“هندسة الميكاترونيكس” إنها ليست تعويذة، فلا بد أنك قد شاهدت مؤخراً الرجل الآلي الذي قام بأداء رقصةٍ خليجية بتفاصيلها الصعبة بكل انسيابية وجمال وتناغم، أو أنك أثنيت على جلاية الصحون الآلية لأدائها تلك المهمة عوضاً عنك في رحلة حياتك الدراسية، ومازال هناك الكثير ليثير دهشتك وإعجابك.

ويعود الفضل بذلك إلى هندسة الميكاترونيكس فهي المسؤولة عن التحكم والتنسيق بترتيب وسلاسة بين أربعة أنواع من الوظائف الهندسية بآن معاً وهي:

  • الهندسة الميكانيكية: وتشمل دراسة الستاتيك والميكانيك التقليدي وتصميم الآلة.
  • الهندسة الإلكترونية: وتتضمن الأسس الإلكترونية  للدارات الكهربائية.
  • الهندسة الكهربائية: المسؤولة عن التغذية الكهربائية للآلة.
  • الهندسة الصناعية: هي عنوان للأتمتة الصناعية باستخدام لغات البرمجة.

وقد ظهرت في اليابان عام 1969 على يد مهندس ياباني يدعى ” تيتسور موري ” من شركة ياساكوا،  وكان الهدف منها إنتاج خدمات ومنتجات تتميز بتبسيط الأداء ورفع الكفاءة الاقتصادية والتنوع والثقة؛ وذلك لأن الأنظمة الميكاترونيكية توصف بالأنظمة الذكية حيث يفترض أنها تحاكي طريقة التفكير البشري وبالتالي يكون أداؤها على درجة عالية من الدقة.

وسوف نوضح لك عزيزي في هذا المقال بعضاً من مجالات هندسة الميكاترونيكس و تطبيقاتها.

أهم مجالات هندسة الميكاترونيكس

  1. أنظمة الإنتاج والمعدات الصناعية التي أصبحت مؤهلة لتحل مكان العمالة البشرية.
  2. النظم الفرعية في السيارات مثل حساسات الوسائد الهوائية وأنظمة الكبح المانع للإنغلاق.
  3. روبوتات استكشاف الفضاء التي يتم إرسالها عبر المركبات الفضائية لأخذ العينات اللازمة لإجراء الدراسات.
  4. الأدوات الطبية النوعية التي تستخدم في الرعاية الصحية.
  5. ألعاب الأطفال الإلكترونية التي تعمل بالتحكم عن بعد، هل لازلت تحتفظ بأحدها إلى الآن؟
  6. أنظمة الغسالات الأوتوماتيكيّة الذكية التي تجلب السعادة للسيدة الوالدة.
  7. التصميم بواسطة الحاسب كما في بعض الصناعات الخشبية والصناعات النسيجية.
  8. كاميرات الفيديو الذكية التي تمتلك حساسات الإضاءة لفتح وإغلاق العدسة.
  9. أنظمة النقل والمواصلات الكهربائية.

أفضل الدول لدراسة هندسة الميكاترونيكس

وفيما يلي نقدم لكم أفضل الدول لدراسة هندسة الميكاترونيكس وفقاً لوجهة نظر جمهور لوك إن مينا.

اليابان

فهي الدولة الحاضنة لهندسة الميكاترونيكس والراعي الأول لها منذ نشأتها حتى تطورت إلى الحد الذي أخذ بنا إلى عالم الخيال وتضم العديد من الجامعات الرائدة وسوف ندرج لكم أهمّها:

جامعة توهوكو-The university of Tohoko: يعود تاريخ جامعة توهوكو لمئة عام سبقت، أي منذ بدايات القرن العشرين الذي شهد ثورة في تكنولوجيا المعلومات وتعتبر هذه الجامعة الرائدة في تدريس الهندسة في المرحلة الجامعية.

جامعة طوكيو-The university of Tokyo: تتميز جامعة طوكيو ببرامج الدراسات العليا لمن يرغب بالاستمرار برحلة البحث العلمي بعد التحصيل الجامعي، ويستمر برنامج الماستر لمدة عامان بينما برنامج الدكتوراه يستمر لثلاثة أعوام.

الولايات المتحدة الأميريكية

قطب الدول الصناعية الرأسمالية وتعتمد بشكل رئيسي في أغلب صناعاتها على هندسة الميكاترونيكس،  لذلك تعنى جامعاتها بتدريس هذا الاختصاص وتطويره ونذكر منها:

جامعة ميشيغان-The university of Michigan: تأسست جامعة ميشيغان عام 1885م، وفي يومنا هذا تقدم أكثر من 50 برنامج في البكالوريوس 75 برنامج للدراسات العليا وتشكل الهندسة بكافة فروعها 63% من مجموع المنتسبين إليها.

جامعة كاليفورنيا-The university of California:  تأسست جامعة كاليفورنيا عام 1868م وهي عضو مؤسس في رابطة الجامعات الأميريكية، وتقدم أكثر من 360 برنامج للحصول على درجات علمية مختلفة وتضم معهد  “microelectronic”  الذي يركز على التصنيع واستخدام الأنظمة الميكاترونيكية.

 ألمانيا

جامعة آخن-The university of Achen: تأسست عام 1880م وتعتبر من أفضل الجامعات في مجال العلوم التطبيقية في ألمانيا وتركز في هندسة الميكاترونيكس على صناعة السيارات، وهذا سبب الشعور بالفخر والأمان الذي ينتابنا عند ركوب سيارة صنعت بأيادٍ ألمانية.

جامعة كوتبوس-The university of Cottbus: وهي من الجامعات الرائدة في مجال الهندسة بكافة فروعها، وتعتبر هندسة الميكاترونيكس إحدى هذه الفروع ويلقى مجال الطيران اهتماماً بالغاً في توزيع البرامج الدراسية لهندسة الميكاترونيكس.

ماليزيا

جامعة موناش-The university of Monash: وهي جامعة استراليّة لها فرع في ماليزيا وتتمتع بنفس مزايا الجامعة الأم من حيث التنظيم والاهتمام والبرامج الدراسية تأسست عام 1998م، صحيح أنها حديثة نسبياً لكن تعتبر من بين أفضل 100 جامعة في العالم في كافة أنواع العلوم ومن بينها هندسة الميكاترونيكس، فمن الممكن أن تستمتع برحلتك الدراسية في هذه الجامعة ضمن أحضان الطبيعة الصاخبة.

وهناك أيضاً جامعات أخرى معروفة في ماليزيا في هذا المجال مثل جامعة  UTM – وجامعة APM.

فرص العمل لخريجي هندسة الميكاترونيكس

بعد هذا التوضيح عن مفهوم هندسة الميكاترونيكس وتطبيقاتها فإنه من الضروري أن يرتسم في ذهنك عزيزي أن مجالات العمل في هذه المهنة تنقسم إلى قسمين:

مجال التصنيع

وهنا ستجد نفسك على خط التماس الأول في المصانع للإشراف على وضع الأنظمة الميكاترونيكية الداخلة في إنتاج الأجهزة الذكية على مختلف أنواعها التي سبق ذكرها، وإذا كنت في حيرة من أمرك في اختيار المجال فهنا يحكمك عاملان:

  • متطلبات السوق فكل نوع من الأجهزة له حصة سوقية.
  • ميولك ومهاراتك وحسك الإبداعي لكي يكون لك أثر وبصمة.

مجال الصيانة

غالباً ما تفصل المسافات بين دول المنشأ للأجهزة الذكية والدول الاستهلاكية لهذه الأجهزة، والجهات المستوردة لا تأخذ على عاتقها التواصل مع البلد المصنع في حال حدوث أي عطل في الجهاز وهذا وارد جداً، فهنا يأتي دورك بأن تكون أنت الخبير الميكاترونيكي لفك شيفرة هذه الأجهزة وإصلاح الأعطال التي قد تتعرض لها.

و لا تنسَ.. مستقبلك أيضاً صناعة.. تحتاج إلى هندسة من صُنع يديك.