كلنا نعرف شركة نايك العالمية للملابس والمستلزمات الرياضية لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل نعرف من وراء هذه الشركة أو بالأحرى من صاحب الفكرة ؟؟

تجتمع الخيوط كله حول رجل الأعمال الأمريكي “فيل نايت” الذي كان بمثابة العقل المدبر وراء شركة نايك.

فيل نايت

بدايات “فيل نايت” 

ولد في عام 1938 بولاية أوريغون كان مولعاً منذ الصغر في رياضة الجري حيث كانت أشبه بالهواية حتى إنه التحق في فريق الجري في مدرسته مدرسة كليفلاند.

كانت أولى تجاربه في نطاق العمل حين التحق بجامعة أوريغون وقتها طلب من والده والذي كان مالكاً لإحدى الصحف أن يعمل معه في الجريدة لكن كان رد والده بالرفض فقد طلب منه أن يعمل بمفرده فما كان من “نايت” إلا أن يعمل في صحيفة منافسة لصحيفة والده.

وفي أثناء دراسته الجامعية استمر في رياضة الجري وحينها تعرف على العداء والمدرب “بيل بويرمان” فقد أشرف على تدريبه وعلى مرور الوقت نشأت صداقة فيما بينهم وبالوقت نفسه كان لها دور مهم في حياة “فيل نايت” المهنية.

Early-Bowerman-Knight.

بداية الطريق

بعد تخرجه من الجامعة التحق بالخدمة العسكرية لمدة عام ثم قرر فيما بعد دراسة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد وأثناء دراسته كانت تدور في باله فكرة صناعة أحذية رياضية مريحة فقد كان السبب وراء هذه الفكرة هي الحاجة الشخصية لكونه كان يعاني هو و  “بيل بويرمان” من الأحذية الغير مريحة أثناء ممارسته لرياضة الجري حيث إن الأخير كان لديه بعض الأفكار لحل هذه المشكلة وقد عملا سوياً من أجل ذلك

وهنا خطر على باله فكرة والتي كانت بالمناسبة بحثاً في دراسته تحت عنوان “كيف استطاعت الكاميرات اليابانية الهيمنة على الكاميرات الألمانية فهل يا ترى تستطيع الأحذية اليابانية فعل الشيء نفسه مع الأحذية الألمانية” والمقصود بذلك بوما وأديداس.

بدأت الفكرة تتبلور أكثر وأكثر وما كان منه إلا أن ينطلق للخطوة المقبلة.

بعد حصوله على الماجستير 1962 قرر السفر نحو اليابان من أجل البحث عن علامة تجارية ذي جودة عالية وبالفعل نال ما أراده في النهاية حيث وجد شركة Tiger وقرر فورا التعاقد معها من أجل توزيع أحذيتها في الولايات المتحدة الأمريكية.

وعند عودته أسس هو و “بيل بويرمان” شركتهم تحت اسم “بلو ريبون سبورتس” في عام 1963.

phil

شركة نايك

بما أنهم كانوا في بداية الطريق فقد اتخذ “نايت” من سيارته مكاناً من أجل بيع أحذيته وبما أن “بيل” كان مدرباً معروفاً في أمريكا فقد ساهم ذلك في الترويج للأحذية أكثر مما ساهم في زيادة الطلب أكثر وأكثر.

ومع مرور الزمن زائدة العائدات مما ساعد على افتتاح أول متجر لهم في سانت مونيكا.

طبعاً مع كل دفعة تأتي لهم من اليابان كان يرافقها بعض الملاحظات من “بيل” من أجل مواكبة الابتكارات حتى إنه قد طلب من الشركة في إحدى المرات تصميم حذاء “كورتيز” وفعلاً قد أصبح من أكثر الأحذية مبيعاً.

في عام 1971 اتخذ كلاهما قراراً يقضي بإنشاء شركتهم الخاصة بحيث هم من يقومون بصناعة الأحذية دون الحاجة لاستيرادها وقد جاء هذا القرار بعد وقوع بعض المشاكل مع الشركة اليابانية.

كانت الخطوة التالية هي إنشاء علامة تجارية خاصة بهم وهنا كانت لحظة ولادة “نايك” الفعلية والتي بالمناسبة كانت من اقتراح صديق “فيل” والتي تعني آلهة النصر اليونانية.

من الممكن بعضنا يعرف قصة الشعار الذي تم تصميمه مقابل 35 دولاراً على يد إحدى الطالبات والذي كافها فيما بعد بإعطائها أسهم من الشركة.

من حسن حظه أنه جاء إنشاء الشركة بالوقت المناسب مع انطلاق الأولمبياد عام 1972 في ميونخ حيث عمل من أجل ترويج أحذيتهم.

phil

بدأت “نايك” تطوف العالم من كل حدب وصوب محققة النجاح من أوسع أبوابه وعلى مرور السنوات ازدادت أرباح الشركة بشكل قياسي مما انعكس بشكل إيجابي على نمو الشركة فقد أصبحت الراعي الرسمي لعدد من الرياضيين في مختلف الرياضات نذكر من أبرزهم “مايكل جوردن”.

فتح لها هذا المجال بأن تتوسع في مجالات أخرى غير الأحذية  وتكرس نفسها بذلك كأفضل شركة رياضية في الولايات المتحدة الأمريكية ومن أفضل الشركات على مستوى العالم.

ما قام به “نايت” بإنشاء شركة رياضية من الصفر في زمن “أديداس” و “بوما” ومنافسته لهم توضح نتيجة واحدة لا ثالث لهما أن الأحلام لا حدود لها طالما مؤمن بها.