هل سبق لك التحديق في عيون سمكتك محاولًا قراءة تعابير وجهها الفارغة؟ أو نظرت في كلبك متسائلًا عن قدرته على فهمك؟ ماذا عن مئات المرات التي تقرع فيها قطتك نافذة أو مرآة، ألا ترغب في معرفة ما تفكر به؟

معظمنا قد سمعنا سابقًا عن المعالج النفسي وما يتضمنه عمله، إلا أن الاعتقاد الشائع حول كونه قادرًا على قراءة الأفكار هو خاطئ، بل يمكن للمعالج النفسي تفسير سلوكيات معينة ومحاولة فهم العقل من خلالها. وما لا يعرفه كثيرون، أن المعالجين النفسيين ليسوا حكرًا على البشر فحسب، بل يوجد معالجون نفسيون مختصون للحيوانات أيضًا.

المعالج النفسي الخاص بالحيوانات

يعد المعالج النفسي للحيوانات شخصًا مختصًا وخبيرًا في مجال العلاقات الاجتماعية والسلوكيات بين الحيوانات ضمن بيئتها ومجتمعها بالإضافة لعلاقتها مع المحيط والعالم الخارجي (بما في ذلك علاقتها مع البشر).

عمل المعالج النفسي الخاص بالحيوانات

غالبًا ما تجمع وظيفة المعالج النفسي للحيوانات بين الدراسات البحثية والممارسة السريرية على هذه الحيوانات. وتتضمن مسؤولياته كلًا مما يلي:

  • مراقبة سلوكيات الحيوانات وتسجيل النتائج
  • البحث عن أي سلوكيات غير نموذجية وغريبة ومراقبتها ودراستها، ومن ثم جمع النتائج ضمن دراسات ونشرها
  • إجراء دورات تدريبية حول طرق تطوير سلوكيات الحيوانات المرغوبة أو الحفاظ عليها
  • تدريس أو إلقاء محاضرات للطلبة المهتمين بدراسة علم النفس الخاص بالحيوانات
  • المشاركة في الدراسات المخبرية للعينات والأنسجة المأخوذة لدراسة سلوكيات معينة
  • دراسة الحيوانات وسلوكياتها ضمن بيئتها الطبيعية
  • تحليل تفاعلها مع البشر أو غيرها من الحيوانات لتشخيص بعض الاضطرابات النفسية لديها مثل القلق أو العدوانية

أشهر أماكن العمل

عادًة ما يعتمد مكان عمل المعالج النفسي للحيوانات على طبيعة الشهادة الحاصل عليها، عمومًا يجد أمامه ثلاثة خيارات رئيسية وهي:

  1. ممارسة العلاج النفسي للحيوانات، يتم ذلك ضمن حدائق الحيوان أو حدائق الحياة المائية والسيرك أو غيرها من ملاجئ ومراكز تدريب أو إنقاذ للحيوانات.  يعمل المعالجون هنا مباشرًة مع الحيوانات ويشاركون في تدريبهم ودراستهم عن قرب.
  2. العمل في مجال البحث الأكاديمي، ويكون ذلك عبر تطوير علاجات للممارسين أو محاولة فهم علم النفس الخاص بالحيوانات لتعزيز ممارساتها ضمن البئية أو الحفاظ عليها.
  3. العمل في مجال  التدريس، على الرغم من تداخله مع مجال البحث الأكاديمي نوعًا ما، إلا أن هذا المجال يساهم في مساعدة الباحثين والأطباء البيطريين من الجيل القادم على اكتساب المعرفة اللازمة والبناء على الأبحاث الموجودة حاليًا.

نهايًة، يعتبر علم نفس الحيوانات مجالًا واعدًا مع امتلاكه لإمكانيات كبيرة يمكن لها تفسير سلوك مختلف الأصناف الحيوانية. ومن خلال فهم السلوكيات الحيوانية بشكل أدق، يمكننا معرفة المزيد عن أنفسنا عبر الدخول في تفاصيل الآليات السلوكية الفيزيولوجية وتحليل مختلف السمات الاجتماعية والبيولوجية وتفريق السلوكيات الطبيعية عن غيرها من السلوكيات المكتسبة من البيئة المحيطة.