أتى صديقك ليقترض منك قليلاً من المال. أنت على وشك إعطائه ما يريد، ولكن فجأة توقفت وقلت في نفسك: إن أعطيته هذه المرة فسيأتي مرة أخرى وأخرى وأخرى وهذا ما لا أريده وقد لا يعيد لي المال أبداً، فالأفضل أن أرفض إقراضه المال من المرة الأولى.
إحذر يا صديقي فقد وقعت توا بمغالطة المنحدر الزلق Slippery Slope Argument وهذه المغالطة تفترض أن تصرفاً أو فعلاً ما، غير مهم أو تافهاً بحد ذاته، سوف يجر وراءه سلسلة من الأحداث تنتهي نهاية كارثية أو سيئة، ويكون كل حدث في هذه السلسلة هو نتيجة حتمية وضرورية للحدث الذي قبله، وسبباً في حدوث الحدث التالي، بمعنى أن السلسلة مترابطة، وهذا أشبه بالمنحدر الزلق بحيث أن وطأة واحدة كافية لتزلَّ قدمك وتهوي إلى القاع.
تسمى هذه المغالطة أيضاً باسم “أنف الجمل” والسبب في إطلاق هذه التسمية عليها هو أن بدوياً ما قال لنفسه يوماً «إذا تركتُ الجملَ يدس أنفَه في خيمتي في هذه الليلة الباردة، فإنه يُوشك بعد ذلك أن يدس رأسَه كله، ثم لا يلبث أن يدسَّ رقبتَه، وسرعان ما أجِدُ الجملَ برمَّته وقد اقتحم عليَّ الخيمة.»
وهنا نرى أن هذا البدوي قد وقع ضحية هذه المغالطة حيث كتب سيناريو محتمل كامل في خياله بنهاية غير مرغوب بها بالرغم من أن كل هذه الأحداث لن تقع وكلها من نسج خياله.
إذا أردنا وضع هذه المغالطة بشكل منطقي فستكون كما يلي:
إذا كان (أ) فسيكون (ب)
إذا كان (ب) فسيكون (ج)
وهكذا حتى نصل إلى (ص) وهي النتيجة الكارثية غير المرغوب بها
يمكن ذكر بعض الأمثلة عن هذه المغالطة:
إذا أكلت أيس كريم فسوف يزداد وزنك وستصاب بالسمنة والسمنة تؤدي إلى أمراض خطيرة في القلب وسائر أنحاء الجسم مما يؤدي إلى الوفاة، إذاً لا تأكل الآيس كريم فهو ضار للصحة.
لذا يا صديقي في المرة القادمة لا تفكر كثيراً واقرض صديقك المال الذي يحتاجه إن كان باستطاعتك.
وأنتم أصدقاؤنا، هل سبق لكم أن وقعتم في هذه المغالطة من قبل؟