لا يمكن أن نتطرق إلى قصص النجاح من دون أن نذكر قصة “ريتشارد برانسون” رائد الأعمال الإنجليزي ومؤسس شركة “فيرجين”.

بدايات “ريتشارد برانسون”

ولد “برانسون” عام 1950 في بلاكهيث الواقعة جنوب لندن، كان يعاني منذ الصغر من مشكلة عسر القراءة والتي أثرت  بشكل سلبي على تعليمه مما اضطره إلى تغيير أكثر من مدرسة ليقرر في نهاية الأمر ترك المدرسة في سن 16 عاماً وقرر الاتجاه  إلى نطاق العمل ليبدأ في أولى مشاريعه التجارية.

ريتشارد برانسون

بداية الطريق

كانت أول مشاريعه التجارية إنشاء مجلة الطالب وهي مجلة ثقافية مخصصة للشباب فقد كان ذلك في عام 1966 حيث تم توزيع أول 50 ألف نسخة بشكل مجاني يكمن السر وراء هذه الخطوة لكونه استطاع تغطية التكاليف من خلال الإعلانات التي وصلت إلى 8000 دولار.

ريتشارد برانسون

بعدها بثلاثة أعوام خطرت فكرة على بال “ريتشارد” وهي شركة لتوزيع التسجيلات عبر البريد وهنا كانت ولادة شركة “فيرجين” الفكرة من هذا المشروع كانت من أجل تمويل مجلته.

لكن بعد عدة سنوات أصبحت الفكرة أكبر من مجرد تمويل حيث ازدهر المشروع ليتمكن من افتتاح  متجر للتسجيل في شارع أوكسفورد  وفي عام 1972 أطلق العنان ليفتتح أستديو خاصاً به.

ريتشارد برانسون

شركة فيرجين 

أولى خطوات النجاح بالمعنى الحرفي كانت في عام 1973 حين حققت أول إصدارات “فيرجين” أغنية “Tubular Bells” والتي كانت للمغني البريطاني مايك أولدفيلد نجاحاً ما بعده نجاح.

كانت هذه الخطوة كفيلة بعمل نقلة نوعية في مسار الشركة حيث ساهم هذا النجاح بتوقيع عقود مع عدد من الفنانين لتصبح “فيرجين” فيما بعد واحدة من أفضل شركات التسجيل في العالم.

ريتشارد برانسون

استمر “ريتشارد” في توسيع مشاريعه التجارية والأمر لم يقتصر فقط على جانب الموسيقى بل أيضاً في مجالات أخرى حيث أنشأ شركة سياحية تحت اسم Voyager Group وكان ذلك في عام 1980 ليقوم بعد أربع سنوات بتأسيس شركة Virgin Atlantic الجوية.

ريتشارد برانسون

الأمور كلها كانت تسير بخطى ناجحة إلى حلول عام 1992 حيث واجه بعض المشاكل المالية التي أجبرته على بيع شركة “فيرجن” بمبلغ مليار دولار.

كان وقعها قاسياً على “برانسون” لكن رغم ذلك أصر أن يبقى في مجال الموسيقى حيث قرر افتتاح  راديو فيرجن في عام 1993 وبعدها بثلاث سنوات افتتح شركة V2 وهي شركة تسجيلات جديدة تعاقد من خلالها مع عدة فنانين.

لم تكن واقعة بيع “فيرجن” هي الواقعة الوحيدة التي مر بها “برانسون” فقد افتتح شركات تحت اسم “فيرجن” سواء في مجال المشروبات الغازية أو مجال المستلزمات المنزلية ناهيك عن دخوله مجال بيع المجوهرات كلها مشاريع لم يكتب لها النجاح.

ريتشارد برانسون

لكن يبقى “برانسون” هو “برانسون” ذلك الشخص المصمم على الاستمرار وتحمل المخاطر من أجل تحقيق النجاح الذي يسعى له. 

باتت اليوم مجموعة “فيرجن” من أكثر الشركات المنتشرة في جميع أنحاء العالم  والتي بالوقت نفسه تشمل العديد من المجالات المختلفة من القطارات إلى الاتصالات والترفيه ناهيك عن دخوله في مجال السياحة لكن عبر فضاء في سابقة فريدة من نوعها.

ريتشارد برانسون

ما وصل إليه “برانسون” هو نتاج شخص مؤمن بأن الأحلام لا حدود لها وأن كل شيء ممكن طالما هناك عمل جاد وثقة بأن لا شيء مستحيل.