في بداية كل عام جديد يتجمع المئات وقد يكون الآلاف من الناس أمام التلفاز بانتظار توقعات “المتنبئين” للعام الجديد. عدد كبير من الناس تشتري الصحف أو تستمع للراديو أو التلفاز يومياً فقط لسماع ما يخبئه برجهم لهذا اليوم ومنهم من لا يستطيع بدء يومه دون “معرفة” ما سيحدث معه حسب برجه أو تاريخ ميلاده أو غيرها. يومياً تتجمع الجارات معاً في الصباح لشرب القهوة وتبدأ إحداهن بقراءة فنجان الأخريات لمعرفة ما يخبئه لهم المستقبل من أحداث جيدة أو سيئة.
فهل أنت ممن تؤمنون بالأبراج وتوقعات العام الجديد؟ هل دائماً ما تطلب من أحدهم قراءة فنجانك بعد شرب القهوة وتصدق ما يقول؟ إذاً اقرأ هذا المقال وتعال معنا لنتعرف على ما يسمى “مغالطة قناص تكساس”.
ما هي مغالطة قناص تكساس ولماذا سميت بهذا الاسم؟
وتسمى كذلك الوهم المتكتل Clustering Illusion وذلك كون الإدراك البشري يميل لتفسير أشياء وأنماط لا وجود لها كالوهم.
مغالطة قناص تكساس هي مغالطة منطقية غير رسمية تحدث عند التركيز على أوجه التشابه بين الأحداث أو البيانات وتجاهل الاختلافات. كأن يقوم المتنبؤن بتنبؤ عدد كبير من الأحداث العامة للعام الجديد وفي نهاية العام يحدث عدد منها فعلاً. هنا نفترض أن هؤلاء الأشخاص يعلمون بالمستقبل أو قادرون على رؤيته، ولكن هذا غير صحيح كون هذه الأحداث التي تحققت ما هي إلا أحداث عامة غير مفصلة وغير دقيقة، وننسى أن العدد الأكبر من هذه التنبؤات لم يحدث. الأمر نفسه بالنسبة لقراءة الطالع أو الكف أو الفنجان وغيرها.
سميت مغالطة قناص تكساس بهذا الاسم كناية عن رجل من مدينة تكساس الأمريكية كان يقوم بإطلاق أعيرة نارية عشوائية على جدار حظيرته ثم يقوم برسم أهداف مكان الرصاصات الصائبة مدعياً بأنه قناص ماهر.
قد ينجح هذا الرجل بإصابة عدد قليل من الرصاصات في مركز الأهداف ولكن هذا لا يجعل منه قناصاً ماهراً وإنما قد تكون هذه المحاولات الناجحة من قبيل الصدفة لا أكثر، ولكن العقل والإدراك البشري ميال للتركيز على أوجه التشابه حتى في حال عدم وجودها ونفي أو تجاهل أوجه الاختلاف حتى وإن كانت كثيرة.