العاطفة سلاح ذو حدين. في بعض الأحيان تكون وسيلة لتحفيز وتشجيع الآخرين، لكن حين يتم استخدامها واستغلالها لتحقيق غاية أو هدف ما بغية تغيير قناعات أو أفكار الآخرين، أو كمرجع لتأكيد الحقائق، فهنا تصبح مغالطة منطقية يجب الانتباه لعدم الوقوع بها.
كثير منا ينجر وراء عاطفته دون التفكير بالعواقب وبعض الناس تقوم باستغلال واستخدام هذا الانجرار اللاواعي بغية الحصول على مبتغاها، هذا النوع من المغالطات المنطقية يسمى الاحتكام إلى العاطفةAppeal to Emotion وهي مغالطة تقوم على استحضار مشاعر الآخرين غير المتصلة بموضوع النقاش والتلاعب بها مع غياب الحجة المنطقية بهدف إقناعهم أو حثهم على تغيير معتقداتهم وأفكارهم.
يمكن أن تأخذ هذه المغالطة عدة أشكال:
الاحتكام إلى الشفقة (Appeal to Pity):
وتعد من أكثر أشكال هذه المغالطة شيوعاً وهي تقوم على استعطاف الآخرين وإثارة مشاعرهم كمحاولة لإقناعهم بدلاً عن تقديم الحجج والأدلة.
كمثال: أيعقل أن تضع لهذا الطالب المسكين علامة سيئة؟ انظر إليه إنه مسكين وفقير لذلك قم بإنجاحه (تكسب به ثواب).
الاحتكام إلى الإطراء (Appeal to Flattery):
وهنا عندما يكون الإطراء موجهاً كمحاولة لتغيير الرأي أو التأثير فيه عن موضوع معين، وليس كمجاملة لطيفة.
مثال: أصبحت الآن بروفسيوراً، لذلك لست بحاجة في أبحاثك لمراجعات الآخرين.
الاحتكام إلى الولاء الجماعي (Appeal to Group Loyalty):
لكل واحد منا ولاء لجماعة ما، سواء كانت العائلة أو الأصدقاء أو المدرسة أو البلد… لكن يجب ألا يكون هذا الولاء هو المعيار لقراراتنا دون التفكير بصحتها، ولو كانت على حساب هذا الولاء، فأحياناً يجب التخلي عن هذا الولاء في سبيل مبدأ أكثر أهمية قد يشمل هذه الجماعات كلها.
مثال: رفض أحد الأحزاب أو الدول استقبال اللاجئين بحجة عدم الرغبة بدخول الغرباء.
الاحتكام إلى الذنب (Appeal to Guilt):
وهنا يحاول الطرف الآخر جعلنا نحس بالذنب كنوع من أنواع الابتزاز العاطفي.
كمثال: إحساس الناجيين من الكوارث بالذنب كونهم نجوا بينما آخرون قضوا بالحادثة.
الاحتكام إلى الشعور بالعار ( Appeal to Shame):
وهنا يقوم الطرف الآخر بمحاولة جعلنا نحس بالخجل أو العار عند افتقاده للدليل على أننا قمنا بأي فعل غير ملائم أو غير صحيح.
مثال: عليك أن تجعل بالخجل كونك رفضت أن تدخل إلى كلية الطب ووقفت بوجه رغبة والدك، الذي تقول أنك تحبه وتحترمه.
الاحتكام للخوف من العواقب (Appeal to Consequences):
وهي المغالطة الأكثر شيوعاً بين السياسيين، حيث يقوم السياسيون باتباع سياسة التخويف الزائد أو غير المعقول بغية حث جمهورهم على التصويت لهم أو إقناعهم بموضوع أو مبدأ ما، عند عدم توفر أو كفاية الأسباب المنطقية.
مثال: خلال الحملات الإعلانية للسياسين حيث يقوم كل منهم بشن حملة ضد الآخر ذاكراً أشياء تدعو للخوف والقلق لدى الجمهور لحثهم على عدم التصويت للخصم.
وفي النهاية، فإن استخدام مشاعرنا وعواطفنا ليس خاطئاً دائماً، لكن يجب علينا الحذر من الانجرار وراء عواطفنا دون تحكيم عقولنا وكذلك الحذر من استغلال مشاعرنا من قبل أشخاص آخرين لتحقيق غايات وأهداف أخرى.