“أمانسيو أورتيجا ” هل سمع أحداً بهذا الاسم من قبل ؟؟ أظن الإجابة سوف تكون أن القليل من الناس من يعرفه لكن لو سئلنا هل سمع أحداً زارا ، بيرشكا ، اوشيو ، ماسيمو دوتي أظن الإجابة هذه المرة سوف تكون مختلفة، فمن الطبيعي أن الكثير من الناس يعرفون متاجر الأزياء العالمية، فما بالكم إذاً أن كان وراء هذه المتاجر العالمية هو رجل الأعمال الإسباني “أمانسيو أورتيجا ”.
يعد “أمانسيو أورتيجا” واحداً من أنجح رجال الأعمال في مجال الأزياء والموضة على مستوى العالم وبالوقت نفسه يعد من الذين أسسوا امبراطوريتهم بصمت بعيداً عن أجواء الصحافة والإعلام حيث إنه لم يقم بأي مقابلة على الإطلاق ، فشخصية “أمانسيو” والمكانة التي وصل إليها تشير إلى شخصية عانت الكثير، وتعبت على نفسها في سبيل تحقيق أحلامها.
بدايات “أمانسيو أورتيجا ” ؟؟
ولد “أمانسيو” في عام 1936 ضمن ظروف عائلية فقيرة للغاية، فقد كانت وظيفة والده في السكك الحديدية حيث كانوا يعيشون في مساكن خاصة بعمال السكك الحديدية، ونظراً للظروف التي تعيشها العائلة قرر ترك المدرسة ليبدأ العمل في سن 14 عاماً.
بداية الطريق ..
فقد كانت أول وظيفة له في شركة صغيرة تعمل في صناعة الملابس وهنا يمكن اعتبارها بداية طريق أمانسيو في عالم الملابس حيث أنه شيئاً فشيئاً بدأ يدرك الأسس، ويكتسب الخبرة عن عالم الأزياء والملابس إضافة إلى معرفته بما يلبي أذواق الزبائن فأسس بعد ذلك خط إنتاج اعتمد في ذلك على يد عاملة من النساء يمكنهم الخياطة بشكل متقن حيث تم تنظيمهم ضمن جمعيات فتضمن خط الإنتاج ” ملابس داخلية، ملابس أطفال، أثواب نوم” وقد حققت نجاحاً كبيراً أحدثت بدورها نقلة سريعة في إنتاج الملابس، وفي عام 1963 أسس شركته الخاصة تحت اسم “كونفيسيونيز غووا ”
شركة زارا
بعد نجاح فكرة الجمعيات قام “أمانسيو ” بالاستحواذ على العديد من المصانع في إسبانيا ليسفر ذلك بعد عدة سنوات بافتتاح أول متجر رسمي له في عام 1975 في البداية كان أسمه زوربا لكن فيما بعد تم تغيير الاسم إلى زارا.
عاماً بعد عام بدأت تتوسع زارا بشكل كبير محلياً وفي منتصف الثمانينات قام “أمانسيو ” بتاسيس مجموعة إينديتيكس التي أصبحت فيما بعد الشركة الأم لعدد من ماركات الأزياء العالمية لتسفر عن ماركات أخرى وبعدها بكم عام تم أطلاق ” زارا ” على الصعيد الأوروبي ثم على المستوى العالم وبجانب انطلاق ” زارا ” تم إطلاق الماركات الأخرى أمثال ” ماسيمو دوتي وبيرشكا و اوشيو “
لكن السؤال هنا ما هو السر وراء هذا النجاح الكبير؟؟ تكمن الإجابة في فكرتين اعتمد عليهما “أمانسيو أورتيجا” أولهما في منح العملاء ما يريدون بأسرع وقت ممكن حيث يؤمن الطلبات للعملاء في غضون 48 ساعة فإن دل على شيء فهو يدل على مصانع مجهزة بشكل جيد والفكرة الثانية والتي تتمثل في تجديد مخازن الشركة مرتين كل أسبوع بحيث تناسب مع أذواق العملاء حيث أنه يجتمع المئات من المصممين وموظفي المبيعات معتمدين على هاتين الفكرتين كركيزة أساسية في سير العمل.
ساعدت هاتين الفكرتين في بناء امبراطورية الموضة والأزياء العالمية، والتي بتنا نشاهدها حالياً على مستوى العالم.
وفي النهاية خلال ذكرنا ما مر به “أمانسيو أورتيجا” سواء من أحوال عائلته الصعبة وبداية حياته المهنية في سن صغيرة إلى تأسيس خط إنتاج خاص به ثم بعد ذلك تأسيس شركته الخاصة ووصولها للعالمية نستنتج أن الإيمان بالأحلام لا حدود له .