تقول إحداهن لصديقتها المقبلة على الزواج: هل حقاً ستردين خاتم زواج في إصبعك؟ ألا تعلمين أن الخاتم هذا يرمز للسلاسل التي كانت توضع على كواحل النساء قديماً لمنعهن من الابتعاد عن أزواجهن؟ لم أتخيل أنك قد تريدين دعم مثل هذه الممارسات اللاأخلاقية.
يصرّ أحد المرضى على عدم أخذ دواء معين وصفه طبيبه له بحجة أنه مستخلص من نبات سام وبأن هذا الدواء “السام” سوف يقتله.
هذه الأمثلة وغيرها تتكلم عما يسمى المغالطة الجينية أو مغالطة المنشأ – Genetic Fallacy
ما هي المغالطة الجينية Genetic Fallacy
تحدث هذه المغالطة عند التركيز فقط على تاريخ أو أسس أو أصل شخص أو شيء أو حدث ما وتجاهل التغيرات التي طرأت عليها عبر الزمن والتي قد تكون من الممكن قد غيرت هذا الحدث أو الشخص.
ويلجأ من يستخدم هذه المغالطة إلى إعادة الحجة أو الفكرة إلى أصولها أو منشئها متجاهلاً التغيرات والتطورات التي طرأت عليها والتي قد تكون موجودة في وقتنا الحالي. وهنا يتم رفض الحجة على أساس أصلها وفصلها أو سبب نشوئها أو حتى استخدامها القديم المختلف عن الاستخدام الحالي لها، لكن الحجة الصادقة والصحيحة تبقى كذلك بغض النظر عن منشئها.
وفي أمثلتنا السابقة نجد أن الأحداث القديمة واستدلالتها قد تغيرت ولم تعد كما كانت عند نشوئها وبالتالي فإن هذه الاستدلالات خاطئة في وقتنا الحالي.
أما في حال كان أصل الشيء متصلاً على نحو مباشر بموضوع النقاش، فإن الرجوع إليه ليس خاطئاً كما في حال التمييز والمقارنة بين الجامعات على أساس عراقتها وهنا يتم الرجوع إلى الأعضاء المؤسسين وإلى تاريخ الجامعة والمبادئ التي نشأت من أجلها ، والتي هي حتى قد تتغير إلى مبادئ جديدة تعتد عليها تناسب الزمن الراهن تختلف عما نشأت عليه.