مع اختلاف أساليب الحياة ومسارها لكلّ منا إلا أننا جميعاً نصل لنهاية يومنا مثقلين بالأفكار والأحداث والأمور والمخططات التي حدثت أو التي نريدها أن تحدث. هذا الحمل على عقولنا ليس بالخفيف ومقال اليوم سيعرفكم على عادة يومية باعتمادها سنضمن تخفيفه قدر الإمكان رأفة بعقولنا وبأنفسنا لنكون أكثر قدرة على الاستمتاع بنعمة الحياة.
ماهي صفحات الصباح؟
هي تمرين كتابي تم ذكره لأول مرة في كتاب The Artist Way للكاتبة جوليا كاميرون. يستهدف الكتاب أصحاب المهن الإبداعية أو التي تحتاج أفكار جديدة باستمرار؛ إلا أن تمريننا هذا لا يقتصر فقط عليهم بل هو لأي شخص يريد لحياته أن تأخذ منحى أقل ازدحاماً وأكثر إنتاجية وتجدد ومزيداً من الوضوح في الأهداف والرغبات والعلاقات.
صفحات الصباح هي ثلاث صفحات مكتوبة بخط اليد بحيث تكون أول عمل نقوم به عند استيقاظنا، يمكن أن تكون عن أي شيء وكل شيء، فليس هناك طريقة خاطئة لكتابة صفحات الصباح؛ وهذا على حد تعبير جوليا كاميرون.
أهم مافي الأمر أن تكون مكتوبة بخط اليد وألا نعتمد طريقة الطباعة، وأن تكون ثلاث صفحات بالتحديد.
ماذا يجب أن أكتب في هذه الصفحات؟
قلنا سابقاً يمكنها أن تكون عن أي شيء وكل شيء! البعض قد يكتب عما حدث معه في اليوم السابق أو عن آخر فكرة كانت في ذهنه قبل النوم، البعض الآخر يمكن أن يكتب عمايريد فعله اليوم وما يخطط لإنجازه في هذه السنة، آخرون يبدأونها بالامتنان والشكر للنعم من حولهم أو عن شعورهم حيال تجربة جديدة.
أرفقت الكاتبة عن صفحات الصباح ملاحظة مهمة جداً تقول فيها أنك إن لم تملك أي فكرة أو أي شيء فقط استمر بكتابة جملة “ليس لدي شيء لأكتبه” على مدى الصفحات الثلاث! أضمن لكم أنكم لن تكملوا الصفحة الثانية قبل أن يخطر لكم أمر تريدون الكتابة عنه.
ما فائدة هذه العادة؟
- تساعدنا صفحات الصباح على تصفية ذهننا من كل الأفكار المتزاحمة؛ حيث تتراكم في بداية اليوم كل أفكار اليوم السابق وما يخص اليوم الحالي والمقبل. عند ممارسة طقس صفحات الصباح فإننا نفرغ قسماً من هذه الأفكار ونتخلص منه مما يخفف العبء عن عقلنا ويفسح المجال للراحة والوضوح والأمور الجديدة.
- تخفف التوتر وتسهل عملية معالجة المشاعر؛ حيث توفر لنا المساحة الآمنة لمناقشة وتحليل أفكارنا الواعية منها أو اللاواعية.
- ترفع مستوى قدراتنا الإبداعية؛ مع ذهن صافٍ ومساحة للأفكار الجديدة وحالة نفسية جيدة كل هذا يصب في مصلحة جانبنا الإبداعي. ناهيك عن أن بناء طقس خاص والالتزام به يبني حجر الأساس لطقوس والتزامات أخرى أي أنه يجعل عملية الالتزام بمهامنا الإبداعية أسلس.
نصائح قبل أن تبدأ
- اجعلها جزء من روتينك الصباحي، وإذا رأيت أنها تحتاج وقت إضافي استيقظ أبكر من موعدك المعتاد لتوفر الوقت اللازم لها.
- هيّئ الأجواء التي تجعل من ممارسة هذا الطقس أكثر متعةً لك؛ قد يكون الأمر بإعداد مشروبك المفضل، أو اختيار ركن خاص في المنزل تفضله، أو باستخدام قلمك المفضل.
- لا تتفقد هاتفك أو حساباتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل البدء لأن ذلك سيزيدك تشويشاً فقط دون أي جدوى.
- تذكر أن هذه الكتابات لن يقرأها أحد، بل إن إحدى القواعد هي عدم قرائتها حتى من قبلك أنت نفسك! لذا لا تهتم لترتيب خطك والكلمات، اكتب بسرعة حتى لو تداخلت الكلمات، حتى وإن أخطأت إملائياً هذا كله غير مهم.. المهم أن تكتب فقط.
- إن كنت تكتب عن فكرة ما ثم فجاة خطرت لك فكرة أخرى تريد الكتابة عنها أو نقاشها، لا داعي لأن تكمل في الفكرة الأولى يمكنك مباشرة الانتقال للفكرة الجديدة. أي لا تُعِر اهتماماً للترتيب المنطقي فكما اتفقنا لن يقرأها أحد. اهتم فقط بنقل كل ما يجول في دماغك للورقة وحسب!
- لا يوجد إنسان كامل ومثالي في الحياة، نحن جميعاً دون استثناء نخطئ، نأخذ قرارات غير صائبة، نفكر بأفكار غبية وغير مثالية، سيئة وشريرة حتى! لذلك إن خطر لك شيء مشابه لا تمنع نفسك من الكتابة فكما اتفقنا منذ قليل لن يقرأ أحد ما تكتب بل وإن كتابة هذه الأفكارهي فرصة مثالية لنستطيع ضبطها وفهمها كي لا نقع في الخطأ.
- إن كنت مازلت لم تقتنع بأن أحداً لن يقرأ صفحاتك أو لنفترض أن مكان سكنك فيه أشخاص متطفلين قليلاً يمكنك دوماً التخلص من الصفحات سواء بتمزيقها أو بحرقها أو أي شيء. السحر يكمن في فعل الكتابة لذا مجرد كتابتها يفي بالغرض، مايحدث للصفحات بعد ذلك غير مهم. فإن وجدت راحتك في التخلص منها لا تتردد!
تمارين كهذه تفتح لنا الباب لعقلية وعادات جديدة قد يكون لها الفضل في إيصالنا لأهدافنا بسرعة أكبر من خلال ما تقدمه من إيجابيات .. فماذا تنتظر؟! التجريب مجاني!