يعد الحصول على فرصة عمل جيدة أمرًا صعبًا للكثير من الشباب اليوم. فالبطالة أصبحت مؤخرًا مشكلة عالمية تواجه الشباب جميعهم حتى الحاصلين منهم على تعليمٍ جامعي مرموق! لذلك، من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يكون الشباب مجهزين بالمهارات اللازمة لتحقيق النجاح في سوق العمل المتغير باستمرار. فالتعليم التقليدي لم يعد كافيًا لتطوير هذه المهارات، ولذلك يجب أن يبدأ الشباب بتنمية مهاراتهم بأنفسهم للحصول على الوظيفة المنشودة. اخترنا لكم في هذا المقال أبرز 9 مهارات يحتاجها الشباب للتميز في سوق العمل الآن ومستقبلًا.
المهارات الرقمية
في عالم اليوم المتقدم رقميًا، كلما زادت معرفة الشخص بالتكنولوجيا زادت قيمته في سوق العمل. تتضمن المهارات الرقمية كون الشخص على دراية بمجموعة متنوعة من التقنيات مثل برامج الأوفيس والتخزين السحابي وإنشاء المحتوى وتعديل الصور والبرمجة والتسويق الرقمي وغيرها من المهارات الرقمية التي تثبت لأرباب العمل أن هذا المتقدم يتعلم بسهولة وقادر على الاندماج ببيئة العمل ومواكبة كل جديد.
مهارات حل المشكلات
ربما تكون أهم المهارات التي يمكن للشباب تطويرها قبل دخولهم إلى سوق العمل، فكثير من أنظمة التعليم تقليدية وتعتمد التلقين منهجًا لها عوضًا عن تدريب الشباب على ممارسة تجارب عملية واسعة في حل مشكلات متنوعة. فالوظائف اليوم لم تعد روتينية، بل يحتاج العاملون إلى القدرة على التكيف مع جميع أنواع المشكلات التي قد تطرأ وحلها بإبداعية. كما يعدّ التفكير الناقد ضرورياً وهو من بين أهم المواهب التي يبحث عنها أرباب العمل في الموظفين الجدد.
المواطنة العالمية
بفضل التكنولوجيا المتقدمة أصبح عالمنا اليوم أصغر من أي وقت مضى. ففي الماضي كان يتعامل الموظفون فقط مع الأشخاص من منطقتهم وبيئتهم، أما الشباب اليوم يعملون مع أشخاص من جميع أنحاء العالم ومن مختلف الخلفيات العلمية والثقافية. ومن ثم، يحتاج الشباب إلى إتقان المواطنة العالمية وفهم وتقدير الثقافات الأخرى. فالقدرة على التواصل والتآلف مع الأشخاص من ثقافات أخرى، إلى جانب إتقان عدة لغات يمكن أن تجعل الشخص ذا قيمة في أي مجال كان. يمكن تطوير هذه المهارة من خلال السفر والتواصل مع الناس والعمل ببيئة غنية ومتنوعة بثقافة أفرادها واختلافهم.
مهارات ريادة الأعمال
ربما لا يرغب الشباب جميعهم بدخول عالم الأعمال، لكن جميعهم بحاجة إلى اكتساب “حس ريادة الأعمال” للنجاح في سوق العمل. فالشركات تفضل الموظفين القادرين على إحداث التغيير والأخذ بزمام المبادرة وخلق الأفكار الريادية. ويُتوقع من الشباب اليوم أن ينجزوا أكثر من مجرد قائمة المهام الوظيفية المنصوص عليها في التوصيف المهني، فأرباب العمل يبحثون عن موظفين جدد يمكنهم إحداث الفرق في شركاتهم لا أُناسً يعملون بالحد الأدنى لرفع العتب!
الفضول وحب التعلم مدى الحياة
إن أحد أكثر المهارات المطلوبة للوظائف المستقبلية هو الفضول وحب التعلم. فمستقبلنا المجهول يحتم علينا الإبقاء على فضولنا الطفولي وسعينا لمعرفة كل ما نجهل. هذه الصفات تُترجم بشكل مثالي في بيئة العمل الحديثة التي تحتاج تعلمًا مستمرًا وسريعًا للحاق بركب المتغيرات. فيجب على الشباب السعي باستمرار لتعلم أشياء جديدة، فكلما عرف الشباب أكثر كلما كانوا أكثر اندماجًا في عملهم وأكثر نجاحًا.
مهارات التواصل
تعد مهارات التواصل ثاني أهم مهارة بعد مهارات حل المشكلات عندما يتعلق الأمر بالمهارات المطلوبة للوظائف المستقبلية. في الحقيقة لا يهم مدى روعة أفكارك إن لم تتمكن من التواصل بفعالية مع الناس من حولك. يحتاج الشباب إلى أن يكونوا فعالين في نقل أفكارهم لفظًا وكتابةً. فالعديد من فرص العمل تتطلب مهارات تواصلٍ كتابية ولفظيةٍ تضعها ضمن أهم المتطلبات الواجب توافرها في الموظفين الجدد.
التكيّف والمرونة الإدراكية
يتغير سوق العمل الحديث باستمرار ولا أحد يعرف بالضبط كيف سيبدو في العقود القادمة. لذلك يحتاج الشباب إلى القدرة على التكيف بسهولة مع التغيرات حتى يحققوا النجاحات. فالكثير من الشركات دائمًا ما تغيّر طريقة عملها ويحتاجون إلى موظفين يمكنهم التكيّف ومواكبة هذه التغييرات. يجب أن يمتلك الشباب أيضًا مرونة إدراكية تمكنهم من تغيير أسلوب تفكيرهم بسرعة تلائم المشاكل والمواقف الجديدة، والنظر من جوانب عديدة وصياغة أفضل خطة عمل لإنجاز المهام الموكلة إليهم.
الوصول والتقييم والتحليل المعلوماتي
يمتلك الشباب اليوم ثروة من المعرفة بين يديهم بفضل التوافر الواسع للتكنولوجيا، فلم يعد الأمر يتعلق بما يعرفه الشخص، بل بما يستطيع معرفته. ثم ليس من الضروري أن يكون لدى الشخص كمية كبيرة من المعرفة، لكنه يحتاج إلى المهارات اللازمة للوصول إلى أي معلومة يحتاجها لحل مشكلة ما. أضف إلى ذلك، لا يحتاج الشباب إلى معرفة كيفية الوصول إلى المعلومات فقط، لكنهم يحتاجون أيضًا إلى القدرة على تقييم وفرز المعلومات وتحليلها لتحديد ما تعنيه حقًا وكيف يمكن تسخيرها لخدمة مهمتهم.
معرفة الذات والذكاء العاطفي
يحتاج الشباب إلى معرفة أنفسهم بما فيه الكفاية لمعرفة نقاط قوتهم وضعفهم. فالشباب الذين يعرفون أنفسهم يعرفون كيفية التواصل وحل المشكلات وأكثر قدرة على العمل مع الآخرين. كما يحتاج الشباب إلى القدرة على فهم الآخرين من خلال مهارات الذكاء العاطفي، مما يتيح لهم تكوين علاقات قوية مع زملائهم في العمل ومدرائهم وأي شخص مرتبط بمسارهم المهني. فتكوين روابط قوية أمر أساسي في أي مجال ومفتاح لتعزيز العمل وارتقاء السلم الوظيفي وتحقيق النجاحات المهنية.
مواضيع ذات صلة
دليلك للتعامل مع مرحلة ما بعد التخرج