«المنح الدراسية» حلمٌ بات يدور في مخيلة العديد من الطلاب اليوم، فخوض تجربة الدراسة في بلدٍ أجنبي والتعرّف على ثقافات جديدة، وفي أفضل الجامعات، بالإضافة إلى الأريحية المادية التي توفّرها، كل تلك المزايا ستكون فرصة العمر لمن ينجح بالحصول على منحة دراسية. لكن مع ذلك، يعتقد الكثيرون أن الحصول على منحة دراسية أمرٌ يقارب المستحيل. فهل ذاك الاعتقاد صحيح؟
لا، ليس كذلك. وتجارب الطلاب الذين نجحوا في الحصول على منحٍ هي أكبر دليل ذلك.
واليوم، يروي المهندس السوري باسل السلامة تجربته في الحصول على منحة الحكومة الهنغارية Stipendium Hungaricum Scholarship 2016/2017 بتخصص الماجستير في هندسة الميكانيك.
لماذا فكرت بالتقديم على منح، وكم مرة قمت بالتقديم على المنحة حتى حصلت عليها وما هي المنح التي قمت بالتقديم عليها ؟
بدأ الحلم منذ أن كنت طالباً في مرحلة البكالوريوس في جامعة البعث في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، كان التشجيع والدعم من الكادر التدريسي من الأسباب الأساسية لنجاح هذه التجربة. لقد قمت بالتقديم مرة واحدة سابقاً في العام الماضي لصالح Erasmus Assur 2015
ولم يحالفني الحظ، لكن كان من نصيبي ان أتلقى منحة من هنغاريا بالتزامن مع قبولي في قائمة الاحتياط في برنامج Erasmus 2016 لهذا العام أيضاً.
برأيك ما هو هدف التقديم على منح دراسية وما هي الفائدة التي حصلت عليها بعد حصولك على المنحة؟
الهدف الأول والأخير هو التحصيل العلمي، وإذا كان الهدف من التقديم غير ذلك فلن يتمكن الطالب من إبراز شغفه وإقناع لجنة التحكيم بقبول طلبه من بين عدد هائل من الطلبات.
ما هي المتطلبات التي ينبغي للطالب الحصول عليها ليقوم بالتقديم على منح دراسية؟
في الحقيقة فإنّ معدّل التخرج يلعب دوراً أساسياً. بالإضافة إلى الشهادات الداعمة والمساعدة التي تبرز أنّك شخصٌ فعّال في مختلف مجالات الحياة.
ما هي النصائح التي توجهها للطلاب بما يخص شهادة اللغة وكيفية الحصول عليها, وهل هي عامل أساسي للتقديم على منح دراسية؟
بالنسبة للشهادات المتعلقة باللغة، فأنا لم أكن حاصلاً على شهادة TOFEL أو IELTS. ما كنت أملكه هو نتيجة اختبار Oxford Placement Test، بالإضافة إلى شهادات الاختبارات التي تقام في المعهد العالي للغات التابعة لجامعة دمشق أو جامعة البعث على حد سواء.
من الجدير بالذكر أيضاً أنه تمّ إجراء مقابلة عن بعد عبر الانترنت تمّ التأكّد فيها من المقدرة اللغوية، لكنّ الأفضلية طبعاً كانت لمن يحمل الشهادة المعترف بها عالمياً.
ما هي أهم النقاط الواجب ذكرها في رسالة الرغبة ؟
تعريفٌ بسيطٌ عن نفسك، رؤوس أقلام عن مسيرتك الأكاديمية والعملية أيضاً، بالإضافة إلى ذكرٍ لأهدافك ومخططاتك المستقبلية.
كيف قمت باختيار الجامعات المشاركة بالمنحة؟
أخذت بعين الاعتبار المفردات والخطّة الدرسية لكل برنامجٍ قدّمت عليه بحيث يكون قريباً من مجال تخصصي، مع مراعاة ترتيب الجامعات بكل تأكيد.
ما هي الأسباب التي دفعتك للتقديم على هذه المنحة بالذات ( البلد، المستوى العملي للمنحة, التكاليف، ….. )؟
بصراحة لقد كنت أقدّم على المنح بغضّ النظر عن البلد المضيف أو القيمة المادية، لذلك لم آخذ بعين الاعتبار المعايير المذكورة أعلاه. فقط كنت أركز على حصولي على منحة بشكلٍ عام.
كيف تم التأقلم مع البلد والمعيشة به، وما هي الصعوبات التي واجهتك وكيف تخطيتها؟
تلك لم تكن المرة الأولى التي أسافر فيها خارج سورية، لذلك فإنّ التأقلم لم يمثّل مشكلةٌ بحدّ ذاته. لكنّ الاشتياق لعائلتي ولبلدي العزيز كان الصعوبة الوحيدة التي تواجهني.
ما هي النصائح التحفيزية التي توجهها للطلاب الراغبين بالتقديم على منح؟
«تفاءَلوا بالخير تجدوه»
أنصحكم بالإصرار، والإيمان بالنجاح ، والتوكّل.
ماذا يتوجب على الطلاب القيام به لرفع احتمالية حصولهم على المنحة؟
من خلال تجربتي يمكن القول أنّ الخبرة العملية في مجال يتعلّق ببرنامج المنحة يجعل الطلب في المقدمة بالمقارنة مع بقية الطلبات. في المقام التالي تأتي الدورات التدريبية، المشاركات العلمية في الفعاليات والمؤتمرات وورشات العمل.
ماذا يجب على الطالب القيام به عند الذهاب للمقابلة في حال قبوله في المنحة؟
الثقة بالنفس، الهدوء، وعلى رأس القائمة: الصدق ثم الصدق؛ أي تطابق المعلومات التي تذكرها في المقابلة مع المعلومات التي وردت في الطلب.
أية إضافات أو اقتراحات أو نصائح تودّ توجيهها للطلاب؟
كان لي خير عونٍ في هذه المسيرة صديقي المهندس أنس النجار، بالإضافة إلى بعض صفحات ومجموعات مواقع التواصل الاجتماعي التي تُعنى بتقديم النصائح المتعلقة بالمنح والتي ستكون خير عونٍ لكم.
أذكر أيضاً موقعLookinMENA الذي كنت قد وضعته في طلب التقديم للمنحة التي تم قبولي فيها عند سؤالي من أين سمعت عن هذه المنحة.
مع خالص الشكر والامتنان، والتمنيات بالتوفيق للجميع
الموقع الرسمي للمنحة:
http://www.tka.hu/international-programmes/2966/stipendium-hungaricum/