إذا كنت طالب جامعة فقد بدأ دوامك غالباً، وستبدأ معه قريباً أكوام المحاضرات والمشاريع والاختبارات؛ لا بدّ وأنك بحاجة ماسة لتفعيل مهارة إدارة الوقت بشكل فوري وسريع لنتجنب نهايات محزنة! لذلك قد جلبنا لك اليوم نصائح وأدوات لتفعيل وتوظيف هذه المهارة بحيث تبدأ فصل دراسي منظم لا تراكمات فيه والضغوطات بأقل قدر ممكن.
خطط وحدد أهدافك مسبقاً وبشكل مدروس
أعلم ما تفكر به، لقد سمعت هذه الجملة كثيراً مسبقاً ولكن هذه المرة سنغوص معاً في التفاصيل.
سنبدأ بجلب مفكرة ورقية وقلمين بلونين مختلفين؛ هذه المفكرة ستكون محور عملنا، سنختار لون لكتابة المهمة والآخر لتحديد موعدها النهائي. أما عن كيفية ترتيب المهام فسيكون تبعاً للأولوية وذلك باتباع الخطوات في الصورة الآتية:
بعد أن حددنا المهام ذات الأولوية، سنبدأ بتحديد الموعد النهائي لها؛ لنفترض كانت إحدى المهام مشروع بحث واليوم هو السبت وموعد التسليم النهائي الأحد القادم عندها سنقوم بالعد العكسي من سبت التسليم كالتالي:
الجمعة: يوم مراجعة المشروع النهائية والتأكد من أن كل التعديلات تمت بالشكل المطلوب.
الأربعاء: يوم قراءة مسودة البحث ورؤية مايحتاج للتعديل أو إعادة الصياغة والقيام بذلك.
الاثنين: ترتيب وتنسيق المعلومات والبيانات التي جمعناها وصياغتها بالشكل المناسب للمشروع.
السبت: تجميع المعلومات والبيانات والصور إن كنا بحاجة لها ضمن البحث.
هكذا، وبعد تكرار نفس العملية على باقي المهام، نكون قد حصلنا على مهامنا موزعة على أيام الأسبوع، وأمام أعيننا نرى أن الوقت كاف لإنجازها براحة؛ بعدها نرى أين تقع أوقات فراغنا ونوزع عليها باقي النشاطات الخاصة بنا والتي سنسميها “وقتنا المحمي” وسنتطرق لها ولمعناها وشرحها في الفقرات التالية.
نصيحة لكم أصدقائنا، أن تحدووا لكل يوم ثلاث مهام مميزة ولكل أسبوع ثلاث مهام مميزة، حتى وإن كان جدولكم مزدحم لهذا الأسبوع؛ لهذا دوره في تجنب الشعور بالتوتر والتسويف وإبقاء حس الإنجاز والسعادة بإتمام مهامنا ذات الأولوية الكبرى والتي حددناها كمهامنا المميزة بين جميع المهام.
اصنع حدودك
يقول كريم اسماعيل في أحد فيديوهاته: إن قول نعم لأمر ما تعني لا لأمر آخر. عليك أن تختارك ال”نعم” وال”لا” بنفس الحذر فهما تحدثان معاً وتحددان ما سيتم فعله. من هنا علينا أن نستوعب جيداً مدى أهمية اختيار ما نولي له اهتمامنا ووقتنا، فحضور مباراة مع أصدقائك في هذا اليوم الذي يسبق يوم الامتحان سيعني عدم إنهائك للمراجعة النهائية أو حل الأسئلة التدريبية، وحضور فيلم مع صديقتك سيعني عدم التأكد من أن تعديلات البحث الذي عليكِ تسليمه غداً قد تمت فعلاً ولم تنسي شيئاً منها. هذا لا يعني أن نريدك أن تنعزل عن العالم الخارجي وتكرس كل وقتك لالتزامات الكلية والجامعة؛ جلّ ما أقول أن تعي جيداً متى يكون لهذه الأنشطة أولوية ومتى يكون لأمور جامعتك الأولوية في وقتك.
احذر المشتتات
من منا لا يتفقد هاتفه كل دقيقة، ويقوم بجولة على مواقع التواصل الاجتماعي في حين كان قد دخل أحدها للرد على رسالة؛ خصوصاً إذا كنا في خضم إجراء بحث عن موضوع ما للجامعة أو التحضير لاختبار ما، عندها يصبح أي شيء آخر مسلِّ وهام! ولكن نعلم أيضاً أن الرد على رسالة واحدة يعني الاستغراق في محادثة لربع ساعة على الأقل، وأن فتح حسابنا الفيسبوك للرد على ذلك المنشن يعني ربع ساعة على الأقل من تصفح الميمز والأخبار الأخرى؛ وقس عليها كثيراً من الأمور. لذلك وانطلاقاً من هذا المعرفة لنتعلم أن نضع هاتفنا على الوضع الصامت وفي مكان بعيد عن أعيننا ومتناول يدنا أثناء إنجازنا للمهام. وإن كانت مهامنا تتطلب استخدام الهاتف لنقم بإطفاء الإشعارات لكل التطبيقات الأخرى ماعدا التي سنحتاج لاستخدامها الآن؛ الأمر مزعج بداية وصعب ولكنه يحتاج التكرار لنعتاد عليه، ونتيجته دوماً لصالحنا أعدكم!
وظف التكنولوجيا والأدوات التي توفرها لصالحك
نحن اليوم في عصر يقدم لنا وسائل المساعدة بالمجان وعلى طبق من فضة! مثلاً، أنت طالب جامعة وتريد أن تنظم وقتك لتركز في دراستك، أول نصيحة سيعطيك إياها أي مقال اتباع قوائم المهام أو To do lists، لكنك ستفكر كيف سأفعل هذا؟ حسنا لديك تطبيق To doist.
طريقة البومودورو مثالية لتكثف وقت دراستك وتحرص على أخذ استراحات بحيث لا تنهك نفسك، لذلك وجدت الكثير من التطبيقات التي توقف أي نشاط على الهاتف قبل انتهاء الدقائق الخمس والعشرين!
ترغب بتجميع مهامك وجدولك لهذا الأسبوع بمكان إلى جانب مفكرتك الورقية: أوجدوا لك تطبيقات مثل Google Calendar وNotion.
للاحتفاظ بالملاحظات وتخزينها على الموبايل والكومبيوتر: عليك بGoogle Keep.
صفِّ ذهنك ومكتبك
من المهم جداً أن تكون بيئة العمل أو االدراسة الخاصة بك منظمة ومرتبة، بغض النظر عن كل تلك المقولات بأن المبدعين فوضويين دوماً -إن كان هذا أسلوبك فلا بأس حقاً- ولكن في أغلب الحالات فإن بيئة مرتبة ونظيفة تعني سهولة وراحة أثناء الدراسة والتحضير وبالتالي سيخلق ذهننا فكرة الدراسة والتحضير بحالة من الراحة والهدوء، فكل ما أحتاجه في متناول يدي وبمكان مخصص له أساساً.
من الأمور الأخرى التي يجب الانتباه لها هو تجنب الmultitasking أو إنجاز أكثر من مهمة في وقت واحد، قد تكون هذه الطريقة فعالة في أمور أو جوانب معينة ولكن بالنسبة لك كطالب جامعي، فقد ثبتت عدم فعاليتها بل وأثرها السلبي أيضاً! لذلك دعنا نأخذ الأمور بروية وخطوة خطوة بحيث لكل مهمة وقتها الخاص المحدد لها .
اهتم بصحتك
أتذكر عندما تحدثت منذ قليل عن الوقت المحمي وضرورة جدولته في برنامج الأسبوع مع المهام الأخرى الأكاديمية؟ حسناً لقد كنت أعني به الوقت المخصص لصحتك الجسدية والنفسية، التي لا تنحصر فقط في هذا الوقت لوحده؛ أخذ الاستراحات بشكل دوري، ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم أو مجرد القيام بنزهة مشياً على الأقدام في بعض الأيام، ممارسة الهوايات الخاصة بنا سواء الرسم أم الغناء أم العزف أم الكتابة، قضاء الوقت مع العائلة أو مع الأصدقاء؛ كل هذه وغيرها يندرج تحت مسمى الوقت المحمي، أي الوقت الخاص بك لتشحن طاقتك ولا يقل أهمية عن أي شيء آخر. نعم قد تهمل أحد هذه الأمور في فترة ما لكثرة الضغوطات لكن لا يجوز أن يستمر هذا الإهمال فعندها سينعكس على قدرتك في إنجاز المهام وتدخل في حلقة بشعة من عدم الكفاءة والتعب والكسل!
هناك أشكال أخرى للاهتمام بصحتك لا تندرج تماماً تحت مسمى الوقت المحمي لأنها أمور لا تقبل النقاش أو التأجيل؛ وهي الحصول على قدر كاف من النوم، شرب الماء بكثرة، تناول طعام صحي، الاستحمام بشكل منتظم .. هذه الأمور لها الأولوية على كل شيء وأي شيء!
تعلم أكثر عن مهارة إدارة الوقت
في مقالنا المفصل عن هذا المهارة هناك مفاهيم مساعدة ستيسر عليك العمل كتجميع المهام أو الBatching وتخصيص الوقت Time-Boxing، كن حريصاً أن تزوره وتتطلع على ماذكر فيه:
فن إدارة الوقت وتنظيمه.. دليلك لهذه المهارة الشخصية
وفقاً لقانون باركنسون فإن العمل يتسع ليملأ الوقت المتاح له، من هنا تأتي أهمية إدارة وقتك منذ بداية العام فأنت حقاً تملك الوقت كل الوقت اللازم لإنجاز كل ما يتوجب عليك إنجازه، كل ما في الأمر هو قليل من التنظيم واكتساب عادات جديدة صحية وصحيحة أكثر.