جالس مع أصدقائك وإذ بأحد ينادي “يانصيب يانصيب” فذهبت لتسحب ورقة يانصيب وتجرب حظك وعدت وجلست لتخبر أصدقاءك: هذه المرة سأفوز بالتأكيد لا يوجد مجال للشك…. سألك أحدهم مستغرباً: من أنّى لك كل هذه الثقة بالفوز؟ لتجيب: سحبت خمس مرات متتالية وكانت جميعها خاسرة فلا بدّ أن هذه هي الرابحة.
تلعب مع أصدقائك بالنرد “طاولة الزهر” وخلال أربع مرات متتالية لم يظهر الرقم ستة بعد رمي النرد وهنا تقول لا بد أن الرمية التالية هي الرقم ستة.
خرجت مجموعة من الطلاب من قاعة الامتحان وإذا بأحدهم يقول: سوف أرفع المادة هذه المرة لا مجال. وعند سؤاله عن السبب الذي يجعله واثقاً هكذا يقول: لقد حملتها مرتين متتاليتين فهذه المرة سوف أرفعها قطعاً.
كل هذه أمثلة عن واحدة من أشهر المغالطات المنطقية وهي مغالطة المقامر أو مغالطة مونتي كارلو.
إذاً ما هي مغالطة المقامر ولماذا سميت مغالطة مونتي كارلو؟
مغالطة المقامر Gambler’s Fallacy وتسمى كذلك مغالطة مونتي كارلو Monte Carlo Fallacy أو مغالطة العرض المحدود Finite Supply Fallacy وكذلك مغالطة نضج الفرص Fallacy of Maturity of Chances.
هي الاعتقاد الخاطئ أنه عند تكرار حدث ما لمدة معينة في الماضي أكثر من المتوقع، فمن غير المرجح حصوله في المستقبل والعكس صحيح، أي عند عدم تكرار الحدث كثيراً في الماضي فحدوثه في المستقبل يعد أمراً مرجحاً. ويعود سبب هذا الاعتقاد الخاطئ إلى الاعتقاد بأن هذه الأحداث محل الحكم تكون مستقلة عن بعضها وغير مترابطة وهذا النوع من التفكير يعد غير منطقي وغير عقلاني، فما وقع بالماضي لا يمت بصلة لما سيقع في المستقبل.
سميت هذه المغالطة بمغالطة مونتي كارلو Monte Carlo Fallacy نسبة لما حدث في كازينو مونتي كارلو في لاس فيغاس عام 1913,
كما يعد هذا الحدث أشهر مثال عن هذه المغالطة إذ توقفت حينها كرة عجلة الروليت على اللون الأسود 26 مرة متتالية مما جعل الناس تعتقد أنها سوف تتوقف على اللون الأحمر في المرة التالية وتسبب في خسارة المراهنين لملايين الدولارات لأن العجلة لم تتوقف على اللون الأحمر إلا في الدورة 27.
من الأمثلة المشهورة عن هذه المغالطة في حياتنا اليومية هي لعبة “الطرة والنقش أو الصورة والكتابة Heads or Tails”.
عند رمي عملة معدنية 10 مرات متتالية وظهور النقش، فعند الاعتقاد أنه في الرمية التالية ستظهر الطرة، يعد هذا نموذجاً عن مغالطة مونتي كارلو، إذ إنه في كل مرة يتم رمي العملة فيها فإنه منطقياً يكون احتمال ظهور النقش 50% واحتمال ظهور الطرة 50% وكل رمية تعد حدثاً مستقلاً لا علاقة للأحداث السابقة أو المستقبلية به.