الثابت الوحيد في حياتنا هو التغيير.
مهما حاولنا، لا يمكننا صرف النظر عن أهمية التغيير في حياتنا، إذ يزيد ذلك الأمر صعوبة فحسب. وانطلاقًا من كون التغيير هو قانون الحياة “كما وصفه الرئيس الأمريكي السابق جون إف كينيدي”، نناقش ضمن هذا المقال أهمية امتلاك مهارة التكيف مع التغيير، ونقدم لكم عدد من النصائح التي من شأنها تقوية قدرتكم على مواجهة مختلف الظروف والتعامل معها بالشكل الصحيح.
ما هي مهارة التكيف مع التغيير
في عالم دائم التغير، يعد امتلاك مهارة التكيف مع التغيير أمرًا ضروريًا لاستمرار انتاجيتنا على مختلف الأصعدة، الشخصية منها أو المهنية. تتجلى مهارات التكيف مع التغيير في عدد من السلوكيات التي من شانها مساعدتنا على التأقلم مع مختلف الظروف التي تواجهنا والخروج منها بنتائج إيجابية، إذ تمكننا مهارات إدارة التغيير على عيش حياة لا تعتبر مريحة فحسب، بل دائمة التطور والنمو أيضًا.
أهمية امتلاك القدرة على التكيف مع التغيير
قد يحدث التغيير في حياتنا نتيجة لأزمة أو لاختيار ما أو حتى بالصدفة. في مختلف الأحوال، نواجه في وقت معين ضرورة الاختيار حول إجراء تغيير ما من عدمه؟ تكمن أهمية القدرة على التكيف مع التغيير في الاستعداد لأي ظروف طارئة سواء في حياتك المهنية أو الشخصية، إذ يمكنك من خلال امتلاك هذه المهارة السيطرة على طريقة تفاعلك مع التغيير الحاصل والتمكن من فهمه وفهم سبب وأهمية حدوثه بشكل أفضل. إضافًة لما سبق، تمنحنا مهارة التكيف مع التغيير مرونة كبيرة في حياتنا، إذ تتيح لنا فرص للتطور والنمو وإدارة مختلف التحديات التي تواجهنا بشكل إيجابي عوضًا عن الاختبار وتجاهل الفرص التي قد يحدثها هذا التغيير في حياتنا.
استراتيجيات تساعدك في تنمية هذه المهارة
تعتبر كل من هذه الاستراتيجيات خطوات أساسية تمكننا من امتلاك قدرة على التكيف مع التغيير وإدارة مختلف تغييراتنا بنجاح سواء كانت في حياتنا الشخصية أو ضمن بيئة العمل:
1. ركّز على الإيجابيات
على الرغم من كون التغيير أمرًا لا مفر منه، قد ترافق محاولات التغيير العديد من المخاوف أو مشاعر التهديد. غالبًا، يأتي التغيير بفرص جديدة. وقد يكون تصور ذلك وكون هذه الفرص مترافقة مع إيجابيات لحياتنا من أهم المحفزات التي تساعدنا في التكيف مع التغيير.
2. تقبل التغيير
تقبل كون التغيير جزء لا يتجزأ من حياتنا، سواء الشخصية أو المهنية. عبر إدراك هذا التغيير وقبوله، يمكننا التكيف معه والتصرف بشكل مناسب بأسرع وقت عند حدوثه. لا تربط نفسك بالوضع الراهن، حاول دائمًا الخروج من منطقة الراحة والنظر للفرص المرافقة للتغيير.
3. حضر لنفسك للتغيير القادم
ينتج عن اتباع نهج استباقي للاستعداد لأي تغييرات مستقبلية قدرة أكبر على التكيف مع هذه التغيرات بنجاح. عادًة ما يتبع مدراء الشركات والقادة المهنيين هذه الاستراتيجية عبر الاحتفاظ بخطط لأي طوارئ تمكنهم من التعامل مع أي جديد بالشكل والوقت المناسب.
4. غيّر طريقة تفكيرك
غالبًا ما نكتفي بالعيش ضمن مناطق راحتنا لتفادي أي مشاكل أو صعوبات، إذ نبدأ بالخوف عند رؤية أي تغيير قادم. على الرغم من كون التغيير غير مريح دائمًا، إلا أن طريقة تفكيرنا به والمنظور المستخدم لفهمه يمكننا من تفعيل التغيير الإيجابي في حياتنا.
5. ضع أهدافًا جديدة لنفسك
يؤدي تحديد أهداف جديدة لنفسك إلى تحويل تركيزك وانتباهك نحو الإجراءات التي من شانها مساعدتك في بلوغ هذه الأهداف. بالتالي يقلل ذلك من مستويات القلق والتوتر لديك ويمنحك شعور بالرضى. عندما تكون أهدافك محددة وقابلة للقياس والتطبيق، يمكنك النجاح في بلوغها عند أي فرصة للتغيير عوضًا عن البقاء ضمن منطقة راحتك.
6. افهم مخاوفك
من المهم لمواجهة أي تغيير أن تكون مدركًا لأفكارك ومخاوفك اتجاهه. حاول فهم مشاعرك ناحية التغيير، ثم عبر عن أي مخاوف للتغلب عليها مسبقًا، لا تتردد في طلب المساعدة من الزملاء أو أي شخص موثوق.
7. ركّز على ما يمكنك التحكم به
لا يمكننا التحكم في مختلف أحداث حياتنا، لكن يمكننا التحكم في كيفية تفاعلنا مع هذه الأحداث وطريقة تأثيرها علينا. لذا اسمح لنفسك بامتلاك المرونة في عملك وتحمل مسؤولية ما يمكنك التحكم به فقط. يوفر لك ذلك فرص للنجاح والتأقلم مع التغييرات بشكل أكبر إذ يجعلك أكثر شعورًا بالرضا والثقة.
8. اكتب السيناريو الأسوا
في حال كنت مستعدًا لأسوأ سيناريو قد يحصل، يمكنك التعامل بفعالية مع مخاوفك غير المنطقية أو غير المبررة والتي تمنعك من العمل بكفاءة. إذ غالبًا ما تكون فرص حدوث السيناريو الأسوأ معدومة أو ضئيلة جدًا.
9. استرخ
لا يمكن لأي شخص العمل بشكل مثالي وكفء طوال الوقت. تمر أيام تشعر خلالها بالإحباط، أو تسير الأمور عكس ما هو متوقع، أو ببساطة قد تكون غير منتج. في مثل هذه الأوقات، من الضروري الابتعاد عن الرتابة والاتجاه نحو بيئات ومواقف جديدة.