جاء أحدهم إلى أصدقائه قائلاً: لقد خطرت على بالي فكرة… ما رأيكم بجمع تبرعات لإنشاء حديقة ألعاب للأطفال في حيينا؟ الجميع وافق ما عدا شخص واحد قال: أنا لن أستطيع المشاركة. وهنا انهال عليه وابل من الكلمات مثل أنت شخص مادي، أنت لا تحب الأطفال، أنت لا تحب فعل الخير وغيرها.
هنا، لا أحد من هؤلاء الأشخاص يعرفون ما يمر به هذا الشخص من أزمات ومشاكل، وحكموا عليه مباشرة. لكن بطريقة تجعله يشعر بالذنب، مع أن حقه عدم المشاركة، ففي النهاية يعتبر هذا الأمر تطوعياً.
وقع هؤلاء الأشخاص بمغالطة منطقية تسمى مغالطة الاحتكام إلى الذنب Appeal to Guilt وهي شكل من أشكال مغالطة الاحتكام إلى العواطف Appeal to Emotions حيث يقوم فيها المجادل بإثارة واستغلال العواطف في سبيل إقناع الطرف الآخر بموقفه أو وجهة نظره.
وفي مغالطة الاحتكام إلى الذنب، يحاول المجادل إقناع الطرف الآخر عبر استثارة مشاعر الذنب لديه، وهذا يحدث كثيراً في العلاقات كنوع من أنواع الابتزاز العاطفي.
كما قد يحدث في حال محاولة استعطاف الناس للقيام بأعمال تطوعية أو خيرية، كما في مثالنا السابق.
وهنا نتكلم عن الشعور بالذنب جراء القيام بأمر مسموح به وصحيح تماما كشراء قطعة ثياب غالية، وليس الشعور بالذنب من عدمه عند القيام بأمر خاطئ كالسرقة أو القتل مثلاً.
كما تختلف مغالطة الشعور بالذنب عن مغالطة الشعور بالعار Appeal to Shame، على الرغم من أن كلتيهما لهما علاقة بالعاطفة، ففي الأولى يحاول المخاطب إثارة العواطف عبر التأكيد عن نتائج الفعل على الآخرين، بينما في الثانية، يتم التركيز على العواقب التي قد تحصل على الشخص نفسه.
مثال: إذا لم تدخل كلية الطب، فسيتحدث عنك الناس.