في ظل التطور المتسارع الذي تشهده أسواق العمل، أصبحت المنافسة في الحصول على وظيفة أشبه بساحة معركة حقيقيّة! لذلك لابدّ من الاِعتناء بأدق التفاصيل عند التقدّم إلى وظيفةٍ ما. والخطوة الأولى هي بناء سيرة ذاتية اِحترافيّة، تميّزك عن المئات من المُنافسين.
عندما ترغب في كتابة سيرتك الذاتية ستواجه العديد من الأسئلة منذ البداية، مثل: ما هي اقسام السيرة الذاتية؟ وما هو عدد الصفحات أو الطول المُناسب لها؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال. لنبدأ!
ما هو طول السيرة الذاتية المثالي ؟
لنتّفق منذ البداية على أنّ السيرة الذاتية ليست المكان المناسب لتذكر فيه معظم ما حصّلته من معلومات وخبرات، وكلّ ما حققته من إنجازات منذ دخولك إلى سوق العمل أو وصولك إلى الجامعة حتى، بل يجب أن تكون موجزة ومختصرة بطريقةٍ ذكيّة.
والسبب في هذا أن مسؤول التوظيف يقرأ الـ CV بشكل سريع، في مدّة لا تتجاوز بضعة ثواني، لذا من المهم أن لا يشعر بالملل عندما يصل الدور إليك، إضافةً إلى كون مسؤولي الموارد البشرية يعلمون تماماً أنَّ السيرة المبالغ في عدد صفحاتها، تحتوى على الكثير من الحشو الزائد ويصرفون النظر عنها فوراً.
فما هو الطول المناسب إذاً؟
حسناً، بشكل عام يوصي الخبراء بالاِكتفاء بصفحة واحدة، وللإجابة عن هذا السؤال لدينا نوعان من الموظّفين:
كتابة CV المبتدئين و حديثي التخرج
الإجابة باختصار: عليك الاِكتفاء بصفحة واحدة.
إن كنت حديث التخرّج أو لم تتجاوز خبرتك سنتان على الأقل في مجال عملك، فلست بحاجة إلى أكثر من صفحة واحدة بالتأكيد، لأن إضافة الكثير من المعلومات قليلة القيمة، بغاية زيادة طول السيرة الذاتية، سيُعطي اِنطباعاً سيّئاً عنك.
كتابة CV الخبراء والمحترفين
إن كانت لديك سنوات عديدة من الخبرة في مجال العمل، فهل يمكن إضافة المزيد من الصفحات على سيرتك الذاتية؟ الجواب: نعم.
عندما تتجاوز خبرتك 5 سنوات على سبيل المثال، فأنت تملك كميّة كبيرة من التجارب التي يمكن إضافتها، ولكنك ستقع بالحيرة مجدداً حول الطول المناسب.
هنا عليك التركيز على اِنتقاء أفضل ما في جعبتك من خبرات، ووضع اسماء أقوى الشركات التي كنت فرداً من كوادرها، وهذا سيُعطيك ميزة تنافسيّة فريدة، ولكن حاول أن لا تتجاوز الـ (2-3) صفحات، ولا ننصحك بأكثر من اثنتان إلّا في الحالات النادرة التي تتجاوز 15 عاماً من الخبرة.
اقسام و عناصر السيرة الذاتية
لم يعد بناء الـ CV في هذه الأيام كما كانت عليه في السنوات السابقة، إذ حُذفت بعض الأمور بشكل نهائي لأنها باتت من بديهيات العمل -على سبيل المثال شهادة الـ (ICDL)-، وفي المقابل ظهرت العديد من التفاصيل الجديدة التي تُشير إلى كونك تواكب التطوّر في سوق العمل.
إليك أهم الأقسام الأساسية التي يجب تضمينها في السيرة الذاتية بالترتيب:
معلومات التواصل الخاصة
تعدُّ معلومات التواصل أحد أهم العناصر الـ CV، لذلك يجب الحرص على التأكد من كونها خالية من الأخطاء، فلا يُعقل أن يرغب مسؤول التوظيف في التواصل معك ثم يتمكن من ذلك!
كما يُفضّل وضع هذه المعلومات في رأس الصفحة الأولى أو على جانبها، على عكس ما هو شائع، وهذه أهمها:
- رقم الموبايل الشخصي (مع إضافة رمز الدولة).
- البريد الإلكتروني/الإيميل (رسمي واحترافي).
- رابط حسابك على لينكدإن (هام جدّاً).
- حسابات التواصل الاِجتماعي (حسب الرغبة).
ملخص عن نفسك Summary
هنا عليك أن تُعبّر عن أهدافك وطموحاتك بشكل مختصر ومباشر، بعدد كلمات لا يتجاوز الثلاثة أسطر على الأكثر، وهناك بعض الخلاف بين الخبراء على ضرورة إضافة هذا القسم إلى السيرة الذاتية، نصيحتنا إليك: إذا اِستطعت أن تجذب الأنظار من خلاله فافعل، وإلّا فـ لا.
كتابة خبرات العمل في السيرة الذاتية
يمكننا القول أن هذا الجزء هو أهم اقسام السيرة الذاتية على الإطلاق، إذ يشير 67% من خبراء التوظيف أن الخبرات العمليّة المرتبطة بمجال العمل المتاح، هي الشيء الذي ينال الحظ الأكبر من الاهتمام والتمعّن فيه.
وهناك العديد من الأمور الواجب مراعاتها عند إضافة خبرات العمل ضمن الـ CV مثل:
- كتابة المسمّى الوظيفي في البداية.
- كتابة اسم الشركة السابقة ومجال عملها، وإلى جانبها تاريخ بداية العمل ونهايته.
- التركيز على إبراز الإنجازات التي حققتها وإظهار الخبرات المكتسبة.
- ترتيب خبرات العمل بدايةً من الأحدث إلى الأقدم.
- عدم ذكر التفاصيل المُملّة والاِكتفاء بالمحاور الرئيسية.
كتابة التعليم في السيرة الذاتية
من الأقسام المهمّة أيضاً، ولكننا سنفاجئك بعض الشيء عند الحديث حوله، إذ يُخطئ العديد من الناس في كتابة هذا القسم بالتحديد، ويقوم البعض برشق كلّ ما لديهم من أوراق وشهادات حصلوا عليها منذ دخولهم الثانويّة.
ويعتقد آخرون أن هذا الجزء أكثر أهميّة من قسم خبرات العمل وهذا أمرٌ خاطئ تماماً، فما الفائدة من امتلاكك شهادةً يحصل عليها الآلاف سنوياً؟ ما الذي يميّزك عنهم؟ هذا هو المهم.
أهم النصائح لكتابة قسم التعليم:
- إضافة الشهادات الأكاديميّة (من الأحدث إلى الأقدم).
- كتابة التخصص الذي درسته.
- كتابة اسم الجامعة.
- إضافة سنة التخرج (اِختياري).
- يمكن كتابة المعدّل التراكمي في حال كان مميّزاً جداً (+80%).
- إن كنت لا تملك خبرة عمليّة سابقة يمكن كتابة قسم التعليم في رأس القائمة.
قسم اللغات
عليك أن تنتبه هنا إلى وصف مستواك الحقيقي في اللغة دون مبالغة، لإن ذلك سيُكشف عاجلاً أم آجلاً، واحرص على عدم تصنيف مستواك على طريقة الكورسات الدراسية مثل؛ (A1, A2, B1..) ومن غير الصحيح تقسيم اللغة إلى ثلاثة أقسام (قراءة – كتابة – محادثة) فاللغة لا تتجزأ، ويجب تصنيف اللغة كالآتي:
- مبتدئ – Beginner.
- متوسط – Intermediate.
- فوق المتوسط – Upper-Intermediate.
- متقدّم – Advanced.
- متحدث بطلاقة – fluent.
- اللغة الأُم – Native language.
الأعمال التطوعية
تعدّ هذه الفقرة من الأقسام ذات الأهمية الكبيرة، فإن وجود بعض الأعمال التطوعية في سيرتك الذاتية يعكس العديد من الصفات الإيجابية لديك، مثل اهتمامك في تطوير مهاراتك الشخصيّة وتعزيز العلاقات مع الآخرين، لذلك من الأفضل تخصيص قسم منفصل لهذه الأعمال وعدم إدراجها ضمن الأعمال السابقة.
المهارات الشخصية – SKILLS
يُخطئ الآلاف من الموظفين عند وصف هذا القسم من الـCV رغم أنه لا يقلّ أهمية عن غيره، إذ لم تعد القدرة على العمل ضمن فريق، أو تحمّل ضغط العمل من المهارات المميّزة، بل باتت من بديهيّات العمل!
وتقسم المهارات إلى جزأين:
المهارات التقنية – Technical skills
وهنا عليك إدراج مهاراتك التقنيّة التي تُجيدها، وهناك العديد منها مثل:
- احتراف استخدام برامج microsoft office.
- التعامل مع أدوات Google.
- احتراف أحد البرامج بشكل جيد (Canva على سبيل المثال).
- معرفة استخدام وسائل التواصل المهنية (Slack – Zoom – Google meet ..).
المهارات الناعمة – Soft skills
- قيادة فرق العمل والتفويض.
- مهارات التفاوض والإقناع.
- حل المشاكل واتّخاذ القرارات.
- التفكير التحليلي.
- المرونة والتكيّف.
بالطبع هناك المزيد من الأقسام التي يُمكن إضافتها إلى السيرة الذاتية مثل الهوايات أو الاهتمامات، أو بعض المشاريع الشخصية التي عملت عليها سابقاً.
كل هذا وأكثر نحرص على مراعاته في خدمة السيرة الذاتية الاِحترافيّة التي يقدمها فريقنا المتخصص، من خلال خبراته التي اكتسبها على مدى سنواتٍ في عالم المال والأعمال.