كل شخص منا يعتز بلغته العربية لأنها بكل بساطة هويته التي تمثله فنسعى دائماً للمحافظة عليها من خلال استمراريتها ونقلها إلى الأجيال الأخرى ومثل ما نقوم به في المحافظة على اللغة والسعي في انتشارها هناك أشخاص قاموا بالكثير من الإنجازات في سبيل اللغة العربية ومن بينهم البروفيسور الجزائري “بشير حليمي ”.
يعد“بشير حليمي ” صاحب الفضل الأول في إدخال اللغة على الكمبيوتر فقد قام بهذه الخطوة نتيجة شغفه في اللغة العربية ولكونه أيضاً يعشق تفاصيلها والجدير بالذكر أن لـ “بشير حليمي ” العديد من المشاريع ذات الشأن الكبير في المجال التكنولوجيا والاتصالات.
بدايات “بشير حليمي ” ؟؟
ولد في عام 1956 في مدينة مداوروش ولاية سوق أهراس ضمن ظروف صعبة للغاية حيث لم تتوفر فيها أسس الحياة البسيطة لكن رغم عن ذلك أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ثم انتقل إلى ولاية عنابة من أجل دراسة البكالوريا وعندما نتكلم عن دراسة البكالوريا لـ“بشير حليمي ” فيجب أن نذكر القصة المشهورة له والتي حدثت أثناء تقديم فحص مادة الفيزياء في عام 1974 حيث اكتشف خطأ في صياغة أحد الأسئلة ليقوم بالإجابة على السؤال بصيغته الصحيحة ويوضح الخطأ ليثبت فيما بعد صحة كلامه ويعمم التصحيح في كافة الجزائر وبعد تحقيق النجاح في البكالوريا بتفوق التحق في منحة دراسية في كندا.
بداية الطريق ..
في خلال ثلاثة سنوات أتم دراسة علوم الحاسب الآلي في كلية العلوم والفن في مونتريال ثم بعد ذلك حصل على الماستر وانتقل بعدها إلى الدكتوراه لكنه لم يكملها لأنها كانت تتطلب منه الكثير من الوقت هذه من جهة ومن جهة أخرى وفي أثناء قيامه بالماستر كان يفكر في مشروع تعريب الحاسب الآلي وكان يتطلب الكثير من الوقت فلذلك أعطى أولويته للمشروع.
وهنا نأتي إلى مشروع تعريب الحاسب الآلي، فقد تكونت الفكرة لدى “بشير حليمي ” نتيجة بطاقة تهنئة كان يرسلها إلى عائلته بمناسبة الأعياد حيث أنه كان يخططها بيده وبما أنه كان محباً للخط العربي فقرر أن يحاول أن يطبقها على الحاسب الآلي بدلاً من كتابتها باليد والجدير بالذكر أن في تلك الفترة كانت فكرة تعريب الحاسب الآلي مطروحة لكن اللغة العربية المستخدمة كانت محرفة وليس صحيحة.
فلذلك عمل “بشير حليمي ” على فكرة تعريب الحاسب الآلي بشكلها الصحيح وبدأ خطوة بخطوة في تأسيس المشروع والذي نجمت عنها تأسيس «شركة آليس» التي بدورها حققت نجاحاً كبيراً حيث أسهمت إلى قيام شركة (مايكروسوفت) بشراء التكنولوجيا بالكامل لنشهد من ورائها أنتشار اللغة العربية في عالم الحواسيب.
شركة سبيتش موبيليتي
وبما أنه كان يهتم بالتكنولوجيا كثيراً إضافة إلى أنه كان يطمح لتكنولوجيا خاص لأمريكا الشمالية قرر إنشاء مشروعه الجديد المتعلق بأنظمة الاتصالات حيث اعتمدت التكنولوجيا على الإعلام الآلي في الاتصالات فأسس شركته الجديدة «ميديا سوفت» ولقى استحسان العديد من شركات الاتصالات نذكر من بينهم «شركة بيل كندا» و شركة «فرانس تليكوم» حتى قامت شركة «إنتل» بشراء أسهم من الشركة ليقوم بعد ذلك ببيع الشركة لـ «شركة بيل كندا»
بعد شركة «ميديا سوفت» استمر في فكرة الإعلام الآلي في الاتصالات لكن هذه المرة بشكل مختلف بعض الشيء حيث أسس مشروعه الجديد تحت اسم «سبيتش موبيليتي» حيث أعتمد هذه المرة على فكرة تصميم هاتف ذكي مرتبط بمساعد افتراضي يقوم بالعديد الأمور من ترتيب المواعيد إلى قراءة الرسائل وتحويل المكالمات والعديد من الأمور الأخرى بالمختصر عمله كعمل سكرتير شخصي وطبعاً هذا مخصص فقط للشركات.
و بالنهاية عندما نتحدث عن رجل عربي ناجح مثل “بشير حليمي ” كان ذو فضل كبير في انتشار اللغة العربية إضافة إلى تقديمه العديد من الإنجازات التكنولوجية فأنه يستحق منا الكثير من الاحترام والافتخار لأنه أعطى الصورة الصحيحة للرجل العربي الناجح.