اسم المنحة
Konrad-Adenauer-Stiftung
الدرجة
Master of Arts
الاختصاص
Deutsch als Fremd- und Zweitsprache (DaF/DaZ) / Germanistik (Schwerpunkt: Literaturwissenschaft) (2-Fach-M.A.)
البلد: ألمانيا
حدثنا عن البدايات، كيف بدأت البحث وما الخطوة الأولى التي اتخذتها؟
بما أنني ضمن فريق التصميم في منصة لوك إن مينا منذ 7 سنوات فكان دائماً ما يُطلب مني تقديم تصاميم للمنح الدراسية من مختلف الجامعات والدول ومن مختلف الاختصاصات. كنت قليلاً ما أطّلع على تفاصيل المنح لأن اختصاصي الدراسي (اللغة والأدب الألماني) مقتصراً فقط على ألمانيا ونادراً ما يقوم شخص بمتابعة دراسته في هذا المجال في غير الدول الناطقة بالألمانية.
قمت بإنجاز مئات التصاميم للمنح ولكنني لم أقدم على أول خطوة إلا في عام 2018 ضمن منحة DAAD ضمن بوست مخصص لتلك المنحة قمت بتصميم المنشور الخاص به واطلعت حينها على التفاصيل بدقة وكانت الشروط المطلوبة متوفرة لدي. ولكنها تجربة غير موفقة للأسف ولم تبصر الضوء لكنني تعلمت الكثير منها وعرفت نقاط ضعف الملف وحاولت تعديلها وتفاديها مستقبلاً. في عام 2021 كانت المحاولة الثانية بالتقديم على منحة أُخرى عن طريق الصدفة ضمن منشور على الفيسبوك قامت بمشاركته السفارة الألمانية في بيروت يحتوي معلومات عن برنامج دعم المواهب أو ما يُسمى باللغة الألمانية Begabtenförderung التابع لمؤسسة Konrad-Adenauer-Stiftung. قمت بتقديم الملفات المطلوبة ضمن موقع المنحة ومحورها الأساسي يعتمد على مبدأين: إتقان اللغة الألمانية وأعمال تطوعية مجتمعية بالإضافة التوافق مع القيم والأهداف. بعد تقديمي قمت بالبحث عن نسب نجاح هكذا نوع من المنح فوجدت حينها في أحد المقالات أن نسبة النجاح هي 7%
كيف كان طريق البحث؟ ما هي العقبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟
كان الاطلاع على المنح بشكل عام ضمن موقع لوك إن مينا أو عن طريق الأصدقاء المقربين الذي لديهم باع طويل في هذا المجال. أما عن هذه المنحة بالتحديد فوجدتها عن طريق الصدفة ضمن منشورات الفيسبوك. ربما يتوقع قراء هذا المقال الحصول على تجارب درامية في هذا الشأن، لكن هذه المنحة كانت التجربة الثانية لي فقط وعن طريق الصدفة بفضل خوارزمية الفيس بوك .
صحيح أن الأمر تم بالبداية عن طريق الصدفة لكن حينها كانت جميع الملفات والأوراق المطلوبة جاهزة من التجربة السابقة قبل ثلاث سنوات لكنها كانت بحاجة إلى تعديلات وإضافات و”ريتوشات” بالإضافة للأعمال التطوعية المتنوعة التي زادت بعد التجربة السابقة في منحة الDAAD وطبعاً بمساعدة إحدى الصديقات وهي رزان حسينو التي أعطتني الإرشادات والتوجيهات اللازمة وفقاً لخبرتها في هذا المجال وأنا شاكرٌ لها.
لا يخلو الأمر من العقبات والصعوبات وكان من أصعبها هي ليس الحصول على منحة بل إنما الحصول على قبول جامعي. الاختصاص الذي كنت أريده كان من الصعب على شخص خارج ألمانيا وبالتحديد سوريا أن يحصل على قبول جامعي في الجامعات الألمانية بدون شهادة لغة. في ذلك الوقت كان من الصعب السفر لتقديم الامتحانات بسبب كورونا وبسبب بعد الاضطرابات في لبنان حينها، حيث أن أقرب مركز للحصول لتقديم الامتحان كان في بيروت، ناهيك عن التكاليف العالية. لكن كما يُقال “الصديق وقت الضيق” وحينها استعنت بأحد أمهر الأصدقاء بهذا المجال واستغرق الأمر سنة كاملة بعد الحصول على المنحة في الحصول على قبول جامعي. هنا أريد أن أؤكد عامل الخبرة في التقديم على الجامعات كان متوفر لكن الأمر برمته كان متعلقاً بالمتطلبات العالية في كل الجامعات بالإضافة إلى اختبارات لغة لا يمكن تقديمها إلا بألمانيا حصراً للحصول على القبول في الجامعات. لكن كيف سيتم ذلك وأنا لا أستطيع الوصول إليها! فضلاً عن ذلك كان اختبار القبول في برنامج الدعم مرهقاً نوعاً ما (كالمتوقع) لأنها كانت المرة الأولى التي أُجري فيها هكذا نوع من المقابلات، إجمالاً كانت متعبة وقمت بالتحضير المكثف والصحيح لها مع أحد الأصدقاء أصحاب الخبرة.
كنت أرغب بمتابعة الماستر بإحدى الاختصاصات إما Germanistik أو Deutsch als Zweit- und Fremdsprache ولكن التأخير الذي حصل كان لخير لا يعلمه الإنسان بأن جامعة Duisburg-Essen تدمج الاختصاصين في نفس برنامج الماستر وحالياً أنا ضمن الفصل الثاني في هذا الجامعة وأدرس
( Gemanistik (Literaturwissenschaft مع الاختصاص الثاني DaZ/DaF في وقت واحد. استغرق الأمر برمته بين الحصول على الموافقة من قبل إدارة المنحة والسفر إلى ألمانيا حوالي السنة ونصف. سنة منها في تأمين القبول الجامعي دون كللٍ أو ملل.
إجمالاً لم يكن طريقاً مفروش بالورود. قمت بتقديم تسع طلبات في تسع جامعات وتم القبول بواحدة فقط والسبب مرة أُخرى هو صعوبة الحصول على قبول ماستر في اختصاصات اللغة والأدب من خارج ألمانيا. كان أقصى متطلب لغوي حسب ما أذكر هو من جامعة دويسبورغ إيسن هو الحصول على شهادة تُسمى DSH 3 والتي تعادل C2 كان الحصول على قبول جامعي أيضاً في هذا الجامعة ليس بالسهل إذ تم حينها القبول في اختصاص ورفض في اختصاص أخر بسبب جزء من العلامة وهذا ما جعل الأمر أكثر تعقيداً. العقبة الثانية وهي أشد ضراوة من التي سبقتها ألا وهي موعد في السفارة الألمانية في إحدى الدول المجاورة. كان يوجد احتمالين لا ثالث لهما إما عمان أو بيروت. في عمان لم يتم قبول تصريح الدخول بالرغم من أن هنالك مكتب مخصص تابعة لإدارة المنحة في عمان حينها اضطررت للاتجاه إلى بيروت واستغرق الحصول على الموعد ثمانية أشهر لكن بعد المقابلة في السفارة لم يستغرق الأمر أكثر من 72 ساعة لإصدار التأشيرة وإنهاء رحلة استمرت سنة ونصف تقريباً من الانتظار.
إجمالاً لم تكن هناك صعوبات في الحصول على المنحة بل إنما في ما بعد المنحة. يعتقد بعض الأشخاص أن تلك الأمور هي “تحصيل حاصل” إن صح التعبير، لكن العكس تماماً هو الصحيح. بالنسبة للمقابلة في السفارة الألمانية في بيروت كانت في غاية السهولة والبساطة واستقبلت بترحيب وابتسامة من موظفي السفارة وتمت المقابلة بالعربية والألمانية. من ضمن الأوراق كانت شهادة البكالوريوس من جامعة دمشق وتسجيل كورس لغة بالإضافة إلى بيان المنحة واجتياز كورس لغة من غوته فرانكفورت بمستوى C1.4 .بعض الأوراق الإضافية وإثباتات للخبرات التطوعية والخبرات المهنية بتعليم الألماني لمدة ست سنوات وشهادة مشروع ترجمة تابع للمفوضية الأوروبية التي لم تكن ذات أهمية في مقابلة السفارة ولم يتم النظر إليها. الشيء الأساسي هو بيان المنحة واللغة أثناء الحديث مع موظفي السفارة. بشكل عام كان الأمر يسيراً والحمد لله.
ما هي أبرز المعايير التي كان من الضروري بالنسبة لك توفرها في المنحة ولماذا؟
أن تكون حصراً في ألمانياً والسبب أن دراستي بالأصل هي اللغة والأدب الألماني فالمكان الوحيد هو البلد الأم لهذه اللغة. المهم أيضاً في المنحة الحصول على دعم علمي إلى جانب التمويل المادي بالطبع. لا قيمة للدعم المادي دون الدعم العلمي والعكس صحيح.
برأيك ما هي أبرز نقاط القوة لديك والتي ساعدت في قبول طلبك؟
التوفيق من الله سبحانه وتعالى بالإضافة إلى اللغة الألمانية لعبت دور رئيسي أثناء اختبار القبول بالإضافة عن الأعمال التطوعية أو بالأحرى أحد الأعمال التي لعبت دوراً مهماً في حسم الأمر. الجدير بالذكر أن درجة البكالوريوس من جامعة دمشق كانت بتقدير جيد جداً وليس ممتاز.
كيف كانت البداية بعد وصولك إلى البلد الأجنبي هل واجهت مصاعب مثلًا؟
الحمد لله لم يكن هنالك مصاعب تُذكر على صعيد الحياة والمجتمع بسبب أن مجال عملي في السبع سنوات الماضية كان في مجال تعليم اللغة الألمانية إلى جانب الأمور المتعلقة بالحياة والمجتمع في البلدان الناطقة بالألمانية، لذلك لم يكن هنالك عقبات إلا على صعيد تحضير الطعام بحكم قلة الخبرة أو بالأحرى ليس هناك خبرة في تحضير الأكل. حالياً بعد ثمانية أشهر يمكنني أن أقول أنني تفوقت على نفسي 🙂
ما هي النصائح التي توجهها لمن يسعى للحصول على منحة دراسية؟
بداية الاتكال على الله والثقة بالنفس بالتزامن مع السعي وعدم الاستسلام مهما بلغت الصعوبات. لا يخفى على الجميع أن اللغة هي التي تلعب العامل الرئيسي في هذا الخصوص وفي المقام الثاني هي لغة البلد الذي يرغب الشخص بمتابعة تحصيله العلمي فيه. وأريد أن أنوه على أن الحصول على منحة لا يمكن أن يتم عن طريق شخص آخر يقوم بتلك المهمة نيابة عن الشخص الآخر. الأمر من وجهة نظري ليس بتلك البساطة. لأن المتقدم يجب أن يكون على دراية وعلم بكل تفصيل مهما صغر وإلا لا يمكنه الحصول عليها إن اتكل على شخص آخر. بالنسبة لي كان لدي مجموعة مكونة من مجموعة أصدقاء ساعدوني في هذا الأمر بحكم خبرتهم السابقة وأعطوني الإرشادات والتوجيهات والتنبيهات وأنا شاكر لهم. انصح الأشخاص الذين يريدون التقدم لمنحة أن يكون لديهم “أب روحي” يساعدهم ويوجههم ولربما يمكن أن يختصر عليهم أشهر بل ربما سنوات بنصيحة أو توجيه واحد.