جالس في مقهى مع أصدقائك تشاهدون الأخبار على التلفاز… فإذا بك تشتد وتصرخ: انظروا من يتكلم! هذا النائب الفاسد الغشاش والمستفيد الأول من الضرائب، يريد أن يطرح مشروعاً ضريبياً جديداً؟ بشكل أكيد ليستفيد منه.
يا صديقي… إنك تقع الآن فيما يسمى مغالطة الحجة الشخصية أو الحجة على الذات – Ad Hominem Argument
ما هي مغالطة الحجة الشخصية – Ad Hominem Argument
تسمى كذلك الحجة على الذات أو الشخصنة، وهي عندما يقوم المغالط بالطعن في “شخص” صاحب الحجة عوضاً عن الطعن والتفنيد في الحجة نفسها، معتقداً بذلك أنه يقلل من شأن أو يفند الحجة نفسها، وتكون موجهة للشخص على نحو مباشر لهذا تسمى “شخصية”.
حيث هنا في هذه المغالطة، يقوم المغالط بالتشكيك والطعن في شخص القائل (دوافعه،شخصيته، أخلاقه، صدقه، أهوائه…) بدلاً عن الحجة نفسها، وهذا قد يثير بعض الشكوك حول الحجة وقائلها ولكن لفترة وجيزة، حيث إن الحجة بحد ذاتها ما تزال سليمة لم يمسسها أي سوء، حتى وإن تمَّ النيل من صاحبها.
ففي مثالنا السابق، قد يكون النائب فاسداً وكاذباً حقاً، وأنه بالفعل قد يستفيد من فكرة مشروع الضرائب الجديد، ولكن هذا لا يعني أن تكون فكرته خاطئة أو غير جديرة بالبحث والمناقشة وربما حتى التنفيذ.
وكمثال آخر: عند حصول نقاش بين شاب صغير بالسن ورجل عجوز، فإن العجوز لا يقتنع بكلام الشاب بحجة صغر سنه وأنه لم يختبر الحياة وغيرها من الحجج، حتى وإن كانت فكرته صحيحة.