يعد التفكير التقاربي نمطاً شائعاً من أنماط التفكير حيث يستخدمه الجميع الكبير والصغير وفي كثير من أمور الحياة اليومية والروتينية، فوائده كثيرة وتطبيقه وتقويته سهلة؛ لنتعرف عليه معاً في هذا المقال.
تعريف التفكير التقاربي
نمط تفكير يتعامل مع الحدث أو المشكلة بسياق المنطق وأن الحل الأنسب لها وحيد؛ وبناء على ما نمتلك من حقائق ومعلومات ومعرفة وباعتماد التحليل والتأمل بهذه الخيارات يسعى التفكير التقاربي للوصول لهذا الحل الوحيد الأمثل والأنسب بدون ترك مجال للشك أو الالتباس.
مع أن التفكير التقاربي لا يتعامل مع الإبداع بشكل مباشر (كما يحدث بنمط التفكير الاختلافي Divergent Thinking) ويعتمد المنطق، إلا أنه قد ينطلق من فكرة إبداعية جديدة وينقحها بما يملك من معلومات ومعرفة تراكمية ويعيد صياغتها بالمنطق حتى يصل للمطلوب.
أمثلة عنه
- القيام بعمليات رياضية مثل الجمع أو الطرح أو الضرب (عندما نشتري ونحاسب البائع).
- يستخدمه الطلاب في الامتحانات أثناء الحل، خصوصاً إذا كانت الأسئلة من نمط الخيارات المتعددة، فهناك جواب واحد صحيح وعلى الطالب الوصول له بناء على ما يملك من معرفة بمواضيع المادة ومعلومات درسها مسبقاً.
- إيجاد الطريق المختصر والأسرع بين مكانين.
- تحديد الفائز بمسابقة ما.
- اختيار جامعة أو فرع جامعي للدراسة.
خصائص هذا النمط من التفكير
- يركز ويعتمد على مقاييس ومعايير وإجراءات معروفة ومعتمدة مسبقاً.
- يبحث عن حل واحد هو الأفضل على العكس من نمط التفكير الاختلافي Divergent Thinking الذي يخلص لعدد كبير من الاحتمالات والخيارات.
- يعتبر صارم لحد ما فهو يرى بالأبيض والأسود فقط دون إتاحة المجال لألوان أخرى: الخيارات معه هي إما صحيحة أو خاطئة.
- بالرغم من الجملة السابقة فالتفكير التقاربي يرى أن هناك عدة خيارات قد تكون صحيحة لكنها ليست بنفس القيمة فيذهب مع الخيار ذي القيمة الأعلى والفائدة الأكبر من بينها (يفضل النوعية على الكمية).
- يرفض المخاطرات ويراعي الوقت من خلال تحليل الخيارات ذات القيمة العالية وتجاهل البقية.
فوائد التفكير التقاربي
- يعزز التنظيم والتنسيق فهو يتعامل بطريقة خطية أي يستخدم التحليل مراعياً أن له بداية (هي المعرفة الموجودة والخيارات الفضلى المتاحة) ونهاية (هي الحل الوحيد الأنسب)
- يراعي الوقت فيساعد على الوصول للحل بسرعة أكبر
- يقوي ويدعم مهارات التفكير المنطقي والتحليلي
- لا يدع مجال للالتباس فهو اعتمد المنطق والاستنتاج الخطي كما ذكرنا
- هو الأفضل في الحالات المعقدة أو عندما نكون تحت ضغط وحاجة ملحة
- يكسب مُتَّبِعه ثقة وأمان أكبر خلال عملية اتخاذ القرار
برغم ميزاته وفوائده الكثيرة لا بد من الإشارة إلى أن الطريقة المثلى لاتخاذ القرار لا شرط أن تكون باعتماده وحده بل بالمزج بينه وبين التفكير الاختلافي فنكون قد مزجنا الإبداع مع المنطق وعندها لا شك أن قرارانا سيكون الأكثر حكمة.