار التجربة، أما القسم التنفيذي فيكون القسم المسؤول عن إعطاء النتائج التي قد تؤكد أو تنفي هذه الفرضيات أي أن الطريقة العلمية عبارة عن سلسلة من الخطوات المنظمة التي يتم إجراء التجربة عليها. إذ بمجرد تشكيل الفرضية، يجب إجراء تجارب مصممة بطريقة مدروسة لاختبار صحتها. ومن هنا تأتي أهمية المرحلة التنفيذية في كونها الدليل العلمي الذي من خلاله يتم إثبات صحة الفرضيات الموضوعة من قبل الباحث، والتي يتم الاعتماد عليها في إجراء تجارب وأبحاث أخرى ذات الصلة بموضوع البحث والتي تساعد على التخطيط والتنبؤ والبحث والاستنتاج ونشر النتائج. وهكذا تجعل الطريقة العلمية التجربة أكثر تنظيماً ، ويسهل تفسيرها والتعلم منها.
مواد وطرق المرحلة التنفيذية
والتي يبين فيها الباحث:
- المكان الذي سيتم فيه البحث.
- الزمن المقدر لتنفيذ البحث.
- المواد وطرق التحليل المخبري والأجهزة المستخدمة بالبحث.
- العوامل والمكررات والمعادلات الإحصائية المستخدمة في إظهار النتائج.
خطة العمل
يحدد الباحث أسلوب وطريقة العمل اعتماداً على الأبحاث والتجارب والمقالات السابقة التي اطلع عليها والمتعلقة بموضوع بحثه، وكذلك يحدد الأجهزة والطرق الإحصائية التي سوف يستخدمها لإظهار نتائجه ويقوم بوضع خطة عمل لمشروعه والمشتمل كذلك على المكان الذي سيقوم به بالتجارب والمدة الزمنية المقدرة وخطوات العمل بشكل متسلسل والمواد التي سوف يستخدمها والكادر المساعد له – إن وجد – وكذلك يذكر المراجع التي اعتمد عليها في صياغة خطة بحثه. والخطوات التي يجب اتباعها لتشكيل التجربة:
- اختيار موضوع قابل للاختبار وتشكيل أسئلة حوله: حيث أن كل تجربة تعتمد على سؤال أو أكثر والذي يحدد مشكلة يمكن تحديها وفحصها وتحليلها بطريقة منطقية ومنهجية، ويجب أن يكون قابلاً للتطبيق العملي كما النظري، ويعتمد على المعرفة السابقة للباحث وما تعلمه وتجربته السابقة.
- إجراء أبحاث عن الموضوع المختار: والذي يعد خطوة مهمة جداً وتساعد على توقع النتائج وعلى فهم الموضوع بشكل أفضل. يجب أن يتضمن البحث، معلومات حول التجارب السابقة التي تم إجراؤها والمشابهة للبحث المراد إجراؤه، ومعلومات حول المواد المستخدمة في التجربة (المواد الكيميائية ، والأدوات…..) ، وتعريفات الكلمات غير المعروفة ذات الصلة بالتجربة…
- وضع النظرية أو الفرضية: تعتبر الفرضية أو النظرية تنبؤاً بنتائج التجربة وتكون مبنية على بحث سابق. بالنهاية فإن إجراء التجربة سيكون لمعرفة صحة هذه النظرية.
- تشكيل التجربة نظرياً اعتماداً على تجارب سابقة متعلقة بموضوع البحث: من خلال وضع قائمة بالمواد والأدوات المستخدمة بالتجربة، اختيار العنصر أو العناصر المتحكمة (control) والتي ستكون المرجع الأساسي لباقي عناصر التجربة، اختيار المتغيرات المستقلة (المتغير المستقل هو المتغير الوحيد الذي يتم بغيره والذي يجعل الوسط مختلفًا عن الظروف العادية (التحكم control) وغير المستقلة أو التابعة (أي الطريقة التي ستقاس بها نتائج التجربة)، وأخيراً وصف الطريقة التي ستتم بها إجراء التجربة والتي يجب أن تكون مكتوبة.
- إجراء التجربة عملياً.
- جمع البيانات المستنبطة من التجربة.
- كتابة الملاحظات والنتائج ونشرها في المجلات العلمية.
تنفيذ التجارب وجمع المعلومات
نأتي لاحقاً لعملية تنفيذ التجربة وفق خطة العمل الموضوعة، كما يتم حفظ وجمع المعلومات والملاحظات والمشاهدات وكل ما يتعلق بالتجربة ولو كانت جانبية في سجلات أو ملفات خاصة، لتكون جاهزة لاحقاً للتنقيح والمعالجة الإحصائية. ومن ثم نأتي لمرحلة كتابة البحث وتنقيحه وأخيراً نشره.
نصائح لإنجاح التجربة المخبرية
- اختر موضوعًا مثيرًا: اختيار موضوع يكون محفزاً ومثيراً، وعدم الخوف من تجربة شيء جديد فهذا سوف يزيد من المعرفة والتعلم على طول الطريق.
تعلم كل ما سيفيد في القيام بالتجربة: بعد اختيار الموضوع، يجب القيام بأكبر قدر ممكن من جمع وقراءة الأبحاث السابقة المرتبطة به، وفهم الطريقة والأدوات والمعاملات الإحصائية التي ستشرح التجربة وتتنبأ بنتيجتها، ويجب تعلم كل ما سيساعد على فهم والقيام بالتجربة على أفضل وجه.
الاحتفاظ بدفتر مخبر مفصل وحديث بانتظام: والذي سيساعد في تنظيم الأفكار وفي حال الحاجة للعودة لرؤية كيفية فعل شيء ما أو معرفة نتائج مرحلة ما أو التأكد من أي شيء فيمكن الرجوع إليه في أي وقت، وكذلك فإن اللجان العلمية قد ترغب في رؤية هذا الدفتر.
عدم اليأس والاستسلام: في حال مواجهة أي مشكلة والتي قد تكون كثيرة، فيجب عدم التوقف والاستسلام، ولا بأس إن كانت الفرضية الموضوعة غير صحيحة، وفي حال الحاجة للمساعدة فيجب طلبها من المختصين في المجال، وهذا ليس عيباً أو انتقاصاً للقيمة، وإنما يدل على المثابرة والتحدي وهذا شيء يدعو للفخر.
استخدام العقل والمنطق: بعد النظر إلى النتائج لمعرفة إن كانت منطقية أو لا.
وهكذا يتبين لنا أهمية المرحلة التنفيذية والتخطيط لها بذكاء وتأن للقيام بالتجربة على أكمل وجه وبأقل وقت وجهد ممكن، وهو ما يساعد على إنجاح التجربة والحصول على النتائج الصحيحة المرضية والمرغوب بها.