يحكى أن رجلاً قومياً متعصباً من اسكتلندا كان يقرأ الصحيفة الإخبارية لأخبار العالم كالمعتاد كل يوم عندما لمح خبراً عن اعتداء جنسي بشع حصل في إحدى الدول، ليقول في سره: “لا يمكن لاسكتلندي أن يفعل مثل هذا الشيء”. في صباح اليوم التالي وأثناء قراءة الشخص نفسه للجريدة اليومية، يتفاجأ بخبر مفاده أن اسكتلندياً قام بارتكاب جريمة جنسية قذرة في أبردين، هنا بدلاً أن يتراجع عن فكرته السابقة وأن يعترف بأن الاسكتلنديين – كسائر البشر- معرضون لارتكاب الأخطاء والأشياء الفظيعة، يقول لنفسه: “لا يمكن أن يكون هذا الشخص اسكتلندياً حقيقياً، إذ لا يمكن لاسكتلندي حقيقي أن يقوم بمثل هذا الأمر”.
مثالنا السابق هذا هو سبب تسمية هذه المغالطة بهذا الاسم، ومن قام بإدخال هذا المصطلح هو الفيلسوف البريطاني أنطوني فلو (Anthony Flew 1923-2010).
يمكن اعتبار مغالطة اسكتلندي غير حقيقي No True Scotsman كرد فعل دفاعي بغرض حماية ادعاء عام أو مجموعة أو انتماء لمجموعة، من خلال القيام بتغيير ما يناسب من شروط عامة بغرض حماية الادعاء المتعلق بالمجموعة من أي مثال قد يدحضه أو يظهره بمظهر سيئ أو خاطئ.
بعض الأمثلة:
إن إحدى الشخصيات المشهورة قد أظهر موقفاً سياسياً معيناً، فبدلاً عن قول أن هذا الشخص ليس مواطناً حقيقياً وأصيلاً، يمكن القول أن هذا رأيه وأنا أحترمه بالرغم من عدم موافقتي مع موقفه السياسي.
عندما نقرأ عن جرائم تحدث حول العالم نقول لا يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر في بلادنا، فالناس في بلادنا تحب وتحترم بعضها ولا يمكن أن يصدر عنها مثل هذه الأفعال الشائنة، وننسى أو نتناسى أن هناك بعض النفوس الضعيفة وأن الناس ليسوا سواسية، فمنهم الجيد ومنهم السيئ والتعميم في أغلب الحالات خاطئ، فقد تحدث هذه الجرائم وحتى جرائم أفظع منها في بلادنا.
لذا من الخطأ يا صديقي أن تقوم بالتعميم وأن تتمسك وتتشبث به في حالة التكلم عن ادعاء عام أو عن مجموعة أو بلد، فأصابع اليد الواحدة غير متشابهة.